09-08-2025 06:24 PM
سرايا - تُظهر دراسة حديثة قامت بها جامعة لايدن في هولندا أن الساعات الذكية لا تفرق بشكل جيد بين مستويات التوتر المختلفة، حيث أظهرت النتائج أن البيانات التي تقدمها هذه الأجهزة لا تتطابق غالبًا مع الشعور الفعلي بالأفراد. في معظم الحالات، بينما تسجل الساعات مستويات إرهاق أو تعب، فإنها لا تعكس بشكل دقيق الحالة النفسية للمستخدمين، بل تظهر ارتباطًا ضعيفًا جدًا مع مستويات التوتر التي يذكرونها. أما عن النوم فهو الأكثر ارتباطًا مع البيانات المسجلة، لكنه لا يقدم تصورًا دقيقًا عن مدى راحة الشخص أو جودة نومه الحقيقي، حيث يقتصر قياسه على مدة النوم فقط.
تفاصيل الدراسة ونتائجها
قام الباحث إيكو فريد، وهو أستاذ مشارك في علم النفس السريري بجامعة لايدن، وفريقه بمراقبة مستويات التوتر والإرهاق والنوم لدى 800 شاب على مدى ثلاثة أشهر، مستخدمين ساعات ذكية يلبسونها بشكل مستمر. طلب منهم أن يعبّروا عن مدى توترهم أو إرهاقهم أربع مرات يوميًا، ثم تمت مقارنة البيانات الذاتية مع قياسات الأجهزة. أظهرت النتائج أن قياسات التوتر التي أبلغ عنها المشاركون عبر الساعات لم تكن دقيقة، حيث لم يلاحظ أي منهم أن مستويات التوتر المسجلة تتوافق مع ما يشعرون به فعليًا، بل إن هناك من جربوا أن الساعات أبلغت عن توتر وهمي أو غير موجود. أما في ما يخص النوم، فشهدت البيانات نسب ارتباط أكبر، لكنها ما تزال لا تكشف الكثير عن مدى ارتياح الشخص أو جودة نومه بشكل حقيقي.
محدودية قدرات الساعات الذكية على التقييم
أكد الباحثون أن الارتباط بين قياسات الساعات الذكية ومستويات التوتر المسجلة ذاتيًا هو ضعيف جدًا، ويعود ذلك إلى أن هذه الأجهزة تقيس بشكل أساسي معدلات دقات القلب، التي ليست مؤشرًا دقيقًا على الحالة العاطفية أو النفسية. رغم أن بعض الدراسات تبحث في مؤشرات فسيولوجية يمكن أن تشير إلى الحالة النفسية، إلا أن الكثير منها لا يحقق دقة كافية بسبب تداخل بين علامات المشاعر الإيجابية والسلبية، مثل أن وقوف الشعر يمكن أن يعبر عن القلق أو الإثارة معًا. كما أن معدل دقات القلب يُعطينا معلومات قليلة عن مدى ارتياح الشخص، ويميل أكثر لقياس مدة النوم وليس نوعيته أو شعورك خلاله.
الاستنتاجات والتحديات المستقبلية
يشير فريد إلى أن البيانات التي تجمعها الساعة الذكية حول مستويات التوتر ليست ذات علاقة قوية بالحالة النفسية الحقيقية للأفراد، وأنها لا يمكن أن تُستخدم كأداة تشخيصية طبية. إن الاعتماد على هذه البيانات بشكل كبير يثير تساؤلات حول مدى قدرتها على تقديم رؤى موثوقة حول الحالة العاطفية والعقلية. رغم وجود أبحاث تسعى لاكتشاف إشارات فسيولوجية تؤدي إلى تقييم دقيق للمشاعر، فإن معظمها يعاني من مشكلة تداخل مؤشرات المشاعر المختلفة، ما يجعل الاستنتاجات غير مؤكدة. أدى هذا إلى توضيح أن البيانات المستخلصة من الأجهزة القابلة للارتداء يجب أن تُفهم دائمًا في سياق شخصي أوسع، مع مراعاة تجارب الأفراد وردود أفعالهم، فهي ليست حقائق موضوعية مطلقة، وإنما أدوات مساعدة تتطلب تفسيرات دقيقة ومتأنية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-08-2025 06:24 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |