13-08-2025 06:52 PM
بقلم : رأفت غالب البيايضة
منذ تأسيسه، والأردن يقف شامخًا في وجه الرياح العاتية، يحرس حدوده بدماء رجاله، ويحمي كرامته بعزيمة قيادته وشعبه. على الرغم من أن الوطن صغير المساحة، إلا أن تاريخه وموقفه أكبر من أن يُختزل في خرائط أو مخططات رسمت في غرف مظلمة.
إسرائيل، على مدى عقود، لم تكف عن محاولات الاختراق، تارة بالضغوط السياسية، وتارة بالإغراءات الاقتصادية، وأخرى عبر حملات التضليل الإعلامي. لكنها اصطدمت دائمًا بصخرة اسمها الأردن؛ جيشًا، قيادةً، وشعبًا.
الأردن ليس مجرد دولة على الخريطة، بل هو عقدة في حلق كل مشروع يهدف لابتلاع المنطقة أو تصفية القضية الفلسطينية. هو الحارس الأمين للقدس، والدرع الذي تصدّع عليه أكثر من مخطط إسرائيلي، بدءًا من أطماع التوسع، مرورًا بمشاريع الوطن البديل، وانتهاءً بمحاولات فرض الأمر الواقع على حساب الشعب الفلسطيني.
قد يظن البعض أن الضغوط والظروف الاقتصادية والسياسية قد ترهق هذا الوطن، لكنهم لا يعرفون أن في قلب الأردني جذورًا أعمق من كل المؤامرات، وأن إرادة الحماية والوفاء للأمة تسري في دمه. فمن وقف في وجه أعاصير الحروب، وصمد أمام موجات النزوح واللجوء، وواجه التحديات الإقليمية، لن تنال منه أوهام دولة احتلال مهما حاولت.
إسرائيل قد ترسم أحلامًا على الورق، لكنها كلما اصطدمت بالأردن، أيقنت أن هناك دولة تعرف أين تقف، وتعرف أن ثمن التفريط في الأرض أو الكرامة أغلى من أي مكاسب مؤقتة.
الأردن سيبقى، كما كان دومًا، عصيًا على الانكسار، عصيًا على البيع، عصيًا على كل حلم إسرائيلي… وسيظل على العهد، حارسًا للأرض، وفيًا للأمة، وفي المقدمة حيث يجب أن يكون.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-08-2025 06:52 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |