29-06-2025 09:28 AM
بقلم : نضال أنور المجالي
يا جماعة الخير، توجيهي مش مجرد مرحلة دراسية، هذا كابوس بنكهة الأرقام والمعادلات. حبيت أشارككم قصة يمكن تلامس وتَر الألم والضحك في نفس الوقت، وهي قصة طالب مرّ بتجربة "توجعي" بامتياز.
القصة وما فيها، إنه بيوم امتحان الرياضيات، اللي هو أصلاً عقاب بحد ذاته، تم توزيع الآلات الحاسبة على الطلاب. وكعادة كل شيء في هذه الحياة، لازم يكون فيه "تويست". آلة حاسبة الطالب المسكين كانت تعاني من إعاقة دائمة ومزمنة: كبسة الزائد لا تعمل!
صراحةً، في البداية فكر الطالب إنه يمكن هاي إشارة إلهية إنه يعتمد على قدراته العقلية الخارقة في الجمع. بس بعد أول معادلة، اكتشف إنه قدراته الخارقة ما بتشمل جمع الأرقام العشرية بالآلاف.
بكل براءة، رفع الطالب إيده للمراقب. وهذا المراقب، ما شاء الله عليه، كان يمتلك نظرة "أنا شفت كل شيء في التوجيهي وما راح تستفزني أنت أو آلتك الحاسبة المكسورة". قال له الطالب: "يا أستاذ، الآلة الحاسبة خربانة، كبسة الزائد ما بتشتغل."
توقع الطالب إنه يجيب له آلة حاسبة جديدة، أو حتى يعطيه وردة ويعتذر. لكن رده كان أسطورياً بمعنى الكلمة، وبقيت رنته في أذن الطالب لحد الآن: "هذا عنا!"
"عنا؟" يعني قصدك يا أستاذ، إنه كل الطلاب بالعادة بيجوا على الامتحان بآلة حاسبة نص معطوبة؟ ولا يمكن قصدك إنه هاي سياسة الوزارة الجديدة عشان نصير عباقرة بالجمع اليدوي؟ طب ليه ما وزعتوا علينا دفاتر مربعات عشان نصير نجمع بالطريقة القديمة، كان أهون والله!
الموقف هذا خلى الطالب يتساءل: هل هذا جزء من اختبار الصمود النفسي للطالب الأردني؟ هل هم بيشوفوا مين فينا بيقدر يحل معادلات التفاضل والتكامل وهو بيحاول يلاقي طريقة بديلة لجمع 2+2 بدون كبسة الزائد؟ يمكن كانوا بدهم يشوفوا مين فينا عنده حس إبداعي ويخترع طريقة جديدة لحل المسائل. يمكن كان لازم يستعمل الضرب المتكرر أو يعمل عملية طرح عكسية عشان يوصل للزائد!
صراحة، هذا الموقف بالذات هو اللي لخص للطالب معنى "توجيهي ... توجعي". مش بس وجع الرأس من الدراسة، لأ، كمان وجع القلب من "الآلات الحاسبة الكفيفة" والردود اللي بتخليك تتمنى لو كنت قاعد بالبيت بتفرج على مسلسل تركي.
بس على الأقل، طلع الطالب من الامتحان بمهارة جديدة: صار يقدر يجمع أي رقمين بدون آلة حاسبة، وحتى لو كانت كبسة الزائد موجودة، خلص ما بتفرق معه. وهذا إنجاز، ولا مش إنجاز؟
أتمنى لكم توجيهي أقل "توجعاً"، وآلات حاسبة بصحة جيدة!
أخص بالشكر الجزيل الأستاذ هاشم الخالدي على تصريحاته الأخيرة وما تحدث به ووضع يده على الألم الذي يعاني منه طلابنا في التوجيهي. هذا المقال محاولة بسيطة لتوصيل رسالة تعبر عن واقع يلامس الكثيرين، وهي رسالة أوجهها من خلالكم، ومن خلال هذا المنبر، إلى معالي وزير التربية؛ نتمنى أن يصل صوتنا ويجد آذاناً صاغية لإيجاد العلاج اللازم، وتحسين بيئة الامتحانات، وتوفير الأدوات المناسبة لطلابنا الأعزاء، لضمان سير العملية التعليمية بكل سلاسة وعدالة.
المتقاعد العسكري نضال أنور المجالي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
29-06-2025 09:28 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |