حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,24 أغسطس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 6649

د. سالم الكركي يكتب: الأردن… ليس مظلة تُفتح عند المطر وتُغلق عند صفاء الجو

د. سالم الكركي يكتب: الأردن… ليس مظلة تُفتح عند المطر وتُغلق عند صفاء الجو

 د. سالم الكركي يكتب: الأردن… ليس مظلة تُفتح عند المطر وتُغلق عند صفاء الجو

24-08-2025 10:19 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. سالم نايف الكركي
من المؤسف أن نسمع أصواتًا تتبدل لهجتها بين الأمس واليوم؛ فبينما كانت تتغنّى بالانتماء وتُقسم أن الأردن في القلب والوجدان، سرعان ما تحولت إلى نقدٍ لاذع وتشكيكٍ غير منصف، وكأن حب الوطن مرتبط بمصلحة أو ظرف عابر. إن هذا التناقض لا يسيء للأردن، بل يكشف حقيقة أصحابه ويُظهر أن ولاءهم لم يكن ثابتًا، بل مشروطًا بالمكاسب.

الأردن لم يكن يومًا مظلة تُفتح عند الحاجة وتُغلق بزوال المصلحة. إنه وطن راسخ، وبيت آمن، وكيان قائم على الشرعية والإنجاز. أكبر من الأشخاص، وأبقى من المناصب، وأرسخ من كل الاعتبارات المؤقتة.
الولاء الحقيقي لا يُقاس بالكلمات ولا بالشعارات، بل بالثبات والإخلاص في جميع الظروف. فالمخلص هو من يبقى نصيرًا لوطنه حتى بعد تبدل الأحوال، لا من يتغير صوته تبعًا لمصالحه. فالوطن ليس سلعة تُباع وتشترى، ولا محطة مؤقتة لتحقيق المكاسب.

ولأن الأردن وطن صلب، فإنه لم يغلق أبوابه يومًا أمام النقد البنّاء، بل فتح صدره للرأي المخلص والاقتراح المسؤول. لكن ما لا يمكن قبوله هو أن يتحول النقد إلى تشويه، أو أن يُستخدم الوطن لتصفية الحسابات أو البحث عن الأضواء بعد غيابها. فالدولة أكبر من أن تكون مسرحًا لرغبات شخصية.

لقد أثبت الأردن عبر تاريخه أن ثباته ليس شعارًا بل ممارسة عملية. فقد وقف إلى جانب قضايا أمته، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، رغم كل الضغوط والتحديات. واحتضن على أرضه ملايين اللاجئين، فكان ملاذًا آمنًا لهم في أوقات المحن. مثل هذه المواقف تبرهن أن الأردن ليس تابعًا لمصالح طارئة، بل وطن يقوم على أصالة الموقف وصلابة الجذور.

المناصب تزول والمصالح تتقلب، لكن الوطن باقٍ بشعبه الذي عرف معنى التضحية والصبر، وبقيادته التي جسدت الاعتدال والاتزان في زمن الاضطرابات. الوفاء للأردن ليس خيارًا ظرفيًا، بل عهد دائم لا ينقطع.

اليوم، نحن أحوج ما نكون إلى خطاب وطني مسؤول، يُعلي مصلحة الأردن فوق أي حسابات، ويعبّر عن أصالة هذا الشعب الذي لم يتردد يومًا في الدفاع عن أرضه وكرامته. فالوطن ليس مظلة تُفتح عند المطر وتُغلق عند صفاء الجو، بل هو البيت الجامع والمظلة الدائمة التي لا تُطوى مهما تبدلت الظروف.

الأردن ليس خيارًا موسميًا، ولا مظلة عابرة، بل هو هوية وانتماء وكرامة. ومن يتعامل معه على غير ذلك، يخطئ بحق نفسه قبل أن يخطئ بحق الوطن.

الأردن وطن ثابت… والوفاء له امتحان لا يجتازه إلا الصادقون.











طباعة
  • المشاهدات: 6649
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
24-08-2025 10:19 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الأشغال العامة والإسكان بقيادة ماهر أبو السمن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم