بقلم : صالح مفلح الطراونه
في كل مره بالتعديل الوزاري أجدني ملزم أن أبعث برسالة لدولة رئيس الوزراء لعلة يقرأ ما فيها قبل أن يُعلن طاقم الوزراء الجدد ، إيماناً بأننا شركاء في هذا الوطن وبأننا نشترك معاً بالهوية والرقم الوطني.
أما ما تبقى من واقع معيشي وصل إلى حد التفكير ملياً بالهجرة على اعتبار انها البيسل الوحيد الذي يمكن له أن يوازي بين شغف الأنتظار في طابور طويل مع قائمة من المبدعين الذين رحلوا لبلاد الغربه بحثاً عن نصوص خارج هذا الزمن الرديء وبين لقمة عيش مغموسة بتراكم الدين العام الشخصي الى حد الإشباع ولم تكن هذه الديون يا دولة الرئيس بدعوى الرحلات وشراء سيارة بل لشراء منزل وتدريس طالب جامعي او الذهاب إلى حلاية دجاج ومعرض باله " بسقف السيل او بمؤتة أو شارع قلعة الكرك القديم وقبل أن تصل فندق القلعة على شمالك ، او حتى لبطاقة طالب توجيهي أرهقته أسئلة هذا العام التي حولت كل أحلامنا إلى سراب منقطع النظير أمام ما حدث بمادتي الرياضيات والفيزياء.

أما بخصوص رسالتي نحو التعديل فأتمنى عليك أن تعيد قراءة المشهد الثقافي بالمملكة بعدما كّثُرت دُور النشر وكتب الذكاء الإصطناعي التي سرقت من أفواهنا معنى مؤلف أفنيت على إصدارة ما تملك من درهم ودينار وبات اليوم بطلب من chatGPT تصبح مؤلف.
أما المقعد الجامعي يا دولة الرئيس فقد فقدنا بوصلة التعليم العالي حينما أفرزنا تعليم موازي وتعليم عادي وتعليم مُعفى وآخر على حساب نفقة مؤسسة وآخر لطبقة ما تملك من شيء إلا أن تبيع ما تبقى من قطعة أرض أو منزل لستأجر بيتاً لتسد رسوم الجامعة

أما الصحة يا دولة الرئيس فنحن بحاجة ماسة لتحويل بعض من المراكز الصحية الى مراكز صحية فاعلة بطب الأسنان والطب العام والمختبرات أما ما نراه الآن فهو ما زال على حاله القديم وقد تغير المسمى دون أن يتغير المضمون على اعتبار إن غالبية القرى ما زالت تنظر للمراكز الصحيه على إنها متنفس لوضع يمكن له أن يكون البديل أمام الوصول إلى كبرى المشافى التي ليست لنا أمام حجم فاتورة الكشفية والعلاج والمنام .

واخيرا يا دولة الرئيس هل تعلم إن تقرير الاستقرار المالي، الصادر عن البنك المركزي أكد ارتفاع مديونية الأفراد لدى البنوك في الأردن إلى 13.3 مليار دينار اردني وقد" بلغت نسبة العبء الشهري لمديونية الأردنيين المقترضين من البنوك إلى دخلهم 44.2%.
وهذا يؤدي يا دولة الرئيس إلى تراجع قدرة الأفراد على السداد مما يزيد من نسب التعثر لدى البنوك.
كما أن ارتفاع هذه النسبة يضعف من قدرة الأفراد على الإنفاق والاستهلاك مما يؤثر سلبا على النمو الاقتصادي.

تقبل احترامي والتقدير من مواطن محب .