حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,15 أغسطس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 7605

الارتفاع المتزايد لحرارة المياه قد يجعل البحر المتوسط "مداريا تماما"

الارتفاع المتزايد لحرارة المياه قد يجعل البحر المتوسط "مداريا تماما"

الارتفاع المتزايد لحرارة المياه قد يجعل البحر المتوسط "مداريا تماما"

15-08-2025 03:34 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - أصبح بلوغ "حرارة المياه 29 درجة مئوية على عمق 30 مترا" أمرا مألوفا لمدرب الغوص في مقاطعة أنطاليا في جنوب تركيا مراد درمان، إذ إن الطابع "المداري" الذي يكتسبه البحر الأبيض المتوسط يطال هذه المنطقة قبل غيرها.

وهذا الارتفاع المتزايد لحرارة المياه جعل مئات الأنواع الموجودة في البحر الأحمر تغزو شرق البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس على مر السنين، ما أدى إلى اختلال الأنظمة البيئية، وفقا للعلماء.

وبات هذا التهديد يشمل كامل البحر الأبيض المتوسط، أحد أسرع البحار ارتفاعا في درجة الحرارة، والذي شهد هذا العام أعلى درجات حرارة في شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو على الإطلاق، وفقا لمنظمة "ميركاتور أوشن إنترناشونال".

وإذ يتذكر مراد درامان أن حرارة البحر في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين لم تكن تتجاوز 25 درجة مئوية في آب/أغسطس، يلاحظ أن عشرات الأنواع من البحر الأحمر أخذت تستعمر مياه أنطاليا الصافية، حيث سُجلت درجات حرارة سطحية تقارب 32 مئوية هذا الأسبوع.

فسمكة الأسد الشائعة (Pterois miles) مثلا، وهي من عقربيات البحر ويبلغ متوسط طولها 26 سنتيمترا بزعانفها الطويلة المرقطة، وجدت هذا البحر الدافئ بيئة حاضنة ملائمة لها، وهي تُلحق به أضرارا بالغة.

ويقول مراد درامان "قبل نحو عشر سنوات، كنا نرى من هذه السمكة واحدة أو اثنتين. أما اليوم، فبتنا نشاهد نحو 15 أو 20 سمكة في كل غوصة، أي أكثر مما نشاهده في البحر الأحمر".

ويشرح أنها "حيوانات مفترسة ضخمة" مضيفا "الأسماك الصغيرة كسمك الغَبي Guppy تعاني بشدة، فنحن نادرا ما نراها. وينطبق الأمر نفسه على الأخطبوطات والحبّار، فقد دُمِّر كل شيء". وأشار أيضا إلى الأضرار التي تُسببها سمكة القراض (Lagocephalus sceleratus).

- "تحذير" -

وتُحدث هذه الأنواع الغازية نفسها خللا في توازن شرق البحر الأبيض المتوسط برمّته، وهو الجزء الأكثر دفئا والأسرع ارتفاعا في درجات الحرارة، على ما يفيد الباحث في المعهد الإسرائيلي لأبحاث المحيطات والبحيرات والمحاضر في جامعة حيفا الساحلية في شمال إسرائيل البروفيسور جيل ريلوف.

وأوضح عالم الأحياء البحرية لوكالة فرانس برس أن "الاجتياح بدأ فور افتتاح قناة السويس عام 1869 تقريبا، لكن مع ارتفاع درجات حرارة المياه وتوسيع القناة (عام 2015)، راحت أعداد الأنواع الجديدة الوافدة إلى المتوسط تتزايد كل عام". ويقرّ بأن بعضها قد يكون له تأثير إيجابي في المياه التي أصبحت دافئة جدا بالنسبة إلى الأنواع المحلية.

ويلاحظ العالم أن هذه الأنواع، المنتشرة الآن قبالة سواحل تركيا ولبنان وإسرائيل، تُوسّع حضورها في البحر الأبيض المتوسط عاما بعد عام، مشيرا في هذا الإطار مثلا إلى سمك الأرنب (Siganus rivulatus) الذي استوطن في الآونة الأخيرة المياه قبالة مالطا، على مسافة أكثر من 1700 كيلومتر من قناة السويس.

ويرى ريلوف أن الوضع في شرق البحر الأبيض المتوسط، حيث سبق أن انقرضت أنواع محلية عدة، هو "بمثابة تحذير"، ويعزو هذه الانقراضات إلى سببين محتملين: ارتفاع درجة حرارة المياه أو المنافسة الشرسة جدا مع الأنواع الغازية.

ويتوقع عالم الأحياء أن "ما يحدث هنا سيحدث خلال خمس سنوات أو عشر أو 20 في شمال البحر الأبيض المتوسط وغربه"، فيما بلغ متوسط حرارة سطح البحر الأبيض المتوسط 26,68 مئوية في تموز/يوليو، وهو رقم قياسي يُثير قلق المتخصصين.

- "غياب الحيوانات المفترسة" -

وهذا "التحول المداري" للبحر الأبيض المتوسط قد يحدث أيضا في السنوات المقبلة عبر مضيق جبل طارق، بعيدا من قناة السويس، وفقا لتوقعات معدّي دراسة نُشرت في نيسان/أبريل 2024 في مجلة PNAS العلمية الأميركية.

ووفقا لأحد السيناريوهات المناخية، قد يؤدي ارتفاع حرارة المحيط الأطلسي إلى هجرة بعض الأنواع من السواحل الجنوبية لغرب إفريقيا إلى غرب البحر الأبيض المتوسط بحلول عام 2050، بحسب توقعات معدّي الدراسة.

لكنّهم يشيرون في سيناريو أكثر تشاؤما إلى أن البحر الأبيض المتوسط سيتحول إلى "استوائي تماما" بحلول عام 2100.

وفي ظل هذا التهديد، يرى مراد درامان ضرورة إبعاد الأنواع الغازية قدر الإمكان عن المناطق البحرية المحمية، "لضمان الحفاظ على التنوع الحيوي فيها".

ويقول "يمكننا أن نرى بوضوح أن أنواعا مثل سمك الأسد تعيش هنا براحة تامة، وتتزايد أعدادها عاما بعد عام بفعل غياب الحيوانات المفترسة في البحر الأبيض المتوسط".

ويضيف "في البحر الأحمر، أسماك الأسد لها مفترسات. ثمة أسماك قرش وباراكودا. أما هنا، فلا شيء من كل ذلك".








طباعة
  • المشاهدات: 7605
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
15-08-2025 03:34 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم