24-08-2025 08:23 AM
بقلم : ماهر أبو طير
ينقسم الرأي العام في الأردن إزاء جولات الرئيس، إذ على الرغم من وجود استحسان عام إلا أن الجولات كشفت خللا بنيويا مهما.
وقد أظهر التقرير الدوري لسير العمل في المواقع التي تفقدها رئيس الوزراء ضمن جولاته الميدانية التفقدية أن هذه الجولات شملت 93 موقعا في جميع محافظات المملكة، وان هذه المواقع تطلبت إجراء تدخلات تنموية وتحسينية بلغ عددها 242 إجراء، حيث تم إنجاز 155 من الإجراءات المطلوبة والعمل جار على إنجاز 87 إجراء آخر وشملت قطاعات وهي الصحة، والرعاية الاجتماعية والخدمات المحلية، والشباب، والتعليم، والتدريب، والإنتاج، والسياحة.
الانقسام في الرأي العام سببه السؤال عن دور الرئيس ذاته، وإذا ما كان هناك إفراط في الدور الميداني أم أن هذا الأمر يعد طبيعيا.
لكن مع اقتراب نهاية العام الأول من عمر الحكومة وحاجة الحكومة إلى ما يسمى "جردة حساب" لما قدمته وفعلته يأتي الأمر الآخر الذي أشرت إليه، وهو يتعلق بالذي كان يفعله الوزراء في الحكومات الماضية، ما دامت المشاكل وصلت إلى هذا الحد، والذي يفعله الوزراء في الحكومة الحالية، أيضا، مع إدراكنا أن وزراء الحكومة الحالية يرافقون الرئيس في هذه الجولات التي تستغرق وقتا طويلا، وتأتينا بدلالات مختلفة وعميقة تتجاوز قصة الاستجابة للميدان.
سألت احد الوزراء لماذا لا تذهب إلى الميدان وتتفقد المؤسسات التي تتبع وزارتك، وتحل المشاكل بدلا من انتظار جولة الرئيس فأجاب بكل صراحة أن المعالجات لمواقع الخلل ليس ضمن الموازنة الحكومية لوزارته بل يتم حلها بوسائل مختلفة، وهي تضاف إلى ما هو مقرر من تحسينات أو خطوات في موازنة عام 2025، أي أن الحكومة فتحت مسارا ثانيا لحل المشاكل، غير المقرر في الموازنة.
في كل الأحوال تكتشف من التقرير الذي تم بثه حول جولات الرئيس أن النواقص كثيرة، وان البنى التحتية بحاجة إلى تطوير، وان هناك ظلما وتراجعا في مواقع مختلفة في عمان والمحافظات، وهذا الظلم لم يرفعه وزراء سابقون، ولا نواب حاليون، وكأن ترك كل شيء ليتراجع أمر بات طبيعيا، وقد حذر كثيرون من تراجع المزايا التنافسية للحياة في الأردن، فلم يسمعهم أحد ولم ينصت اليهم أحد.
الرأي العام في الأردن متقلب، فإذا زاد الرئيس من عدد جولاته قالوا له أين الوزراء وهل هذا هو عملك أصلا، وإذا خفف الجولات الميدانية خرجنا له وقلنا لماذا لا تخرج من مكتبك، وتذهب إلى الميدان، وإذا افترضنا حسن النوايا في إصحاب هذه الأراء فإن المشترك بينهما يأخذنا إلى السؤال الأهم عما كان يفعله الوزراء السابقون، وما يفعله الوزراء الحاليون ضمن مهام وزارتهم، بمعزل عن جولات الرئيس أو عقد مجلسي الوزراء في المحافظات.
الوزراء بشكل فردي يتذرعون بذات الحجة، أي استحالة إجراء تحسينات أو تأهيل أو تنفيذ تغييرات ضمن الموازنة الحالية، وهذا كلام محبط لأنه يقول لنا إن هذا هو الموجود، وهذا هو المتاح.
لا يمكن أن يواصل الرئيس عامه الثاني بذات الطريقة، لان القصد الضمني من الجولات أن يتحرك الوزراء في الفريق الوزاري، بشكل فردي، والبحث عن حلول، وإيجاد طريقة داخل مجلس الوزراء لعرض تقارير جولات الوزراء الفردية، وما تحتاجه وزارتهم ومناطقهم، لان الأصل قيام كل وزارة بالمهام المطلوبة.
وربما تكون النصيحة للعام الثاني لهذه الحكومة إن تفتح عينها جيدا على مؤسسات القطاع الخاص، وتعالج كثير من أزماتها ومطالبها، خصوصا، أن حيوية القطاع الخاص تعود بالنفع على القطاع العام من حيث التحصيلات المالية، وفتح الوظائف، وعقد الشراكات.
الأردنيون في جولات الرئيس لم يطلبوا إنزال القمر إلى الأرض، وكل مطالبهم مشروعة، وهي في الأساس من حقوقهم الطبيعية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
24-08-2025 08:23 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |