حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,9 سبتمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 11489

هل تقود تهديدات الاحتلال وتصعيده العاجز إلى صفقة مشروطة بغزة؟

هل تقود تهديدات الاحتلال وتصعيده العاجز إلى صفقة مشروطة بغزة؟

هل تقود تهديدات الاحتلال وتصعيده العاجز إلى صفقة مشروطة بغزة؟

09-09-2025 08:23 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - بينما تشهد الساحة الفلسطينية تصعيدا صهيونيا متواصلا يتخذ شكل تهديدات عسكرية في محاولة واضحة للتعويض عن فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه في غزة، تتبلور ملامح صفقة محتملة لوقف إطلاق النار في القطاع، وإن كانت تفاصيلها ما تزال غامضة.


وباتت الضغوط الأميركية على تل أبيب ملموسة، وغالبا ما تتزامن العمليات العسكرية مع لحظات سياسية فاصلة، حيث يجري إبراز مظاهر القوة إما لتحقيق مكاسب سياسية أو لمواصلة الخيار العسكري.


من جهة أخرى، عاد التركيز على الضفة الغربية ليمنح الاحتلال ذريعة إضافية لإعادة ترتيب أولوياته الأمنية، وتثبيت السردية القائلة بأن السلطة الفلسطينية تمثل هي الأخرى مصدر تهديد محتمل.


أما عملية القدس الأخيرة أمس الاثنين، فأكدت استمرار قدرة المقاومة على إرباك المشهد، رغم أنها لم تؤد إلى تغيير جوهري في سياسات الاحتلال الذي يواصل التصعيد في غزة والضفة والقدس.


في المقابل، برزت تحركات دبلوماسية أميركية، من بينها مبادرة لهدنة مؤقتة اعتُبرت غير مكتملة، تقوم على وقف إطلاق نار محدود وإطلاق سراح بعض الأسرى.


ورغم محاولات الوسطاء إيجاد صيغة وسطية، فإن غياب رؤية أميركية واضحة لإنهاء الصراع، إلى جانب تصلب الموقف الصهيوني، حالا دون التوصل إلى اتفاق متين.


وفي هذا الصدد، تبدو مبادرة واشنطن الأخيرة وكأنها خيار إجباري أكثر منها فرصة تفاوضية، خصوصا أنها جاءت عقب اجتماعات عسكرية أميركية- صهيونية رفيعة المستوى أظهرت إدراك الاحتلال لعجزه عن الحسم الميداني.


وقد تتعامل المقاومة مع هذه المبادرة بحذر، واضعة شروطا وضمانات أميركية تحول دون العودة إلى التصعيد العسكري.


وبين انسداد الأفق العسكري وضبابية المسار السياسي، تبدو غزة أمام معادلة دقيقة: إما تصعيد جديد يفاقم الأزمة الإنسانية، أو مسار دبلوماسي حذر قد يفرض نفسه بفعل الضغوط والأزمات التي يواجهها الاحتلال.


الاحتلال يوظف الضفة لتعزيز أولوياته الأمنية


في هذا السياق، علق الباحث والمحلل السياسي الدكتور عامر السبايلة على تطورات الصفقة في غزة، مشيرا إلى أن التهديدات الصهيونية بتصعيد العمليات العسكرية تأتي في مقابل العجز عن إنجاز أهدافها بالكامل.


وأوضح السبايلة أن هذه العمليات غالبا ما تتزامن مع مراحل مفصلية، لا سيما عندما تمارس الإدارة الأميركية ضغوطا حقيقية على دولة الاحتلال.


وأضاف إن توقيت هذه العمليات يحمل رسالة مزدوجة للكيان الصهيوني، فهو يتيح له تسويق خطواته إما لفرض موقف سياسي أو لمواصلة العمليات العسكرية، مؤكدا أن توقيتها مرتبط بالضغط الخارجي عليه.


كما أشار إلى أن الحديث عن العمليات المرتبطة بمناطق الضفة الغربية يمنح دولة الاحتلال مبررا إضافيا لتأكيد أولوياته الأمنية واعتبار السلطة الفلسطينية مصدرا محتملا للتهديد.


وأشار إلى أن هذا الإطار يوفر لدولة الاحتلال فرصة أمام الإدارة الأميركية لتعزيز رؤيتها الأمنية والعسكرية، بما يتوافق مع مصالحها في الوقت الراهن، ويُبرز قدرة تل أبيب على إدارة الوضع وفق إستراتيجياتها الدفاعية والسياسية.


غياب الرؤية الأميركية
بدوره، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس والمقيم في القاهرة الدكتور أيمن الرقب إن العملية التي وقعت أمس في القدس تُعد "عملية فردية نفذها أبطال المقاومة"، مؤكدا أن هذه العملية لا تؤثر بشكل مباشر على سياسات الاحتلال الصهيوني الذي يصر على استمرار القتل والتصعيد في المنطقة.


وأوضح الرقب أن تهديدات الاحتلال لغزة والضفة الغربية والقدس والفلسطينيين بشكل عام، تأتي في سياق استمرار عدوانه وتصعيده العسكري، مشيرا إلى أن هذه العملية لم تُحدث أي تغيير ملموس في مواقف صناع القرار داخل دولة الاحتلال الذين واصلوا سياسة الطغيان والاعتداء.


وأشار إلى تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول التهدئة، واصفا المقترح بأنها "غير مكتملة"، إذ يتحدث عن هدنة لمدة 60 يوما وإطلاق سراح أسرى في اليوم الأول على أن تستمر المفاوضات، موضحا أنه في حال انهيار هذه المفاوضات قد تعود دولة الاحتلال إلى خيار الحرب مجددا.


وأضاف إن الوسطاء حاولوا خلال الأيام الماضية التوصل إلى مقترح وسطي يضمن وقف العمليات العسكرية في غزة، ويمثل خطوة باتجاه حل شامل، لكن هذه المقترحات لم تحظَ بقبول الاحتلال رغم موافقة جزئية من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على بعض البنود الشهر الماضي.


وأوضح أن حماس تشدد على أن أي صفقة شاملة يجب أن تضمن وقف الحرب بشكل كامل على الشعب الفلسطيني وانسحاب الاحتلال من كامل قطاع غزة ثم البدء بإعادة بناء الأمل في صفوف الفلسطينيين، بما يشمل إعادة تأهيل الوضع في غزة بشكل كامل ضمن إطار تشكيل الحكومة.


وأشار الرقب إلى أن المشكلة الرئيسة تكمن في غياب رؤية واضحة من الجانب الأميركي لإنهاء الصراع، حتى من قبل الوسطاء الأميركيين الذين شاركوا في صفقة الخريف، مؤكدا أن جهود القاهرة والدوحة مستمرة للوصول إلى حل وسط، لكن المقترحات لم تُعرض بعد على حماس أو الوسطاء بشكل يسمح لهم بتقديم وجهة نظرهم وملاحظاتهم بشكل كامل.


مبادرة ترامب والخيارات الملزمة
من جانبه، رأى الخبير العسكري والإستراتيجي نضال أبو زيد أن المبادرة التي طرحها ترامب "هي أفضل الخيارات المتاحة، لكنها في الوقت نفسه مبادرة ملزمة"، موضحا أن المقاومة قد تتعامل معها بحذر وانتقائية.


وأضاف إن "المقاومة قد توافق على المبادرة، لكنها موافقة مشروطة، بمعنى أنها قد تقوم بإجراء بعض التعيينات أو التعديلات على المبادرة، خصوصا تلك التي تتعلق بوجود ضمانات أميركية بعدم استئناف القتال، حتى لا يتم تكرار سيناريو اتفاق يناير الماضي".


وأشار أبو زيد إلى أن ما يلفت الانتباه في المبادرة هو توقيت طرحها، إذ جاءت بعد 24 ساعة فقط من زيارة قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال براد كوبر وعدد من السياسيين الصهاينة واجتماعاتهم مع عدد من الجنرالات في الكيان.


ولفت إلى أن ذلك "يبدو أنه يعكس إدراكا لتعقيدات العملية العسكرية وتورط جيش الاحتلال، ما دفع بواشنطن إلى التوصية بالذهاب نحو المسار الدبلوماسي، إذ أصبح الحسم العسكري غير مطروح أو غير ممكن".


وأضاف إن الاستعصاء العسكري والانشداد نحو المسار الدبلوماسي دفع الإدارة الأميركية لطرح مبادرة أحادية من هذا النوع، مؤكدا أن العملية في القدس "لا أعتقد أنها ستنعكس سلبا على هذه المبادرة، لأن القضية مفصولة تماما، لكن عملية الضفة الغربية قد تسرع في تحريك المبادرة، خاصة مع إدراك دولة الاحتلال أنها تخلط كل الأوراق مع بعضها بعضا وتقوم بتوتير المنطقة كلها، وليس فقط الأراضي المحتلة".


وأوضح أبو زيد أن الخيارات المطروحة لدى المقاومة تقتصر على الاستمرار بالعمل العسكري المواجه، بمعنى أنه "لا خيار أمام المقاومة سوى مواجهة الاحتلال إذا ذهب إلى مغامرة مثل عملية "عربات جدعون 2".


وشدد على أنه حتى اللحظة وضمن المؤشرات المتاحة، يبدو أن التعقيدات والأزمات الكبيرة التي تعصف بجيش الاحتلال تمنع الذهاب إلى أي عملية عسكرية واسعة.


وأكد أبو زيد أن "المسار الدبلوماسي هو المسار الأنسب والأفضل للخروج من الوضع في قطاع غزة"، متوقعا أن ترفع المقاومة ضرباتها خلال الأيام القليلة المقبلة لإجبار الاحتلال على إرسال إشارات إلى الإدارة الأميركية بضرورة التوجه نحو المسار الدبلوماسي.


وأوضح أن "المقاومة قد توافق على هذه المبادرة، لكن موافقتها ستكون مشروطة، بما يشمل إدماج الضمانات بعدم العودة للقتال مرة أخرى من قبل الاحتلال".

الغد











طباعة
  • المشاهدات: 11489
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
09-09-2025 08:23 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم