سرايا - تواصلت الحرائق في محافظة اللاذقية الساحلية لليوم الرابع على التوالي، وسط تحذيرات رسمية من "كارثة بيئية حقيقية"، حيث أتت النيران على نحو 10 آلاف هكتار من الغابات والأراضي الزراعية، في واحدة من أسوأ موجات الحرائق التي تضرب سوريا في السنوات الأخيرة.

ووصفت السلطات المحلية الحرائق بأنها "كارثية"، فيما حذّر وزير الطوارئ والكوارث السوري رائد الصالح من أن السيطرة الكاملة على النيران قد

تستغرق "عدة أيام من المراقبة والمتابعة"، في ظل تحديات معقدة أبرزها انتشار الألغام ومخلفات الحرب، وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق.

ووصلت الأحد فرق من الدفاع المدني الأردني إلى مناطق الحريق، للمشاركة في جهود الإطفاء، وذلك بعد دخولها عبر معبر نصيب الحدودي، بحسب وزارة الطوارئ السورية، التي أكدت أيضاً وصول معدات وآليات متطورة من الأردن، في خطوة لاقت ترحيبًا من السلطات السورية.

في السياق ذاته، أكدت وزارة الدفاع السورية مشاركة سلاح الجو في عمليات إخماد النيران، ونشرت مشاهد لمروحيات وهي تلقي كميات من المياه فوق بؤر اللهب.

من جهتها، دعت الأمم المتحدة إلى تكثيف الدعم الدولي، حيث كتبت نائبة المبعوث الأممي إلى سوريا، نجاة رشدي، عبر منصة "إكس": "سوريا تحتاج إلى المزيد من الدعم الدولي لمواجهة كارثة الحرائق"، فيما أكد المنسق الإنساني للأمم المتحدة في سوريا، آدم عبد المولى، أن فرق الأمم المتحدة بدأت بإجراء تقييمات ميدانية عاجلة لتحديد الاحتياجات الأكثر إلحاحًا.

وتتركز الحرائق خصوصًا في ريف اللاذقية الشمالي، قرب الحدود التركية، ما استدعى إخلاء عدد من القرى. وكانت تركيا قد أرسلت في وقت سابق مروحيات وسيارات إطفاء دعماً للجهود السورية.

ويُعزى اتساع رقعة النيران إلى التغيرات المناخية الحادة، إذ تمر سوريا بموجة جفاف غير مسبوقة، وصفتها منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بأنها الأسوأ منذ ستة عقود، محذرة من أن أكثر من 16 مليون سوري مهددون بانعدام الأمن الغذائي نتيجة الجفاف وحرائق الأحراج.