10-08-2025 11:55 AM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
ليس مُستَغرَبا ولا مُستَهجَناً هذا الإستخفاف بعقول اكثر من مليارين من العرب والمسلمين في الكلام عن نوايا بعض رؤساء الدول الاعتراف بفلسطين كدوله، بل هو امرٌ طبيعي حيث يتماشى ويتماهى مع التغول والتعدي والتمادي في توافق النظام العالمي على استمرار هذه الحرب العالمية الدموية الاجرامية ضدّ شعب اعزل لا يملك من مقومات الحياة اليوم شيئا بعدما اتفق كل المشاركين
( الأخفياء منهم والظاهرين ) على اتمام هذه الإبادة الجماعية بالغاً ما بلغ هذا الاجرام الذي تعدي عنان السماء .
تَنَكَّرَ كل أصحاب هذه النوايا لكل مبادئ القانون الدولي ولكل الهيئات والمؤسسات والمنظمات والمجالس الدولية بل تَنَكَّروا لهيئة الأمم المتحدة وأذرعها كافة واهمها مجلس الامن الذي يمثل الذراع التنفيذية للأمم المتحدة في حفظ السلم والأمن الدوليين اضافة الى الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تُعتَبر ممثلة لشعوب العالم اجمع ،
فأي اعتراف هذا مقابل اقفال وإغلاق وتعطيل الشرعية الدولية وكأنها غير موجودة او انها لم توجد اصلاً !!!
إنَّ ذَرِّ الرماد في العيون وهذا الكلام الذي لا يُسمِن ولا يُغني من جوع والمُسَجَّل على اسطوانة مشروخة والتي اعتاد عليها المجتمع الدولي كعلاج فعال للعالَمَين العربي والإسلامي منذ ما يزيد عن مئة سنة مضت حين يصلون الى الحضيض كما هو حالهم اليوم ما هو إلا اصدق تعبير وادق وصف على الوهن والضعف والاستسلام العربي التام لارادة المجتمع الدولي الفاقد للشرعية والذي يعتمد سياسة البلطجة في تنفيذ كل إرادةٍ وتطلُّعٍ له فيما يتعلق بهذه الامة وذلك لسبب لا يخفى على احد الا وهو غياب عنصر الردع
" بل لعدم وجوده بالاصل " مع العلم ان هذه الامة تمتلك من الأدوات والمقوِّمات والامكانات والقدرات ما يجعلها قادرة على خلق اعتى قوة ردع على هذا الكوكب لو اجتمعت ارادتها وتوحدت كلمتها ولو على ابسط صيغة من صيغ الاتحاد كالاتحاد الاوروبي مثلاً ، الذي جَمَعَ أمماً شتَّى ومذاهب وعرقيات واثنيات لا يجمعها جامع في اي شيء سوى جغرافيا طبيعيه .
لا تعترفون بشرعية المقاومة وتنكرونها وتشتركون مع المحتل في قتل اصحاب الارض الشرعيين وترتكبون معه إبادة جماعية وتقولون انكم ستعترفون لهم بدوله !!
اي استخفاف هذا !!
ترسلون أسلحتكم وقنابلكم وطائراتكم وجنودكم وأموالكم ورصاصكم تقتلون به الاطفال بعد تجويعهم وتقولون انكم ستعترفون لهم بدوله !! تحت اي مُسمى تكتبون هذا ايها الكاتبون المنحازون الى خداع اصحاب تلك النوايا !!
أيها المُنكِرون للمجازر التي ترتكبون ، بماذا ستعترفون !!
بالامس ومِن على منبر اعرق برلمان اوروبي يقول رئيس وزراء بريطانيا انه لا يستطيع ان يدين او يستنكر ما يحدث في غزة من إبادة جماعية وتجويع وتقتيل لانه غير متأكد من هذا وانه يجب عمل تحقيق شفاف واجراء تقصي وتشكيل لجان من خبراء دوليين وباحثين أمميين حتى يستطيع ان يعرف ماذا جرى هناك في " غزة " وبعدها سوف يرى ،، هل يُدين ام يستنكر ام يواصل الانكار .
يريدون ان يعترفوا بفلسطين كدوله !!
ما قولكم ايها العقلاء !!!
يا اصحاب نوايا الاعتراف المستقبلي بها كدولة ،
افعلوا ما هو اسهل عليكم إن كنتم فاعلين ،
فَعِّلوا الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة والذي خطَّت وكَتَبَت بنوده وفصوله ايديكم إن كنتم صادقين ،،
ولكن كما قالت العرب " هذه شنشنة نعرفها "
ولن تنطلي إلا على جاهلٍ أحمق وعلى مَن هم غافلون .
يوسف رجا الرفاعي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-08-2025 11:55 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |