بقلم : امجد بشكار
سجّل الأردن موقفًا تاريخيًا جديدًا بإقدامه على كسر حصار التجويع المفروض على قطاع غزة ليكون أول من يمدّ يد العون عمليًا في ظل تقاعس دولي غير مبرر أمام مأساة إنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم.
منذ اندلاع حرب الابادة الإسرائيلية على غزة، أظهر الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني موقفًا واضحًا مناصراً للحق الفلسطيني، ليس بالكلمات فقط بل بالأفعال، وقد تجلى ذلك بإطلاق سلسلة من العمليات الجوية والبرية لإيصال المساعدات الغذائية والطبية إلى القطاع المحاصر رغم التعقيدات الأمنية والسياسية المحيطة.
وكان أول تحرّك فعلي تمثل في إسقاط مساعدات عبر طائرات سلاح الجو الملكي الأردني ما مثّل كسرًا فعليًا للحصار المفروض على غزة، ولفت أنظار العالم إلى مأساة لا يجوز الصمت عنها.
موقف أخلاقي قبل أن يكون سياسيًا، لم ينتظر الأردن موافقة قوى دولية أو توافقات إقليمية لتقديم المساعدة، بل انطلق من منطلق إنساني وأخلاقي يعكس موقفه التاريخي الداعم للقضية الفلسطينية ومكانته كداعم دائم للشعب الفلسطيني في كل المراحل العصيبة.
وبينما انشغلت أطراف دولية بحسابات سياسية آثر الأردن اتخاذ موقف ميداني جريء، واضعًا نصب عينيه معاناة الأبرياء الذين يفتقدون أبسط مقومات الحياة.
لم تقتصر المبادرات الأردنية على الإسقاط الجوي فقط، بل تبعتها قوافل مساعدات عبر الحدود والمشاركة في إنشاء مستشفى ميداني، وتكثيف الجهود الدبلوماسية في المحافل الدولية لوقف العدوان ورفع الحصار.
كما استمرت القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي بالتنسيق مع الأجهزة والمؤسسات الإنسانية في تقديم الدعم اللوجستي والطبي على مدار الساعة مؤكدين أن الوقوف إلى جانب غزة ليس ظرفيًا بل هو التزام دائم.
التحرك الأردني شكّل رسالة قوية إلى المجتمع الدولي مفادها أن الصمت عن تجويع المدنيين جريمة، وأن هناك من لا يزال يملك الإرادة لكسر هذا الصمت القاتل.
لقد أعاد الأردن عبر هذه المبادرة التأكيد على ضرورة واهمية دور العروبة الحقيقي، الذي لا يُقاس بالخطابات بل بالمواقف المشرفة على الأرض، ووضع الجميع أمام مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية.