12-07-2025 10:18 PM
بقلم :
الدكتور طلال حسين أبو مالك
من قلب البادية الأردنية، ومن عبق التاريخ المتجذر في أرض المفرق، تنهض "جامعة آل البيت" من جديد، شامخةً بشموخ الوطن، متألقةً بإنجازات تستحق الوقوف عندها، مستعيدةً موقعها الريادي في سماء التعليم العالي الأردني والعربي. إنها ليست مجرد جامعة، بل صرح علمي أنشئ بإرادة ملكية سامية، وغُرست جذوره في رؤى الراحل العظيم الحسين بن طلال طيب الله ثراه، لتُكمل المسيرة في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله، بروح جديدة وطموح لا يعرف المستحيل.
لقد مرت جامعة آل البيت بمحطات وتحديات، شأنها شأن أي مؤسسة أكاديمية عريقة. لكن الفرق اليوم يكمن في إرادة القيادة وإصرار الإدارة على أن تكون هذه الجامعة اسماً مرادفاً للنهضة والحداثة. فمنذ تولي الأستاذ الدكتور أسامة نصير دفة القيادة، ونحن نشهد ثورة تطوير حقيقية، لم تأتِ من فراغ، بل كانت ثمرة عمل متواصل، وتخطيط استراتيجي، وإيمان عميق بأن "آل البيت" تستحق أن تتربع على عرش التميز الأكاديمي.
خلال أقل من عامين فقط، استطاع الدكتور نصير، ومعه فريق إداري أكاديمي متمكن، أن يحدث نقلة نوعية ملموسة في الجامعة. لم تكن شعارات ولا خطط على الورق، بل إنجازات واقعية غيرت وجه الجامعة وجعلتها محط أنظار الداخل والخارج. هذه الإنجازات لا يمكن المرور عليها مرور الكرام، لأنها تمثل خلاصة رؤية إصلاحية تقوم على مبادئ الكفاءة، والشفافية، والعدالة.
أولى هذه الإنجازات كانت إنشاء الكلية الطبية المساندة، خطوة استراتيجية تواكب التطورات العلمية وترفد سوق العمل بكفاءات نوعية في التخصصات الطبية التطبيقية. خطوة ليست سهلة، لكنها تحققت بفضل الإصرار والعزيمة والقدرة على إدارة الموارد بفعالية.
ثم تأتي ملف المديونية، الذي لطالما شكل عبئاً على الجامعة، لكن الإدارة الحالية نجحت في تخفيضها بشكل ملموس، عبر سياسات مالية رشيدة، وإعادة تنظيم الإنفاق، وزيادة الإيرادات بطرق إبداعية دون المساس بجودة التعليم.
أما على الصعيد الدولي، فقد فتحت الجامعة أبوابها للعالم، من خلال استقطاب الطلبة العرب والأجانب، ما يعكس بيئة أكاديمية جاذبة ومتنوعة ثقافيًا، ويُعدّ شهادة حية على ثقة الخارج في مستوى التعليم بجامعة آل البيت.
ولأن التطوير لا يكون إلا ببنية تحتية متينة، فقد تم تحسين شامل لمرافق الجامعة، من قاعات دراسية حديثة، إلى مختبرات متطورة، إلى خدمات لوجستية تُلبي طموحات الطلبة والهيئة التدريسية.
كما لم تغفل الجامعة عن التوسع الأكاديمي، فقد تم فتح برامج جديدة تلبي حاجات السوق المحلي والدولي، وتتماشى مع متطلبات المستقبل، ما يجعل الطالب في "آل البيت" جاهزًا لمواجهة تحديات الغد بكل ثقة.
وأخيراً، وليس آخراً، رسخت الإدارة مبدأ طال انتظاره: الجدارة والكفاءة في التعيينات. فقد أصبح معيار تعيين القيادات الجامعية قائماً على الاستحقاق، بعيدًا عن "الواسطة" و"المحسوبية"، لترسي ثقافة مؤسسية عادلة تعيد للجامعة هيبتها ومكانتها.
اليوم، يمكننا القول بثقة إن جامعة آل البيت تسير على الطريق الصحيح. ليست مجرد جامعة، بل مشروع وطني تعليمي متكامل، يستمد قوته من إرثه، ويصنع مستقبله بسواعد أبنائه.
وها نحن، أبناء المفرق من حملة الشهادات العليا وأبناء المجتمع المحلي بمختلف أطيافه، نقف اليوم وقفة عز وفخر واعتزاز، معلنين بكل وضوح وصدق دعمنا المطلق والتفافنا الكامل حول هذه الإدارة الواعية والقيادة الجامعية الحكيمة. إن ما تحقق على أرض الواقع ليس إنجازًا عابرًا، بل هو تحول جذري يستحق الإشادة والتقدير. إننا نؤمن إيمانًا راسخًا بأن هذه الجامعة، بقيادتها الجديدة، باتت تمثل نموذجًا يُحتذى به في الإدارة والإنجاز والرؤية. ومن هنا، فإننا نُجدد عهد الوفاء والانتماء، ونؤكد وقوفنا صفًا واحدًا خلف هذا المشروع الوطني النبيل، داعين الله أن يوفق هذه المسيرة ويزيدها تألقًا وارتقاءً في ظل حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، حفظه الله ورعاه، وولي عهده الأمين.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-07-2025 10:18 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |