26-07-2025 12:32 PM
بقلم : أحمد علي القادري
لقد نشأ الفكر الإنساني من البحث الأزلي عن نظامٍ اجتماعي، واقتصادي، وسياسيٍّ سليم، ومن التساؤل المتجدد حول مستقبل البشرية. ولأن الفكر وليدُ العقل الإنساني، فهو مرآةٌ للظروف والمعطيات السائدة في كل زمان ومكان. لذا، كان لا بد من منحه الفرصة في زمن باتت فيه الحياة محكومة بقبضة الاقتصاد الجشع، وسيطرة القطيع المالي على مقدرات البشر.
لقد كان للفكر الدور الأكبر في وضع أسس الحضارات الإنسانية، وكان دومًا، حين يستند إلى الضمير والأخلاق، حصنًا في وجه الطغيان، وسلاحًا في وجه الانحراف السلطوي، ومحرّكًا للتطور الإنساني.
من هنا، يصبح من واجبنا أن نفكّر بعمقٍ في مستقبلنا، وأن نقف صفًا واحدًا خلف قيادتنا الهاشمية، رافضين كل أنواع الفتن التي تحاول النيل من مواقفنا الثابتة تجاه قضايا الوطن المصيرية، وفي طليعتها قضية فلسطين وحق شعبها في تقرير مصيره.
بالأمس القريب، كانت مشاركة منتخبنا الوطني في نهائيات كأس آسيا والتصفيات المؤهلة لكأس العالم حدثًا استثنائيًا، ملأ قلوب الأردنيين بالفخر. ورغم ذلك، وُجِّهت سهام الاتهام إلينا، وقيل إن الفرح "حرام"، بحجة ما يحدث في غزة. وتُجاهل أن منتخب فلسطين نفسه شارك معنا في نفس البطولة، وأن المنتخبات العربية الأخرى شاركت، دون أن تُكال لها نفس الاتهامات.
لماذا الأردن وحده يُحاسب؟ ولماذا يُحرم من الفرح؟ ولماذا تكون المعاتبة من القريب قبل البعيد؟
اليوم، يخرج علينا أصحاب الأجندات المسمومة، المتاجرون بالأوطان، ليقرعوا طبول الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، مستنكرين إقامة مهرجان جرش، متناسين أن المهرجان لم يخلُ من رسائل وطنية وإنسانية، عبّرت عن موقف الأردن الثابت تجاه فلسطين، سواء بالكلمة، أو من خلال العروض التي وصفت معاناة أهل غزة، ووجهت رسائل للعالم أجمع.
وعليه، فإننا ندعو كل الشرفاء، في كل مكان، إلى مقاومة التخلف بسلاح الضمير والفكر، فالوطن اليوم أحوج ما يكون إلى المخلصين من أبنائه، المفكرين، الذين يحملون مسؤولية مواجهة خطاب الكراهية، ونشر السموم، وبث الفرقة.
كما يحمل الجندي سلاحه دفاعًا عن تراب الوطن، فإن المفكر مدعوّ لحمل قلمه وفكره لمواجهة الفكر المتطرف، لأن الجميع شركاء في الدفاع عن الوطن، كلٌّ في مجاله.
هنا الأردن... ومجده مستمر.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
26-07-2025 12:32 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |