13-07-2025 10:48 AM
بقلم : المهندس عادل بصبوص
ما الذي يجمع ماء زمزم ببول الإبل .... سؤال قد يبدو غريباً للكثيرين .... لكنه ليس كذلك بالنسبة لي .... فقد ورد كلاهما ضمن منشور واحد وصلني من أحد الأصدقاء مذيل بعبارة "إنشرها ولك الأجر" .... واستجابة لدعوة صديقي الغالي فأنني ومن خلال هذه المداخلة سأقوم بالنشر لعلني أظفر بالأجر أيضاً ....
يؤكد المنشور أن الأبحاث العلمية تبين أن هناك سائلين اثنين لا ينتميان إلى السوائل إلا بالاسم فقط وهما ماء زمزم وبول الإبل، فتركيبة ماء زمزم تختلف جذرياً عن تركيبة المياه العادية الموجودة في مختلف بقاع الدنيا .... فالمياه العادية "حمضية" وماء زمزم "قلوي" لذا فشربه بكثرة يُكَوِّن لدى جسم الإنسان مناعة قوية ضد الفيروسات ... لذا فقد جعله الله في مكة حتى لا تنتشر بين الحجيج أية أمراض أو أوبئة قد يحملها بعضهم من دياره .....
ويضيف المنشور أن ما ينطبق على ماء زمزم ينطبق كذلك على بول الإبل الذي هو "قاعدي" أيضاً خلافاً لكل "الأبوال" الأخرى التي تتصف "بالحامضية" وبالتالي فهو مقوي للجسم ومصدر للدفاع عنه .... وهو طاهر وغير نجس.
إن ما ورد في المنشور وما يتكرر في منشورات أخرى كثيرة ودراسات وأبحاث بل وكتب أيضاً هي محاولة لتأكيد أو لإثبات صحة ما ورد في السيرة النبوية من أحاديث شريفة بهذا الخصوص ...
نحن في عصر العلم والتقنية والأبحاث العلمية في مجال الطب والصيدلة لا تتوقف لحظة واحدة في مختلف بقاع الدنيا – باستثناء بلادنا العربية والإسلامية بالطبع -، فما هي الأمراض والعلل المستعصية التي يعالجها كل من ماء زمزم وبول الإبل .... لم أسمع في حياتي أن طبيباً متخصصاً قد وصف أي من هذين "العلاجين" لأي من مرضاه .... ولو كان الأمر صحيحاً أو مجدياً لتسابقت دور البحث العلمية على صناعة الأدوية والمستحضرات الطبية من ماء زمزم أو من بول الإبل ....
ماء زمزم هو ماء عادي حتى لو اختلف في بعض مكوناته عن المياه العادية .... لكنه ماء مقدس لا ريب في ذلك، ولا علاقة للقدسية بالتركيب الكيميائي او الخواص الفيزيائية، فمكة أرض مقدسة والمدينة المنورة وبيت المقدس كذلك ليس لخواص مادية تتعلق بالموقع الجغرافي أو البيئة أو التركيب الجيولوجي لأي منها.... وإنما هي قدسية أسبغها الله عليها لأسباب قد نعلمها كلها أو بعضها وقد لا نعلم منها شيئاً ...
أما بول البعير فهو بول لحيوان ثديي مهما اختلفت تركيبته عن سائر الأبوال .... ولا أشك للحظة واحدة بأن جمعه وتركه لفترة معينة من الوقت في وعاء او إناء سيؤدي إلى ظهور الخصائص التي نعرفها جميعاً عن الأبوال من حيث اللون والرائحة وربما الطَعْم أيضاً .... ولو كانت له أية خصائص طبية أو دوائية لسارعت دور البحث والجهات العلمية المتخصصة إلى الإعلان عن ذلك واستثماره بالطبع ....
هل إنكار الإمكانات الدوائية والعلاجية لماء زمزم ولبول البعير هو رفض أو تشكيك لما ورد من أحاديث نبوية بهذا الخصوص ؟؟؟ الجواب بالنفي قطعاً .... فقد يكون لأي منهما أو كليهما بعض الخصائص التي يمكن اعتبارها علاجية مقارنة بما كان سائداً في ذلك الوقت قبل حوالي ألف وخمسمائة عام .... أما اليوم فقد تغير الحال وتقدم العلم كثيراً في مجال الطب بحيث أصبح من غير الممكن أو المقبول تصنيف هذه الخصائص أو السمات كخصائص علاجية في ظل وجود الأدوية والعلاجات والتقنيات المتقدمة .... كل ذلك قد أدى عملياً إلى "نسخ" تلك الأحاديث بصرف النظر عن مدى صحتها .... لقد ورد في القرآن الكريم "واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل" في توجيه وأمر إلهي ينسجم مع ما كان سائداً في تلك الأيام ... فهل يعتبر التوجه لاقتناء الأسلحة الحديثة واستعمالها في الحروب مع الاعداء مخالفة لهذه الأية ....؟؟؟!!!
إن التركيز على بعض القضايا والمواضيع التي وردت في التراث المتداول يسيء إلى هذا الدين ويصب في مصلحة أعدائه .... وربما قد يكون قد حان الوقت لقيام الجهات الإسلامية المعنية بإعطاء الرأي الواضح والقاطع فيها على أسس علمية ومنطقية تنفيذاً وتطبيقاً لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم "أنتم أعلم بشؤون دنياكم" .....
ختاماً أقول هذا رأي واجتهاد شخصي مني .... ولكل من استعان بالجلد والصبر وقرأ هذه المطالعة حتى النهاية أقول جزيل الشكر والامتنان ... ثم أضيف قائلاً ..... أنشرها ولك الأجر ...
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-07-2025 10:48 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |