28-08-2025 10:45 AM
سرايا - قد يبدو البريد الإلكتروني أداة بسيطة: رساله، موضوع، مرفق. لكن خلف هذه البساطة يكمن خطر متزايد اسمه التصيد الاحتيالي. مجرمو الإنترنت لا يحتاجون إلى سلاح أو قفل مكسور، بل يكفيهم رابط خادع أو شعار شركة مزيف لإيقاع الضحايا. الأرقام مقلقة—تقارير حديثة تشير إلى أن أكثر من 80% من الهجمات الإلكترونية تبدأ من رسالة بريد إلكتروني مخادعة. هنا تبدأ الحاجة لفهم الأساسيات.
العالم الرقمي لم يعد رفاهية، بل جزءاً من حياتنا اليومية: من العمل عن بُعد إلى التسوق عبر الإنترنت، وحتى التواصل مع البنوك. كل ضغطة زر قد تحمل خطراً إذا لم يكن هناك وعي. الأمن السيبراني لم يعد خياراً، بل ضرورة. ومن الأدوات البسيطة التي تعزز الحماية استخدام شبكات آمنة مثل VPN لأجهزة ماك، والتي تعمل كدرع أمان لجهاز Mac ضد التتبع والتجسس. الفكرة واضحة: كلما زادت الطبقات الدفاعية، قلت فرص النجاح أمام المهاجم.
التصيد ليس فناً جديداً. المهاجم يعتمد على استغلال الثقة:
غالباً ما يستخدم المحتالون لغة عاجلة: "احذف حسابك إذا لم تنقر الآن"، أو "وصلتك فاتورة جديدة". الفكرة هي دفع المستخدم للتصرف دون تفكير.
لا توجد معادلة واحدة، لكن هناك إشارات لا تخطئها العين:
البساطة في الرد هنا: لا تنقر، لا تفتح، لا تثق.
الحماية تبدأ من السلوك:
ومن الناحية التقنية، يمكن للأدوات الأمنية مثل VeePN أن تضيف طبقة إضافية من الأمان أثناء تصفح البريد أو المواقع، إذ تمنع التجسس وتقلل من فرص تعرض البيانات للسرقة.
هنا تكمن الخطوة الأهم. تجاهل الرسالة لا يكفي. كل بريد مزيف يجب أن يُبلّغ عنه، سواء إلى:
التقارير تساهم في بناء قواعد بيانات تحمي الآخرين، وتساعد المؤسسات في تتبع المهاجمين. تذكر: إذا صمت الضحية، سيقع غيره.
هذه الأرقام ليست لتخويفك، بل لتذكيرك بأن الخطر منتشر.
المعادلة بسيطة: الوعي + الأدوات = حماية أفضل.
الوعي يعني أن تفكر قبل أن تنقر. الأدوات تعني أن تستخدم كل ما هو متاح من حلول أمنية. وبين الاثنين مساحة كبيرة تقل فيها فرص الاحتيال.
الأثر لا يتوقف عند رسالة بريد مضللة، بل يمتد إلى خسائر مالية ومعنوية. الفرد قد يخسر حسابه البنكي أو تُستخدم بياناته الشخصية في أنشطة غير مشروعة. وفي بعض الحالات البسيطة، يمكن أن يُستغل بريده الإلكتروني لإرسال رسائل خبيثة لأصدقائه أو زملائه، مما يضر بسمعته. أما الشركات، فالقضية أكبر. تسريب بيانات حساسة أو معلومات عملاء قد يعرّض المؤسسة لغرامات قانونية وخسارة ثقة الجمهور. تقارير حديثة تشير إلى أن متوسط تكلفة هجوم تصيد ناجح على مؤسسة متوسطة الحجم يتجاوز 4 ملايين دولار. الأثر النفسي أيضاً لا يقل خطورة: الضحية قد يفقد ثقته بالمنصات الإلكترونية أو يتردد في التعامل مع الخدمات الرقمية مستقبلاً، مما يعيق التحول الرقمي ويخلق حالة من الخوف غير المبرر أحياناً.
التصدي للتصيد الاحتيالي لا يقتصر على رد فعل سريع أو خطوة مؤقتة، بل يحتاج إلى خطة متكاملة. البداية من التعليم: نشر الوعي بين الموظفين والمستخدمين حول كيفية اكتشاف البريد المزيف. ثم تأتي السياسات: شركات كثيرة بدأت بتطبيق اختبارات تصيد دورية لموظفيها، حيث تُرسل رسائل وهمية لقياس الوعي وتدريب الفرق على الرد الصحيح. كذلك، الاستثمار في التكنولوجيا مهم—أنظمة متقدمة لتصفية البريد العشوائي، أدوات تحليل سلوك الروابط، و تحديثات أمنية مستمرة. وهناك جانب ثقافي أيضاً: بناء ثقافة رقمية داخل المؤسسات تشجع على الإبلاغ عن محاولات الاحتيال دون خوف من اللوم. الهدف النهائي هو جعل كل فرد، سواء في العمل أو الحياة اليومية، جزءاً من منظومة الحماية. بهذه الطريقة، يصبح المهاجم أمام شبكة مترابطة من العوائق، لا مجرد مستخدم ساذج يمكن خداعه.
في النهاية، مكافحة الاحتيال عبر البريد الإلكتروني ليست علماً معقداً. إنها مزيج من الانتباه، الفهم، واستخدام الحلول الأمنية المناسبة. تذكر أن المحتال لا يختار ضحاياه بالصدفة، بل يبحث عن الحلقة الأضعف. لا تكن أنت تلك الحلقة.
الإبلاغ عن محاولات التصيد الاحتيالي، وتجنب عمليات الاحتيال عبر التصيد الاحتيالي، يجب أن يصبحا عادة يومية. فكل رسالة بريد يمكن أن تكون باباً مغلقاً أمام المجرمين، أو نافذة مفتوحة لهم—والخيار بيدك.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
28-08-2025 10:45 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |