بقلم : علي الدلايكة
نشهد حراكا حزبيا هذة الايام يتضمن دمج بعضها مع بعضها البعض وهي خطوة في الاتجاه الصحيح كان يجب استدراكها منذ البداية وان لا نصل الى ما وصلنا اليه... ولكن هل ستعود الينا بنفس النهج السابق الذي عهدناه منها في العمل والتعاطي مع العمل الحزبي باعادة تدوير نفس القيادات بحيث يسيطر اصحاب النفوذ المالي والسياسي على قيادتها ام اننا سنشهد تغيرا جذريا يبدأ من اعادة تنظيم عملها ومن القاعدة الى الاعلى وهو الاهم لان الحزب دون قاعدة ثابتة فاعلة تؤمن بالعمل الحزبي ولديها القناعة والانتماء الحقيقي للحزبي وتنطلق من عقيدة حزبية راسخة سيعيدنا الى المربع الاول بانتاج احزاب باسماء جديدة فقط لا غير....
يكفينا ما اضعنا من وقت وجهد كبير لم يثمر عن عمل حزبي جاد يرقى الى مستوى الطموح والمأمول منه وكما اراده جلالة الملك من ذلك وكما يصبوا اليه المواطن ويحتاجه الوطن حيث غابت جل الاحزاب عن الاشتباك والتفاعل الحقيقي مع قضايا الوطن وهموم المواطن وغابت وانقطعت عن الاتصال والتواصل مع قواعدها مما خلق حالة من عدم الثقة بين صفوفها مما اصابها بالركود والتراخي في الاداء وانعزلت القيادة فيها عن القاعدة...
ان المؤسسية في العمل الحزبي والبعد عن التفرد والانفراد والشللية وتفعيل التشاركية في النهج هي من مقومات النجاح والديمومة لها....
علينا الاستفادة من التجربة الحزبية الحالية وتجاوز كل ما رافقها من اخفاقات وثغرات وان نعزز الايجابيات انا وجدت وان نعيد النهوض بالاحزاب من جديد بالطريقة والاسلوب الذي يمكنها من تحمل مسؤولياتها الوطنية في ظل هذة الظروف الدقيقة والعصيبة وان تأخذ جانبا من العبيء السياسي والانساني الثقيل الذي تقوم به الدولة الاردنية ويحمله جلالته بان تتفاعل وتتشابك مع القواعد الشعبية موضحة مواقف الدولة السياسية والانسانية والجهود المبذولة وما نواجه من تحديات وما يحاك لنا من مؤامرات وان يكون لها خطاب سياسي قوي وواضح يكون ندا لخطابات الكراهية والتشكيك وزرع الفتنة الموجهة للدولة الاردنية داخليا وخارجيا وان يكون للاحزاب الدور الكبير في توحيد الصف وسد الثغرات قبل حصولها في جبهتنا الداخلية وان تكون العنصر الفاعل والقوي والايجابي في تعزيز ذلك وان تثبت وجودها في الرقابة والتشريع قولا وفعلا وان تتقدم بخطوات واثقة يمكن الركون عليها باتجاه تشكيل الحكومات البرلمانية ...
ينتظرنا الكثير نتيجة تفاعل الاحداث وسرعة المتغيرات بالمنطقة والتي تنعكس آثارها علينا ونتيجة اطماع اليمين اليهودي المتطرف والتي لا يخفيها ونتيجة من يتربصون بنا ليل نهار داخليا وخارجيا وهذا يتطلب وعي وادراك حزبي لها يدفعها الى حالة قصوى من الجاهزية والاستنفار لمواجهة اسوأ الاحتمالات والسيناريوهات وما يتطلبه ذلك ايضا من استنهاض كافة الطاقات والامكانات للتعامل مع هذة المستجدات حال وقوعها وبما يضمن ويكفل المحافظة على مصالح الوطن العليا وحماية سيادة الدولة واستقلال قرارها وهذا لا يكون ولا يتم الا من خلال التشاركية والتناغم مع القواعد الحزبية المنتشرة على امتداد الوطن مع مستويات القيادة المتعددة في الحزب ومن خلال الشفافية وحسن الاتصال والتواصل معها ومن خلال التعبئة الوطنية والتي هي من اساسيات العمل الحزبي ايضا...