09-07-2025 05:22 PM
بقلم : سيف الدين مهند الحليق
رغم الاضطرابات والتقلبات التي تعصف بالإقليم، يظل الأردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، شعلة أملٍ وإصرارٍ على البناء والتحديث.
فمنذ توليه العرش، حرص الملك على التأكيد بأن مستقبل الأردن مرهون بقدرة شبابه وكفاءة مؤسساته، وبأن الإصلاح لا يكون بالشعارات بل بالعمل الدؤوب والرؤية الواضحة. لقد طرح جلالته مشروعًا وطنيًا متكاملاً يقوم على تحديث التعليم، وتمكين الشباب، وتحفيز الاقتصاد، مع الحفاظ على الهوية الوطنية.فإيمانه العميق بأن "الأمم تبنى بعقول أبنائها" تجلّى في دعوته المستمرة لتطوير المناهج التعليمية، وربطها بسوق العمل، وتوفير فرص تدريب حقيقية تفتح أمام الشباب آفاق المستقبل، بعيدًا عن شبح البطالة أو الهجرة.
وفي جانب الإعلام، ينظر الملك إلى حرية التعبير باعتبارها أحد أعمدة الإصلاح، بل حجر الأساس لتنمية حقيقية ومستدامة. كما دفع باتجاه تحفيز الاقتصاد الوطني من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، انطلاقًا من إيمانه بأن العدالة الاجتماعية لا تتحقق إلا حين تُوزَّع مكاسب النمو بشكل عادل بين الجميع.
أما على الصعيد السياسي، فقد دعا إلى إشراك المواطنين في اتخاذ القرار، لأن الدولة لا تزدهر إلا بمشاركة حقيقية تُشعِر الناس بفاعلية صوتهم. ومع ذلك، فإن التحديات الميدانية تكشف فجوةً بين الرؤية والتنفيذ.
فما زالت البيروقراطية تعيق الإنجاز، وتحول المعاملات إلى متاهاتٍ ترهق المواطن والمستثمر معًا.
والتعليم لا يزال يعاني من مناهج تقليدية ونقص في التدريب والموارد، فيما يبقى الشباب في صراع دائم للعثور على فرصة عمل حقيقية، دون أن تكون مشاركتهم السياسية بالمستوى المؤثّر.
أما الإعلام المحلي، فرغم الجهود، لم يصل بعد إلى مستوى الحرية التي يطمح إليها الشارع الأردني، ويظل محاطًا بخطوط حمراء تحد من قدرته على نقل الحقيقة كاملة.
وفي الجانب الاقتصادي، تثقل كاهل الدولة مديونية مرتفعة وبطالة متزايدة، وسط تداخل في الصلاحيات بين المؤسسات، مما يؤدي إلى هدر في الموارد وتشتيت في الجهود.في ظل كل ذلك، يبرز سؤال جوهري: هل تستطيع مؤسسات الدولة أن ترتقي إلى مستوى الرؤية الملكية وتترجمها إلى واقع ملموس؟ أم سيبقى الروتين حجر عثرة يؤجل التقدم؟الأردن يملك ثروة بشرية هائلة وإرادة لا تنكسر، لكنه بحاجة إلى إدارة حازمة وسريعة تتناغم مع طموحات الملك وتطلعات الشعب.إن جلالة الملك عبد الله الثاني يظلّ رمزًا للإرادة والتفاؤل، لكن الأمل الحقيقي يكمن في قدرة المؤسسات على تنفيذ هذه الرؤية بعزم وإخلاص، ليصبح الأردن كما يستحق: وطنًا متجددًا يرتقي بأبنائه ويصنع مستقبله بثقة واقتدار.وما المطلوب لتفعيل طاقات الشباب بدل تركهم رهائن للبطالة أو الهجرة؟
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-07-2025 05:22 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |