12-09-2025 06:46 PM
سرايا - حمزه الجبالي
لا أدري لماذا استوقفتني الذاكرة لموقف الدكتور غازي الزبن وزير الصحة الأسبق، عندما ضاقت الدنيا بما رحلت على عائلة أردنية لديها طفلة تعاني من الفشل الكلوي، ونهش جسد هذه الأسرة العوز والفقر والتهميش، لقد أثار هذا الموقف الإنساني في داخلي الحزن واليأس والخوف من المستقبل، وقلت في نفسي ليس في يدي حيلة ولا أستطيع إلا أن أتضامن مع هذه الطفلة في داخلي، لا أدري كيف وجّهتني الأقدار والعناية الإلهية إلى طلب رقم الدكتور غازي الزبن وزير الصحة الأسبق، محدثًا نفسي بأنه لن يضيرني أن لا يرد على هاتفي صاحب المعالي وأنا المواطن البسيط والشاب الذي لا تربطني بأصحاب القرار العلاقات المتينة والمصالح المتبادلة، ولكن في داخلي هاجس يناديني افعل ما بوسعك وأرح ضميرك، بدأت أناملي بكتابة أرقام هاتف الدكتور غازي الزبن ويملأها التردد والتوقع في خيبة الأمل واستغرق ذلك مني وقتًا لم يسبق له مثيل في عالم الاتصالات، ولكني قلت أن الله لن يُسامحني إن لم أفعل شيئًا تجاه هذه الطفلة التي تُصارع الموت بعزيمتها وإباء، ولكن مخاوفي بدأت في التبدد عندما كان على الطرف الآخر من الهاتف صوتًا مهيبًا وكأنه قادم من ميدان عسكري تفوح منه لمسة من حنان وغوث كما المطر يغيث أرضًا أقحلت من رمضاء الإهمال، وقائلًا: تفضل. عرفته بنفسي أنني شاب بسيط وعندما اتصلت بك مترددًا يا صاحب المعالي أيد ورا وأيد قدام، ولكنني راهنت على إنسانيتك وأنك ابن المؤسسة العسكرية الباسلة وابن القبيلةُ الشماء، شرحت له حالة الطفلة، وبعد أن أقفلت الهاتف ، وليسامحني الله والدكتور، ظننتُ أن بعض الظن إثم أن مكالمتي ستذهب أدراج الرياح كما هي الأمواج الكهرومغناطيسية في هذا الفضاء الواسع، ولكن تملكتني الدهشة والفرح والسرور عندما تمت المتابعة بعد بضعة دقائق من اتصالي المرتجف المتردد، لتكون الطفلة بين أحضان ورعاية ملائكة الرحمة أطباء وممرضين في مستشفى الأمير حمزة لتلقى العناية اللازمة وهي تنعم بالصحة والعافية بأمر الله سبحانه وتعالى. الدكتور غازي الزبن غادرت موقعك لكنك لن تغادر قلوبنا وضمائرنا، وانتصرت في أكبر المعارك. الانحياز لإنسانيتك.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-09-2025 06:46 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |