10-09-2025 12:47 PM
بقلم : عبد اللطيف الجمل
الأردن يواجه منذ عقود حملات تشويه ممنهجة تستهدف مكانته ودوره الإقليمي وتسعى إلى ضرب ثقة المواطن بدولته هذه الحملات لا تقتصر على أطراف خارجية تحمل أجندات سياسية بل تتسع لتشمل منابر وأشخاص معروفين بمحاولاتهم المستمرة لتقويض الوعي الجمعي للأردنيين مستخدمين وسائل التواصل لبث الشائعات وصناعة الأكاذيب التي تجد من يعيد تدويرها ويضخمها
آخر ما طُرح من ادعاءات هو الزعم بأن الأردن سمح للطيران الإسرائيلي باستخدام أجوائه لضرب أهداف في المنطقة هذه التهمة الباطلة سرعان ما دحضها مصدر عسكري أردني أكد بشكل قاطع أن الأجواء الأردنية لم ولن تكون ساحة لعبور اعتداءات تمس أمن المنطقة أو كرامة الأردن وتاريخه وفي الوقت ذاته جاء الرد الأردني متماسكاً وواضحاً بما يحفظ هيبة الدولة ويقطع الطريق على محاولات التشكيك
من المهم أن نتوقف عند السياق الإقليمي الأوسع فالمنطقة تمر بأحداث متسارعة أبرزها الضربة التي استهدفت الدوحة وما رافقها من ردود فعل دولية غاضبة وهنا يحاول البعض استغلال هذه التطورات لجر الأردن إلى قلب الرواية أو إلصاق التهم به لتصفية حسابات سياسية أو لإرباك الداخل الأردني عبر خلق صورة مشوهة للسياسات الوطنية
الواقع أن الأردن كان وما زال في مقدمة الدول التي تقدم المساعدات الإنسانية لغزة وتتحمل أعباء إنسانية وأمنية كبرى ابتداء من الإسقاطات الجوية المتكررة ووصولاً إلى استقبال الجرحى وإرسال القوافل الطبية والغذائية وهذا الدور لا يمكن إنكاره إلا من طرف يتعمد التضليل ويريد تصوير الأردن كجزء من المشكلة بدلاً من الاعتراف بأنه ركن أصيل في الحل
لا بد هنا من تسمية الأدوات التي تُستغل في حملات التشويه فهناك شخصيات مثل مضر زهران وعلاء فزاع وآخرين يكررون ذات الروايات الملفقة ويستخدمون منصاتهم لإعادة تدوير الأكاذيب وتضخيمها بما يخدم أهدافاً لا علاقة لها بمصالح الشعب الأردني بل تسعى لشق الصف وضرب الثقة المتبادلة بين القيادة والشعب
الأردن يدرك أن هذه الحملات لن تتوقف لكنه يملك سلاحاً أقوى من كل الشائعات وهو سلاح الحقيقة التي تتجسد في سياسات ثابتة ومواقف واضحة والتاريخ يشهد أن محاولات الإساءة سرعان ما تتبخر أمام واقع راسخ عنوانه أن الأردن باقٍ صامداً يقوده ملك يؤمن بدوره القومي ويقف على أرضية صلبة من الشرعية والوعي الشعبي
إن الرد على التشويه لا يكون بالصمت ولا بالانجرار وراء المهاترات بل بإبراز الحقائق وتعزيز الثقة الداخلية والانفتاح على الرأي العام وإعطاء المواطن الأدوات ليميز بين الخبر الصحيح والإشاعة المغرضة الأردن تحت المجهر وسيبقى كذلك لأنه لاعب أساسي في معادلة المنطقة لكن ما يميزه أنه يقف دائماً في موقع الدفاع عن أمنه القومي وعن قضايا أمته دون أن يساوم أو يفرط بثوابته
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-09-2025 12:47 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |