09-09-2025 08:24 AM
سرايا - تأتي عملية القدس المحتلة، التي أدت لمقتل 7 مستوطنين وجرح 14 آخرين معظمهم بحالة الخطر، كردٍ على محاولات الاحتلال المتواترة لتهويد المدينة وتدنيس مقدساتها الدينية وتغيير هويتها، وفي ظل تصعيد عدوانه في الضفة الغربية وجرائمه المستمرة ضد قطاع غزة، وسط تعنت صهيوني بفرض شروطه الأمنية في أي اتفاق للتهدئة.
عملية إطلاق النار التي نفذها مقاومان فلسطينيان داخل محطة حافلات في مستوطنة "راموت" الصهيونية شمال القدس المحتلة، وباركتها فصائل المقاومة الفلسطينية؛ تحمل رسائل بالغة الأهمية في توقيت وازن، حيث تؤكد وحدة المواجهة الوطنية مع العدو الصهيوني، وتأتي في ظل المساعي الأميركية - الصهيونية لتصفية القضية الفلسطينية، وحسم مصير القدس لصالح الاحتلال.
وتتزامن العملية الفدائية مع تصاعد خطاب التهجير الصهيوني للفلسطينيين، عبر جرائم تدمير مدينة غزة وهدم أبراج سكنية فيها لإجبار سكانها على مغادرة أراضيهم دونما فائدة، ومن خلال التوسع الاستيطاني وهدم المنازل ومصادرة الأراضي في الضفة الغربية، تمهيداً لضمها للكيان المُحتل، وفق منظور الحكومة المتطرفة.
ولم تكن عملية القدس مجرد هجوم فردي فلسطيني، بل رسالة وازنة تعكس صمود المقاومة الفلسطينية وقدرتها على التخطيط والتنفيذ، مما يدلل على فشل المنظومة الأمنية والاستخباراتية الصهيونية في منع الاختراق، وبما يعيد الحسابات الأمنية للاحتلال إلى نقطة الصفر، من خلال تمسكه بشروط أمنية في أي مقترح للوسطاء لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتمسكه بالسيطرة الأمنية على القطاع.
ورغم مساعي رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" لتوظيف حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة في تعزيز مكانته السياسية الداخلية، إلا أن عملية القدس أربكت هذا المسار وأوجدت شكوكاً معتبرة في فاعلية القيادة الصهيونية وقدرتها على ضمان الأمن بالكيان المُحتل، وبالضفة الغربية حيث كانت تدعي دوماً بإحكام السيطرة الأمنية عليها.
وفي إمعان للتنكيل الصهيوني؛ طوق جيش الاحتلال مدينة القدس المحتلة واستهدف القرى الفلسطينية في شمال القدس المحتلة وجنوب غرب مدينة رام الله، تحت مبررات أن منفذي العملية في القدس قد خرجا من هناك.
وتعيش الضفة الغربية تحت حصار خانق، حيث تعيق أكثر من ألف بوابة حديدية وحاجز عسكري حركة التنقل بين المحافظات، في ظل تدهور اقتصادي متفاقم، بينما فرض الجيش الصهيوني حصاراً على 4 قرى فلسطينية بغلاف القدس؛ هي قطنا وبيدو وبيت عنان وبيت دقو.
وانتشرت قوات جيش الاحتلال في المنطقة، كما حاصرت عدة قرى على أطراف رام الله، وتُجري تحقيقات وتفتيشات ميدانية، في ظل تعزيزات عسكرية كثيفة في الضفة الغربية.
بينما دعا الجناح اليميني الأكثر تشدداً بحكومة "نتنياهو"، إلى تدمير القرى الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وتجويع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
وقال الوزير المتطرف "بتسلئيل سموتريتش"، زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف: "يجب أن تختفي السلطة الفلسطينية من الخريطة، وأن تُصبح القرى التي خرج منها المسلحون مثل رفح وبيت حانون"، في إشارة إلى تدمير جيش الاحتلال لهاتين المدينتين جنوبي قطاع غزة.
فيما دعا الوزير المتطرف "إيتمار بن غفير"، زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، إلى "الانتقام من خلال التضييق على الأسرى الفلسطينيين وتجويعهم، وتكثيف إبعاد أقارب منفذي الهجوم عن مناطق سكنهم"، وتهجيرهم قسراً.
وفي وقت سابق؛ قال "نتنياهو" عند وصوله إلى مكان العملية، في تصريحات للصحفيين، "سندمر حماس ونُطلق سراح جميع رهائننا"، وفق مزاعمه.
وقالت مصادر إن قوات الاحتلال اعتقلت والد وشقيق أحد المشتبه بهما في تنفيذ عملية إطلاق النار.
كما قالت القناة 12 العبرية إن جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) اعتقل شابا من شرقي القدس بشبهة نقل منفذي العملية.
يأتي ذلك في ظل أجواء من القلق في الأوساط الأمنية في الكيان المحتل من هجمات تزامنا مع فترة الأعياد.
وتعقيبا على عملية القدس قالت الخارجية الأميركية إنها تراقب الوضع بالقدس عقب الهجوم "الإرهابي"، وتدينه و"تقف إلى جانب صديقتها إسرائيل".
من جهتها باركت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي وفصائل فلسطينية أخرى العملية ووصفتها بأنها رد طبيعي على جرائم الاحتلال.
وأعلن جيش الاحتلال أنه طوق قرى في رام الله ونفذ أعمال استجواب وتمشيط ميدانية، وأنه نشر 4 كتائب بموقع عملية القدس وعزز قواته بالضفة الغربية المحتلة تحسبا لتنفيذ مزيد من العمليات.
وفرضت قوات الاحتلال طوقا عسكريا على 4 بلدات فلسطينية بغلاف القدس، هي قطنة وبيدو وبيت عنان وبيت دقو.
وقالت شرطة الاحتلال إن منفذي العملية وصلا بمركبة وأطلقا النار نحو محطة حافلات.
وأضافت أن عنصر أمن ومسلحا إسرائيليا آخر أطلقا النار على المنفذين وقتلاهما.
وأشارت إلى أن منفذي عملية إطلاق النار في العشرينيات من عمرهما، وخرجا من قريتي القبيبة وقطنة (شمال غرب القدس)،
وأوضحت أنه لم يكن لديهما سوابق أمنية، ولم يحملا تصاريح دخول الى إسرائيل.
وكشفت معلومات أولية أن منفذي العملية كانا مسلحين بمسدس وبندقية كارلو واقتحما حافلة مكتظة بالمسافرين وأطلقا النار داخلها وخارجها وأوقعا قتلى وجرحى.
وتأتي عملية القدس المحتلة في ظل تصاعد اعتداءات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين بالضفة المحتلة، وأيضا في ظل استمرار حرب الإبادة والتجويع في قطاع غزة.
الغد
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-09-2025 08:24 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |