حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,7 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4124

الشهادة ليست ورقًا والامتحان ليس معيارًا: حين نُضلل أنفسنا في تقييم التعليم

الشهادة ليست ورقًا والامتحان ليس معيارًا: حين نُضلل أنفسنا في تقييم التعليم

الشهادة ليست ورقًا والامتحان ليس معيارًا: حين نُضلل أنفسنا في تقييم التعليم

06-07-2025 07:11 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
الدكتور صبري راضي درادكة

حين تُنتقَد برامجُ الجامعات (الماجستير والدكتوراه)، ثم يُتغزَّل بامتحان الثانوية العامة، فإنك تقف في منتصف حلقةٍ مفرغة دون أن تُحدِّد أين تبدأ الأزمة. فالجامعات لا تصنع الطالب من العدم، بل تستقبله كما صاغه التعليم العام، بكل ما فيه من مخرجات معرفية ومهارية وسلوكية. ومع ذلك، تُوجَّه سهام النقد نحو البرامج الجامعية، متجاهلين أن البذرة كانت هناك، في المدرسة، في النظام، في الامتحان الذي يُقال عنه إنه "معيار وطني".

إن سؤال: "البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة؟" يبدو أقل عبثيةً حين نناقش العلاقة بين الثانوية العامة والتعليم الجامعي، إذ لا يمكن إصلاح أحدهما دون الآخر، ولا يمكن فصل نوعية الطلبة عن بنية التعليم الذي أنتجهم. فإما أن نواجه السلسلة بأكملها بشجاعة، أو نبقى نلوم الحلقات الأخيرة لأنها ببساطة في متناول اليد.

أوليس هؤلاء الذين نقول اليوم إن شهاداتهم "ورق" هم أنفسهم من تخرّجوا على أيدي ناقديهم، أو ناقدي شهاداتهم في الدكتوراه والماجستير من الجامعات الأردنية؟ ومن منهم الآن في وزارة التربية والتعليم قادةٌ نحترمهم ونجلّهم، وهم أيضًا ربما من أشرف على الاختبار الوطني الذي يُمتدَح ويُبجَّل؟

ليس هكذا تُورَد الإبل. فعندما نشير إلى موضعٍ نراه – بحسب رؤيتنا – يعاني من اختلال ويحتاج إلى إصلاح، كما هو الحال في امتحان الثانوية العامة، وخاصة ما جرى في امتحان الرياضيات، فإننا لا نعزف على ما تطرب له أذن المسؤول، ولا نمارس النقد لمجرد النقد، بل هو نقدٌ للإجراءات، وأحيانًا نقدٌ للقرار ذاته. فليس القرار فقط ما يحتاج إلى إصلاح، بل إن الأمر قد يتعدى ذلك إلى أن الإنسان منا يحتاج إلى صيانة فكره وعقله، وهذا لا يعيب أحدًا.
كلٌّ منّا يقف عند حدٍّ ما، ويعتقد أنه الحقيقة، وذلك بناءً على فهمه ومعتقده وطريقة تفكيره.
ويبقى السؤال: لمن ينتقد البرامج الجامعية للدراسات العليا، لماذا لم يدُوِّ صوتُك حينها عاليًا وتصرخ؟ أم أنه في تلك اللحظة كان المسؤول يقف بينكم وبين صرخاتكم؟ أم كانت تقف المناصب والمكاسب أمام صرخاتكم؟








طباعة
  • المشاهدات: 4124
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
06-07-2025 07:11 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم