سرايا - كشفت الاختصاصية النفسانية والتربوية زهرة فاسي عن عدد مدمني المخدرات في الجزائر، والذي بلغ 3 ملايين، ما فتح الجدل حول الأسباب، والآثار والحلول، خاصة أن بعض المختصين أرجعوا أحداث العنف المسجلة مؤخرا إلى انتشار المخدرات.


وقالت فاسي في حديث للعربية.نت/الحدث.نت، إن "الانتشار غير المسبوق والواسع لكل أنواع المخدرات جعل دائرة الاستهلاك تشمل القصّر والبالغين، حتى بلغ عدد المدمنين ثلاثة ملايين. واعتبرت "أن نتائج الإدمان انعكست على الوضع الأمني المجتمعي فتولد العنف الأسري والمجتمعي وتنامت حدة الإجرام كالقتل العمدي باستعمال السيوف والخناجر ومن هنا ظهرت حرب عصابات الأحياء والطرقات".

سرقات وسطو
كما أضافت المتحدثة أن "شريحة الشباب المدمن البطال لا تقدر على اقتناء المخدرات لارتفاع أسعارها فتلجأ إلى السرقات والسطو على المحلات، لذا نرى تكرار حوادث العنف التي صرنا نشاهدها من خلال فيديوهات عبر التواصل".


أما عن الحلول، فرأت أن "الحلول سهلة رغم غيابها في المدارس والأسر والمساجد، ففي المدارس لابد أن تبرمج حصص توعوية دورية للتلاميذ بتأطير أطباء مختصين لإظهار خطورة الاستهلاك والإدمان صحيا واجتماعيا ونفسيا".

كما أشارت إلى أنه "على الأولياء المراقبة المستمرة لأبنائهم وربط الجسر بين المدرسة والبيت والانتباه لكل تغير مزاجي يطرأ على أبنائهم".

كذلك شددت المختصة على "دور المساجد في ربط الخطاب الديني بالواقع المجتمعي وكل حدث طارئ والابتعاد عن الخطب المستهلكة البعيدة عن الواقع المعاش والتحذير من آفة المخدرات والتصدي لها والتكفل الجماعي بمحاربتها والتنسيق مع كل الجهات المختصة والأمنية".

حصيلة غير مسبوقة
بالتزامن كشفت المديرية العامة للأمن الوطني، أمس السبت، عن حصيلة غير مسبوقة في الثلاثي الثاني من سنة 2025. فحسب الإحصائيات المعلن عنها من ذات الهيئة، فقد "تمكّنت المصالح العملياتية من حجز ما مجموعه 2 طن و610 كيلوغرامات و886 غراماً من مخدر القنب الهندي، إلى جانب 5 ملايين و557 ألفاً و86 قرصاً من المؤثرات العقلية (الأقراص المهلوسة)، كما شملت المحجوزات كميات كبيرة من المخدرات ، تمثلت في 100 كيلوغرام و871 غراماً من الكوكايين، و926 غراماً من الهيروين".


تجند المجتمع المدني
جاء هذا فيما تنشط عدة جمعيات وهيئات وحتى ناشطين مستقلين في مجال التوعية، ومحاربة المخدرات، ومنهم، عضو جمعية ولاية العاصمة لمحاربة المخدرات رياض سالمي، الذي أوضح للعربية.نت، أن "نشاطه يعتمد أساسا على محورين اثنين، الأول هو التوعية بخطورة المخدرات من خلال التقرب من الشباب في قاعات الرياضة، الأحياء، المؤسسات التعليمية، وغيرها، وحثهم بشكل مباشر على التوقف عن الادمان لما له من آثار سلبية مباشرة على صحتهم وفكرهم".

أما المحور الثاني، فأوضح المتحدث أنه "يعتمد على خلق وتنظيم نشاطات تربوية، تثقيفية ورياضية، الهدف الأول منها امتصاص طاقة الشباب والمراهقين، في نشاطات مفيدة، ومنه استغلال ذلك التقارب من أجل ترسيخ في أذهانهم فكرة استبدال المخدرات بما هو أنفع لهم، خاصة وأن تلك النشاطات يتمكن من خلالها المشاركون من اكتشاف مواهبهم في شتى المجالات، وبالتالي تكون بديلا عمليا للفراغ الذي يعانونه".

أما عن الأسباب المؤدية إلى الإدمان، فرأى أن " محيط الشاب كله يكون أحيانا مشجعا على الإدمان، من حي يكثر فيه مستهلكو وبائعو المخدرات، إلى غياب أو نقص دور الثقافة أو القاعات الرياضية، إضافة إلى غياب دور التكوين ومناصب العمل وغيرها من الأسباب غير المتعلقة بقطاع واحد، ولكن وجب تضافر جهود المؤسسات الرسمية وجمعيات المجتمع المدني من أجل منح البدائل للشباب".

• إقرأ أيضاً : أكثر من 100 طفل قضوا جوعاً في غزة
• إقرأ أيضاً : معلمون يطالبون باستحداث وظيفة “أمين لوازم” في المدارس الأساسية
• إقرأ أيضاً : د. دانا الشلول تكتب: خدمة العلم: مشروع ملكي برؤية هاشمية تُشكل هوية الجيل الجديد