حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,13 سبتمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 7649

الخطيب يكتب: البُعد الإعلامي في ملاحقة قادة حماس: بين الحرب النفسية والدعاية السياسية

الخطيب يكتب: البُعد الإعلامي في ملاحقة قادة حماس: بين الحرب النفسية والدعاية السياسية

الخطيب يكتب: البُعد الإعلامي في ملاحقة قادة حماس: بين الحرب النفسية والدعاية السياسية

11-09-2025 02:44 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عقيد امن عام متقاعد/ محمد جميل الخطيب
تُعدّ سياسة الكيان الصهيوني المعلنة بملاحقة قادة حركة حماس "أينما وجدوا" جزءاً من عقيدته الأمنية، لكن ما يوازيها في الأهمية هو كيفية تسويق هذه السياسة إعلامياً. فإلكيان لا يكتفي بالعمليات العسكرية أو الاستخباراتية، بل يولي اهتماماً بالغاً بـالرواية الإعلامية المصاحبة لها، مما يضع هذه الملاحقات ضمن إطار الحرب النفسية والدعاية السياسية، الموجهة للجمهور المحلي والعالمي على حد سواء.
أولاً: صياغة الرواية – من "الردع" إلى "مكافحة الإرهاب"
يعتمد الكيان الغاصب على خطاب إعلامي محكم يصوّر عملياته على أنها دفاع عن النفس في مواجهة "تنظيمات إرهابية"، ما يمنحه غطاءً سياسياً وأخلاقياً، خاصة في الإعلام الغربي. يُستخدم مصطلح "إرهاب" او "معاداة السامية" باستمرار لتجريد الخصم من أي شرعية، ولتسويغ الضربات الجوية أو الاغتيالات حتى عندما تتم خارج الأراضي الفلسطينية.
هذه الرواية تُبنى بعناية عبر المتحدثين الرسميين، البيانات الحكومية، والمقابلات مع الإعلام الدولي، ما يجعل من الإعلام سلاحاً موازياً للسلاح العسكري.
ثانياً: الحرب النفسية – استعراض القوة وتضخيم الأثر
ينشر الكيان الصهيوني أحياناً مشاهد مصوّرة لعمليات الاغتيال أو القصف، أو تسريبات استخباراتية حول "نجاحات" الموساد في تعقب قادة حماس، وذلك بهدف إرهاب الخصم ورفع معنويات جمهوره المحلي.
الهدف من ذلك ليس فقط التأثير على حماس، بل أيضاً بثّ الخوف والقلق في صفوف جمهورها وأنصارها، عبر إيصال رسالة مفادها: "لا مكان آمناً لكم". هذا النوع من الإعلام يدخل في صميم الحرب النفسية، ويهدف إلى إرباك الخصم وإظهار تفوّق أمني واستخباراتي مطلق.
ثالثاً: مخاطبة الرأي العام الدولي – اللعب على ثنائية الخير والشر
يحرص الكيان على الظهور في الإعلام العالمي كطرف "متمدّن" يواجه "تهديدات متطرفة"، ويقدّم نفسه كضحية لهجمات صاروخية أو عمليات ضد المدنيين. وبهذا، يستخدم الإعلام كأداة لتجنيد تعاطف الرأي العام الدولي، خصوصاً في الغرب، حيث تُبنى المواقف السياسية أحياناً على ما تنقله وسائل الإعلام.
وهنا، تُظهر عمليات ملاحقة قادة حماس كـ"إجراءات ضرورية لحماية الأمن القومي"، دون التطرق غالباً إلى سياق الاحتلال، أو الحصار، أو جرائم الحرب التي قد تقع خلال هذه العمليات.
رابعاً: الإعلام المضاد – التحدي المتصاعد
في السنوات الأخيرة، لم يعد الكيان يحتكر السردية الإعلامية كما في السابق، إذ ظهرت قنوات ومنصات إعلامية عربية ودولية تُظهر الوجه الآخر للعمليات الصهيونية، وتُسلّط الضوء على الضحايا المدنيين، وتبعات الانتهاكات.
كما أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت أداة فعّالة لنقل الروايات المضادة، وفضح تناقض الخطاب الصهيوني، خاصة عند سقوط مدنيين أو خرق سيادة دول أخرى. وهو ما وضع الكيان المارق في مواجهة صورة إعلامية سلبية متنامية يصعب السيطرة عليها كلياً.
يدرك الكيان أن المعركة مع حماس لا تُحسم فقط في الميدان، بل أيضاً في ساحة الإعلام. لذلك، فهو يوظف الإعلام كأداة استراتيجية موازية للعمليات العسكرية، تخدم أهدافه في الردع، الترويج السياسي، وتشكيل الرأي العام. لكن في عصر الإعلام الرقمي، لم تعد الرواية الصهيونية تمرّ بسهولة كما في السابق، ما يفتح المجال لصراع سردي موازٍ، قد يكون تأثيره لا يقل أهمية عن تأثير الصواريخ والطائرات.











طباعة
  • المشاهدات: 7649
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
11-09-2025 02:44 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الاتصال الحكومي بقيادة الوزير محمد المومني؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم