حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,14 أغسطس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 5173

يحيى الحموري يكتب: التاريخ يكتب بالدم لا بالحبر

يحيى الحموري يكتب: التاريخ يكتب بالدم لا بالحبر

 يحيى الحموري يكتب: التاريخ يكتب بالدم لا بالحبر

11-08-2025 12:19 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : يحيى الحموري
ها هو الدم في غزة يكتب قصيدته بالنار والرماد، ويخطّ على جدران البيوت المنهارة وصايا الشهداء الأخيرة، ويعلّق على عنق التاريخ قلادةً من العار لا تنزاح ما دامت الشمس تشرق على الأرض. هنا الكيان المتوحش، الذئب الذي لبس جلد الإنسان، والجيش الأقذر في سجل الحروب، لا يقاتل الرجال فحسب، بل يشنّ حربه على المهد واللحد، على الحلم والخبز، على الحرف والصورة، على قلب الأم وابتسامة الطفل وشيبة الشيخ.

إنهم يقتلون كل ما يمشي، ويهدمون كل ما يقف، ويحرقون كل ما يثمر، حتى صارت غزة كوكباً من الجراح، وقلباً ينزف في صمتٍ يملأ الكون صراخاً. أي دين هذا الذي يبيح ذبح الصحفي وهو يمسك بالكاميرا كمن يمسك بميزان العدل؟ أي شريعة هذه التي تبارك دكّ البيوت على ساكنيها، وتطحن تحت الركام أحلام الطفولة؟

غزة اليوم ليست مدينةً محاصرة، بل معراجاً للشهداء، ومحراباً للصبر، ومسرحاً لجريمة لا تسعها كتب المؤرخين ولا قواميس اللغة. كل حجر هنا شاهد، وكل قطرة دم هنا شاهد، وكل غيمة حمراء في سمائها شاهد، حتى الريح تحمل رائحة الموت وتوزّعها على الأصقاع.

لكن، سيكتب الزمان في صفحته الأخيرة: أن هذا الدم المسفوك، وإن جرى على الرمل، فقد زرع في الأرض جذوراً لا تموت، وأن الطغاة، مهما ولغوا في الدم، فإنهم إلى زوال، وتبقى غزة، في قلب الأمة، آيةً من الكبرياء لا تمحى.
يحيى الحموري











طباعة
  • المشاهدات: 5173
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
11-08-2025 12:19 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الأشغال العامة والإسكان بقيادة ماهر أبو السمن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم