09-08-2025 07:11 PM
سرايا - يفقد شخص حياته غرقًا كل دقيقتين حسب منظمة الصحة العالمية، ويُعد الغرق أحد الأسباب الرئيسية للوفاة بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة وأربع سنوات، كما يعتبر أحد أكثر التهديدات الصحية العامة التي لا يتم التطرق إليها.
في لقاء أجرته فيسميتا غوبتا سميث في حلقة من برنامج "العلوم في خمس"، الذي تبثه منظمة الصحة العالمية عبر منصاتها الرسمية، قالت الدكتورة كارولين لوكاسزيك، المسؤول الفني للوقاية من الإصابات غير المتعمدة في منظمة الصحة العالمية، إن الغرق يعد الخطر الأكثر إهمالًا للصحة العامة.
3 ملايين ضحية
أشارت الدكتورة لوكاسزيك إلى أنه خلال السنوات العشر الماضية وحدها، فقد أكثر من 3 ملايين شخص حياتهم غرقًا، مؤكدة أنه تم إحراز تقدم كبير في حماية صحة الأطفال على مدار الأربعين عامًا الماضية، من خلال زيادة في الاستثمار في صحة الطفل والأم.
لكن لا يزال الغرق حتى الآن أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في هذه الفئة العمرية، لذا فقد حان الوقت حقًا لتوجيه الاهتمام إليه.
خطر صامت
لا تتناول وسائل الإعلام كثيرا أخبار الغرق، بل يحدث الغرق في صمت، في القرى وفي أحواض الاستحمام، أو أثناء تنقل الأشخاص اليومي من وإلى العمل أو المدرسة. لكن ينبغي توضيح أن حوادث الغرق ليست كلها قاتلة بالفعل، وأن الكثير من الأشخاص الذين يتعرضون للغرق ينتهي بهم الأمر بإعاقات مدى الحياة تمنعهم من العمل، وتمنعهم من العيش بشكل مستقل أو من المساهمة في مجتمعاتهم.
عوامل خطر رئيسية
وشرحت الدكتورة لوكاسزيك أن هناك ثلاث مجالات رئيسية، نوعًا ما، مثيرة للقلق. الأول يتعلق بالبيئات غير الآمنة، والثاني يتعلق بنقص الوعي، والثالث يتعلق بنقص مهارات السلامة ومعدات السلامة أيضًا.
ويعيش العديد من الأشخاص حول العالم في مجتمعات ريفية قريبة جدًا من مجموعة واسعة من المسطحات المائية المختلفة، بما يشمل الأنهار والبحيرات والبرك والآبار المكشوفة أو حتى الخنادق.
ومن الصعب والمعقد للغاية الحفاظ على إشراف فعال على الأطفال في جميع الأوقات في هذه المناطق، كما أن تسييج كل شيء للحفاظ على سلامته أمر مكلف للغاية ويتطلب موارد كثيرة. لذلك يمكن أن يدخل الأطفال إلى الماء عن طريق الخطأ، أو يختارون اللعب في مياه قد لا تكون آمنة.
كما أن الفيضانات تعرض المجتمعات للمياه بطريقة مفاجئة وغير متوقعة وكذلك يستخدم أشخاص كثيرون وسائل نقل عبر المياه للوصول إلى المدرسة أو الرعاية الصحية أو العمل، وكذلك الأشخاص الذين يعملون بالقرب من المياه، معرضون للخطر إذا لم يكن لديهم معدات السلامة المناسبة مثل سترات النجاة.
وأضافت أن العديد من دول العالم لا تُعلّم أطفالها مهارات السباحة والسلامة المائية من خلال المناهج الدراسية، مما يُؤدي إلى عدم امتلاك العديد من الأطفال لهذا النوع من الفهم أو هذه القدرة.
الوقاية من الغرق
وقالت الدكتورة لوكاسزيك إن الغرق يُمكن أن يكون قاتلًا صامتًا، لذا يتحتم وجود شخص مُدرّب جيدًا ولديه المهارات اللازمة لإجراء عملية إنقاذ آمنة في المنطقة. إن هناك عدداً من الأشياء التي يُمكن للأشخاص في المنزل القيام بها لحماية أنفسهم وعائلاتهم وأحبائهم من الغرق، من بينها تعلّم الإنعاش القلبي الرئوي ومهارات الإنقاذ الآمن.
ومن النصائح الأخرى ضمان الإشراف المستمر والفعال على الأطفال، وخاصةً بالقرب من المسطحات المائية، حيث إن لحظة تشتيت للانتباه يمكن أن تؤدي إلى كارثة. ومن النصائح الأخرى تعليم الأطفال مهارات السباحة والسلامة المائية منذ الصغر، فحتى أبسط المهارات كالتنفس والطفو قد تنقذ حياة. ومن الضروري أن يرتدي الجميع سترات النجاة أثناء ركوب القارب مهما كانت مهاراتهم في السباحة جيدة.
أهداف ونصائح
وأوضحت الدكتورة لوكاسزيك أن أحد الأهداف الرئيسية لبرنامج منظمة الصحة العالمية للوقاية من الغرق هو التأكد من أن تكون الرسائل، التي يتم توجيهها للآباء، داعمة ومُشجّعة للغاية، بمعنى أنها لا تُلقي باللوم عليهم، بل تُزوّدهم بأفكار عملية وفعّالة حول كيفية الحفاظ على سلامة أطفالهم في هذه الأماكن.
ويركز البرنامج على ضرورة تجنب إنجاز مهام متعددة أثناء رعاية الأطفال أثناء السباحة، لأنه من الصعب للغاية الحفاظ على التركيز. يبقى أنه من الضروري تذكر أن "أي شخص معرض للغرق، لكن يجب ألا يغرق أحد، لذا يجب جعل الماء والسباحة مصدر سعادة للجميع من خلال اتباع النصائح والإرشادات بدقة وتركيز".
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-08-2025 07:11 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |