11-09-2025 10:17 PM
العميد متقاعد ماهر الخالدي
بالقلم الحرّ، وبالروح الوطنية الصادقة، يسطّر الأستاذ هاشم الخالدي مسيرةً استثنائية في الصحافة الأردنية، جعلته بحق أسد الكلمة الحرة، وصوتًا جريئًا لا يلين أمام العواصف. لم يكن يومًا مجرّد ناقلٍ للأخبار، بل كان شاهدًا على نبض الوطن، وناطقًا باسم المواطن، حاملاً همومه على كتفيه، مدافعًا عن حقه في أن يُسمع صوته ويُصان كرامته.
منذ بداياته، أدرك الخالدي أن الصحافة ليست مهنةً للترف أو الشهرة، بل رسالة ومسؤولية، وأن الكلمة إذا لم تكن حرة وصادقة، فإنها تتحول إلى صدى أجوف لا قيمة له. لذلك، اختار أن يكون في الصفوف الأمامية، حيث الحقيقة تُنتزع انتزاعًا، وحيث المواقف تُختبر في لحظات الشدة.
لقد جمع بين الجرأة في الطرح والموضوعية في التناول، فكان قلمه سيفًا على الفساد والتقصير، وبلسمًا لجراح الناس حين يكتب عن معاناتهم. لم يكتفِ برصد الأحداث، بل غاص في أعماقها، محللًا ومفسرًا، واضعًا يده على الجرح، ومقترحًا الحلول بروح المصلح لا بروح الناقد السلبي.
روحُه الوطنية كانت البوصلة التي توجهه، فلم ينحز إلا للأردن، ولم يكتب إلا بما يخدم مصلحة الوطن والمواطن. كان يرى أن الصحافة الحقيقية هي التي تنبض مع نبض الشارع، وتلتقط أنفاسه، وتترجمها إلى كلمات قادرة على إحداث التغيير.
وفي زمنٍ تتعرض فيه الكلمة الحرة لمحاولات التقييد، ظلّ هاشم الخالدي ثابتًا على مبدئه، مؤمنًا أن الصحفي الذي يخشى قول الحقيقة يفقد شرف المهنة. لذلك، بقي صوته عاليًا، وقلمه شامخًا، وضميره حيًا، ليكون مثالًا يُحتذى لكل من يؤمن بأن الصحافة هي خط الدفاع الأول عن الوطن وحقوق أبنائه.
إن مسيرة الأستاذ هاشم الخالدي تذكّرنا دائمًا بأن الكلمة الحرة قد تغيظ البعض، لكنها في النهاية تبني أوطانًا، وتحمي مستقبل الأجيال. فهو لم يكن مجرد صحفي، بل كان ضميرًا حيًا للأردن، وأحد فرسان الحقيقة الذين يكتبون بمداد الإخلاص والانتماء.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
11-09-2025 10:17 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |