16-08-2025 11:43 AM
بقلم : الدكتور حسين الدريدي
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في مؤتمر صحفي، خلال الأسبوع الماضي، عن فخره بالدور التاريخي الذي يقوم به، في تحقيق الحلم الإسرائيلي في بناء دولة إسرائيل الكبرى، التي تضم فلسطين ولبنان والاردن واجزاء من مصر والسعودية وسوريا والكويت !
وفي هذا المقال لن نتناول حقيقة هذا التصريح، وبعده العقائدي او التلمودي، ولا إمكانية تحقيقه، وكيفية ذلك، ولا وسائل التصدي لهذه النزعة التوسعية لإسرائيل...
ولكني ساقف على زاوية واحدة من مخرجات الإعلان عن النزعة التوسعية لإسرائيل، وهذه الزاوية هي: دلالات واشارات التصدي من قبل العشائر الأردنية لهذا الإعلان عن النزعة التوسعية لنتن ياهو.
فقد شهد الأسبوع الماضي، بعد تصريح نتنياهو، صدور بيانات واعلانات ومواقف لعدد من العشائر الاردنية، تعبر فيها عن امتعاضها ورفضها لهذه التصريحات، وتدعو إلى وحدة الصف الأردني للوقوف بوجه الاطماع الصهيونية.
واعتقد ان لهذا الموقف للعشائر الاردنية عدة دلالات، اهمها:
اولا: غياب او تأخر الموقف الأردني الرسمي، على تصريحات نتنياهو التوسعية، فقد كان الأجدر ان يسارع رئيس الوزراء الأردني بالتصدي العلني والمباشر على تلك التصريحات، بل كان يجب أن يكون تصريح رئيس الوزراء الأردني مصحوبا بالتهديد، بتجميد اتفاقية السلام وكل ما نتج عنها من تفاهمات واتفاقيات اذا استمر الكيان الغاصب بهذا النهج، وهذا طبعا لم بحدث -للاسف- واكتفى الموقف الرسمي، برد من وزير الخارجية.
ثانيا: ومن دلالات التصدي العشائري لتصريحات نتنياهو، ان العشائر الاردنية تمثل خط الدفاع الأول والأخير عن الاردن، وانها تمارس دور كبير في صياغة الموقف الرسمي.
ثالثا: ومن دلالات الموقف العشائري لتصريحات نتنياهو، ان هناك ضعف في دور البرلمان الأردني، الذي يفترض انه يمثل الضمير الأردني الشعبي، فقد كان يجب على البرلمان ان يبادر إلى عقد جلسة خاصة لمناقشة الاطماع الصهيونية التوسعية، والتصدي لها، ولما لم يقم البرلمان بهذا الدور، تولت العشائر الاردنية الدفة، وعبرت عن الضمير الأردني.
رابعا: ومن دلالات واشارات التصدي العشائري الأردني لتصريحات نتنياهو التوسعية، ان المواطن الأردني أصبح يشعر بخطورة ما يسمى بالوطن البديل، وكيف لا يخاف، وهو يرى ان جزء كبير من أبناء فلسطين أصبحوا مواطنين أردنيين، وأنهم غير مستعدين للعودة-فيما لو تمت- لأن الأردن اصبح وطنهم البديل.
وأخيرا، لا بد من التأكيد على المثل الشعبي الذي يقول: الطلب الهين يضيع الحق البين !!! فلا بد من الوقوف بكل حزم وقوة ضد الاطماع الصهيونية التوسعية، ومن قبل الجميع، ودون استحياء او خشية، والا سيأتي اليوم الذي نندم فيه جميعا ولات لا يفيد الندم.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-08-2025 11:43 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |