حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,26 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 5337

يحيى الحموري يكتب: غزة تجوع والإنسانية تحتضر والكيان إرهاب

يحيى الحموري يكتب: غزة تجوع والإنسانية تحتضر والكيان إرهاب

 يحيى الحموري يكتب: غزة تجوع والإنسانية تحتضر والكيان إرهاب

24-07-2025 08:39 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : يحيى الحموري
أيها العالم… أما آن لك أن تبكي؟
أيها العالم المتخم بالخداع… أما آن لك أن تستيقظ؟
أما آن لضميرك المصلوب على عتبات المصالح أن يتحرر من جبنه وخيبته؟
أما آن لك أن ترى… ترى الأطفال في غزة، لا يأكلون إلا الرماد، ولا ينامون إلا في حضن الحطام؟
أما آن لك أن تسمع أنين الأمهات وقد تكسّرت قلوبهن فوق الركام؟
ألا ترى العيون التي جفّت من الدمع، والبطون التي التصقت بظهورها من شدة الجوع؟

غزة لم تجُعْ… بل سُحِقَتْ تحت وطأة الجوع، الجوع المقصود، الجوع المسلّح، الجوع المدبَّر على موائد السياسة القذرة، وملفات التواطؤ المهترئة.
هناك كيان لا يعرف الرحمة، يشرب من دم الأطفال، ويتنعّم على أنينهم، يطلق النار لا خوفاً… بل متعة، يذبح لا دفاعاً… بل افتراساً، يقصف لا لأجل النصر… بل شهوة قتل!

أي لغة تسعفنا في وصف ما يحدث؟
أأي بيان هذا الذي يصف وجع طفل يحتضن جسد أمه الشهيدة في ليلٍ بلا كهرباء ولا ماء ولا حتى قنديل نجاة؟
أأي كلمات تسع مأساة تجوّع فيها مليون طفل، وصرخات تنفجر من حلوقهم النحيلة كأنها صفارات استغاثة لا يسمعها أحد؟

لقد تربّينا على أن النازية شرٌ مطلق، فكيف نسكت عن نازية جديدة تقتل وتُشرّد وتجوع وتكذّب… ثم تدّعي أنها ديمقراطية؟
كيف ندّعي التحضّر ونحن نصمت أمام كيان قاتل، مجرم، معتدٍ، يغتصب الأرض، ويغتصب الحقيقة، ويغتصب كل ما تبقّى فينا من حياء؟

يا كلَّ قلبٍ حيّ…
يا كلَّ ضمير لم يُصب بعدُ بالصمم…
ما يجري في غزة ليس حرباً… بل فناء، ليس عدواناً… بل مجزرة لا تتوقف، إبادة مُعلنة، وجرائم تقترف على الهواء مباشرة، تحت سمع وبصر هذا “العالم الحر” الذي باع حريته بثمن بخس.

غزة الآن ليست مدينة… بل صرخة
صرخة في وجه الكوكب:
“كفى تواطؤاً، كفى صمتاً، كفى كذباً على الإنسانية!”

ماذا تبقّى لكم لتشهدوه؟
هل تنتظرون موت آخر طفل، وجفاف آخر دمعة، وانطفاء آخر شمعة في هذا الليل الفلسطيني الطويل؟

يا عالماً لا يعرف الحياء…
يا كوكباً أصابه العمى…
إن كنتم لا ترَون… فإن الله يرى.
وإن كنتم لا تبكون… فإننا سنبكي عنكم، وسنكتب التاريخ بدموعنا، وسنعلّق أسماء الشهداء على أعمدة السماء… ليشهد الزمان أن في هذا القرن، جاع شعبٌ بأكمله، فقط… لأنه طالب بالحياة.
يحيى الحموري











طباعة
  • المشاهدات: 5337
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
24-07-2025 08:39 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم