24-08-2025 09:00 AM
بقلم : د. دانا خليل الشلول
إن قرار إعادة تفعيل برنامج "خدمة العلم" ليس وليد اللحظة، بل هو تجسيد لحنكة القيادة الهاشمية ورؤيتها الثاقبة للمستقبل؛ ففي ظل ما يشهده الإقليم من تغيرات، تمضي القيادة الهاشميّة الرشيدة بخطىً ثابتة واستباقية لتعزيز قوة الأردن ومناعته، فهذا البرنامج لخدمة العلم يأتي كجزءٍ لا يتجزأ من منظومة الإصلاح والتحديث الشامل التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني وولي العهد الحسين بن عبد الله؛ بهدف بناء جيل من الشباب القادر على مواجهة التحديات، والمساهمة الفاعلة في مسيرة الوطن.
إعلان ملكي مباشر: الثقة والمسؤولية
كان لإعلان سمو ولي العهد الأمير الحسين عن إعادة تفعيل البرنامج خلال لقاء شبابي في محافظة إربد أثر إيجابي بالغ؛ حيث أنَّ هذه الخطوة لم تكن مجرد إعلان، بل كانت رسالة مباشرة من القيادة للشباب، تؤكد أنهم شركاء أساسيون في مسيرة البناء والتنمية، وتعزيز وترسيخ شعور الشباب بأنهم جزء من القرار، وأنَّ رؤية المستقبل تُصاغ معهم ومن أجلهم، مما يعزز لديهم الإحساس بالمسؤولية المشتركة والولاء للوطن.
تفاعل شعبي واسع: ترحيب ودعم
لاقى القرار ترحيباً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أظهرت تعليقات الأردنيين على مختلف المنصات دعماً كبيراً للبرنامج، فيما اعتبر الكثيرون أن هذه الخطوة ضرورية في هذا الوقت، لما لها من دور في غرس قيم الانضباط والاعتماد على الذات في نفوس الشباب، كما أنَّ هذا التفاعل الإيجابي يعكس وعي المجتمع الأردني بأهمية هذا البرنامج في بناء شخصية قوية للشباب، وتأهيلهم لمواجهة تحديات المستقبل بصلابة وعزيمة.
بناء الشخصية الوطنية: قيم الانتماء والولاء
بينما يتضمن برنامج خدمة العلم تدريباً يهدف إلى صقل شخصية الشباب وتنمية قدراتهم، فهو ليس مجرد تدريب على المهارات العسكرية، بل هو مدرسة حقيقية لتعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن، واحترام النظام، وتقدير العمل الجماعي، كما أنَّ هذه القيم هي حجر الزاوية في بناء مجتمع متماسك، وهي أساس الأمن والاستقرار.
تأهيل لسوق العمل: رؤية اقتصادية شاملة
في حين لا تقتصر فوائد البرنامج على الجانب العسكري والوطني فقط، بل تمتد لتشمل الجانب الاقتصادي؛ فمن خلال التدريب المهني والتقني الذي سيتلقاه الشباب، سيكتسبون مهارات قيّمة تؤهلهم لدخول سوق العمل والمساهمة في عجلة الاقتصاد الوطني، كما أنَّ هذه الرؤية الشاملة تجمع بين بناء الإنسان وتعزيز قدراته، وبين تحقيق الأهداف التنموية للوطن.
الجانب الأمني والجاهزية الوطنية:
بينما يعد هذا البرنامج خطوة هامة لتعزيز القدرات الدفاعية والأمنية للمملكة، من خلال تدريب الشباب على المهارات الأساسية، ليصبحوا قوة احتياطية وطنية جاهزة للمساهمة في أي ظرفٍ طارئ يستدعي تلبية نداء الواجب، وهذا يعزز مفهوم "المواطن الجندي" الذي يساهم في حماية أمن بلاده واستقرارها.
التكافل الاجتماعي والمساواة:
فيما توفر خدمة العلم بيئة فريدة تكسر الحواجز الطبقية والاجتماعية؛ حيث سيأتي الشباب من مختلف الخلفيات والمناطق ليتدربوا ويعيشوا معاً، ويخوضوا تجربة الحياة العسكرية؛ التي تعتمد على النظام والعدل والمساواة ولا مجال فيها للخطأ، مما يغرس فيهم قيم التكافل والوحدة، كما أنَّ هذا التفاعل يعزز نسيج المجتمع الأردني المتماسك ويقوي الروابط بين أبنائه الأشداء.
الصحة البدنية والنفسية والقيادة:
فيما لا يمكننا أن نتغاضى عن أنّّ برنامج خدمة العلم يساهم في تحسين اللياقة البدنية والصحة النفسية للشباب، من خلال التدريبات التي تعزز قدرتهم على التحمل والانضباط، كما أنه يُعتبر منصة لاكتشاف القدرات القيادية لدى الشباب، وتطويرها من خلال التحديات والمسؤوليات التي يتم منحها لهم، مما يساهم في إعداد جيل من القادة القادرين على قيادة مجتمعهم.
وفي الختام، يمكننا القول بأنَّ إن إعادة تفعيل خدمة العلم هو استثمار حقيقي في شباب الأردن، وهو قرار يترجم الرؤية الهاشمية الثاقبة إلى واقع ملموس، كما أنَّه مشروع قيّم وجاد يهدف إلى بناء جيل من الشباب الأقوياء، الواثقين، القادرين على حمل المسؤولية، والمساهمة بفاعلية في بناء مستقبل مشرق للأردن، بقيادةٍ هاشميّة حكيمةٍ ورشيدة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
24-08-2025 09:00 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |