حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,24 أغسطس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 9559

الزغول يكتب: رؤية التحديث الاقتصادي بين الطموح والواقع

الزغول يكتب: رؤية التحديث الاقتصادي بين الطموح والواقع

الزغول يكتب: رؤية التحديث الاقتصادي بين الطموح والواقع

24-08-2025 10:20 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. عماد الدين زغول

المطلع على تفاصيل رؤية التحديث الاقتصادي يجد فيها كثيرا من الأمل والطموح بهدف التطوير والتخديث وصولا الى مجتمع اكثر امنا وسلاما وابعد عن مسببات القلق المجتمعي وخصوصا للشباب.


في الرؤية طموحاً كبيراً في الأهداف، فهي تتحدث عن النمو وخلق فرص عمل للشباب وتنويع القطاعات نحو الاقتصاد الرقمي والطاقة المتجددة والسياحة. هذا طموح عاي الكعب مستشرف للمستقبل ويعكس إدراكاً للتحديات المقبلة وحاجة الأردن إلى نموذج اقتصادي محدّث ياخذ بعين النظر التغيرات في كل مجال المحلي منه والاقليمي والدولي.

وثمّ ما يقلق في الرؤية ذلك انها ما زالت تفصل بين الاقتصاد والسياسة، وكأن التحديث يمكن أن يتم بمعزل عن إصلاح سياسي يفتح المجال لمشاركة أوسع ويعزز الثقة بين الدولة والمجتمع. بدون هذا الربط ستبقى أي إنجازات اقتصادية مهددة بالهشاشة.

كما أن خداع الارقام قد يخلق حلة وهم تخدع من ينفذ الرؤية ويحاول تطبيقها لتكون واقعا معاشاً، مثل التركيز على نسب النمو والاستثمار بالارقام الجامده فقط . ما فما يهم المواطن أن يرى أثراً مباشراً على حياته اليومية، وأن يشعر بعدالة أكبر في توزيع الفرص والمكاسب، وأن تنعكس هذه الرؤية على المناطق المهمشة لا فقط على مراكز المدن.

وثمّ هاجس آخر يشكل محور القلق الاهم وهو القدرة على التنفيذ. لدينا في الاردن خبرة طويلة في إعداد الخطط والاستراتيجيات، لكن التحدي الحقيقي يبدأ عند التطبيق حيث نصطدم بالبيروقراطية والضعف الإداري والتضارب بين المؤسسات والمركزية والفصل في القرارات الادارية بين الوزارات والمؤسسات المتصلة بالمضمون والمفصولة في القرار الاداري. وهنا أخشى أن تتحول الرؤية إلى وثيقة أنيقة تنضم إلى سابقاتها من دون أثر ملموس.

واخيرا يمكنني القول بان مسألة الدين العام أيضاً لا تحظى بالمعالجة الكافية. كيف يمكن الحديث عن اقتصاد مزدهر في ظل مديونية تثقل الموازنة وتحد من قدرة الدولة على الاستثمار؟ كما أن الرهان الكبير على الاستثمار الأجنبي قد يكون خطيراً إذا لم يترافق مع تمكين جاد للقطاع الخاص المحلي والمشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تشكل العمود الفقري للاقتصاد الوطني.

وختاما يمكن اجمال القول: بأن الرؤية طموحة،تحمل إرادة سياسية جادة لكنها تحتاج الى آليات مساءلة واضحة، وبحاجة إلى أن تضع العدالة الاجتماعية في قلب أولوياتها. عندها فقط يمكن أن تتحول من وثيقة على الورق إلى مشروع وطني يلمسه المواطن في حياته اليومية











طباعة
  • المشاهدات: 9559
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
24-08-2025 10:20 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الأشغال العامة والإسكان بقيادة ماهر أبو السمن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم