حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,24 يونيو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4648

د أجمل الطويقات يكتب: المدرسةُ الصيفيّةُ .. فسحةُ ضوءٍ في فضاءِ العُطلةِ

د أجمل الطويقات يكتب: المدرسةُ الصيفيّةُ .. فسحةُ ضوءٍ في فضاءِ العُطلةِ

د أجمل الطويقات يكتب: المدرسةُ الصيفيّةُ ..  فسحةُ ضوءٍ في فضاءِ العُطلةِ

23-06-2025 08:34 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. أجمل طويقات
أطلقتْ وزارةُ التربيةِ والتعليمِ، صباحَ يومِ الأحدِ، الموافقِ الثاني والعشرينَ من حزيران لعامِ 2025، فعالياتِ المدرسةِ الصيفيّةِ، التي تمتدُّ لأربعةِ أسابيع متتاليةٍ، وتحديدًا حتى السابعَ عشرَ من تمّوزَ القادمِ؛ وذلكَ ترجمةً لرؤيةِ معالي وزيرِ التربيةِ والتعليمِ، الراميةِ إلى تحقيقِ أهدافٍ جوهريّةٍ في ميدانِ التربيةِ والتعليمِ.

تحسينُ المهاراتِ الأكاديميّةِ... هدفٌ محوريٌّ

تتمثّلُ الغايةُ الأولى والمحوريّةُ من المدرسةِ الصيفيّةِ في تحسينِ قدراتِ الطلبةِ الأكاديميّةِ في الموادِّ الأساسيّةِ: اللغةِ العربيّةِ، اللغةِ الإنجليزيّةِ، والرياضياتِ، وذلكَ من خلالِ خُططٍ تدريسيّةٍ فاعلةٍ، وأساليبَ تعليميّةٍ حديثةٍ، تُراعي الفُروقَ الفرديّةَ بين الطلبةِ، وتسعى لردمِ فجواتِ الضعفِ، وتعزيزِ عناصرِ التمكُّنِ الأكاديميِّ.

وتأتي المدرسةُ الصيفيّة مخصّصةً لطلبةِ الصفوفِ من الرابعِ حتى العاشرِ الأساسيِّ، إذ تُوفِّرُ لهم بيئةً تربويّةً تفاعليّةً آمنةً، جاذبةً، ومُثريةً، تُنيرُ عطلتَهم الصيفيّةَ بالمعرفةِ والمتعةِ معًا، وتجمعُ بين دفءِ التعلُّمِ وبهجةِ الاكتشافِ.

ولأنَّ العِلمَ لا يُحبُّ الجمودَ، فقد زُيِّنَ هذا البرنامجُ بالتنوع الذي يفسح المجال للأنشطة الإثرائية متنوعة فنِّية ورياضية، لا تقتصرُ على الحركةِ والرسمِ فحسب، بل تتّسعُ لتشملَ موضوعاتٍ إثرائيّةً، وأنشطةً ومسابقاتٍ ثقافيّةً شيّقةً، تُسهمُ في توسيعِ آفاقِ الطلبةِ، وتُنمّي فيهم حَسَّ التذوُّقِ، وروحَ المشاركةِ، وحُبَّ التحدّي.

صيفٌ يزرعُ القِيَمَ ويُنبتُ الشخصيّةَ

ولأنَّ التربيةَ ليستْ حصرًا على المعارفِ، فإنّ المدرسةَ الصيفيّةَ تسعى كذلكَ إلى تنميةِ القِيَمِ والعملِ التطوّعيِّ، حيثُ يتضمّنُ البرنامجُ سلسلةً من المبادراتِ البيئيّةِ المهمّةِ، وفي مقدّمتِها زراعةُ الأشجارِ المناسبةِ لطبيعةِ كلِّ منطقةٍ، مع تدريبِ الطلبةِ على رعايةِ المزروعِ واستدامتِه، في خطوةٍ تتعدّى الغرسَ الفيزيائيَّ إلى غرسِ القِيَمِ ذاتِها: الاعتناءِ، الالتزامِ، والوعيِ بالبيئةِ المُحيطةِ.

كما يُنفَّذُ عددٌ من الأنشطةِ الهادفةِ التي تجمعُ بين الجديّةِ والتشويقِ، وترتكزُ على التفاعلِ الجماعيِّ، واستثارةِ الإبداعِ، وتفعيلِ مهاراتِ التعبيرِ والقيادةِ والتفكيرِ الناقدِ، فتغدو الأيّامُ الصيفيّةُ ورشةَ بناءٍ حقيقيّةٍ لشخصيّةِ الطالبِ بكلِّ أبعادِها.

وتهدفُ المدرسةُ الصيفيّةُ إلى صَقلِ شخصيّةِ الطلبةِ، وغرسِ قِيَمِ الانتماءِ للمدرسةِ والوطنِ، وتنميةِ روحِ العطاءِ والمسؤوليّةِ والعملِ الجماعيِّ، مع تهيئةِ الطلبةِ لاكتسابِ مهاراتِ التواصلِ، وبناءِ علاقاتٍ وُديّةٍ مع أقرانِهم، في مناخٍ يسودُهُ الاحترامُ والتفاعلُ الإيجابيُّ.

المعلّمون... نُبلُ الرّسالةِ وحُسنُ الغِراسِ

وانطلاقًا من إيمانِ الوزارةِ بأنَّ المعلّمَ هو حجرُ الأساسِ في نجاحِ التجربةِ التربويّةِ، فقد تمّ اختيارُ نُخبةٍ من المعلّمينَ ذوي الكفاءةِ والخبرةِ والتخصُّصِ، ممّن يمتلكونَ القُدرةَ على توصيلِ المعلومةِ بلُغةٍ حيّةٍ، تُحاكي روحَ الطالبِ، وتوقظُ فيهِ الشغفَ بالمعرفةِ.

وقد اعتمدتِ الوزارةُ أساليبَ تدريسٍ حديثةٍ مُحفّزةً، تبتعدُ عن التلقينِ الرتيبِ، وتعتمدُ على التحفيزِ، والتشاركيّةِ، واللعبِ المُوجَّهِ، فتجعلُ من الصفِّ ساحةَ حوارٍ لا تلقينَ، ومجالًا للتفكيرِ لا التكرارِ.

في كلِّ مديريّةٍ... حكايةُ صيفٍ تُروى

تُنفَّذُ المدرسةُ الصيفيّةُ في جميعِ مديرياتِ التربيةِ والتعليمِ وعددُها (42) مديريّةً، بواقعِ مدرستينِ في كلِّ مديريّةٍ: واحدةٍ للذّكورِ، وأخرى للإناثِ، تحملُ بين جنباتِها رؤيةً تربويّةً تدمجُ بين الإفادةِ والمتعةِ، وبين النظامِ والإبداعِ، في تجربةٍ يوميّةٍ ثريّةٍ تُلامسُ حاجاتِ الطلبةِ، وتنهلُ من اهتماماتِهم.

وقد تمّ تصميمُ البرنامجِ بأسلوبٍ يُراعي الخصائصَ النمائيّةَ للطلبةِ، فيُعيدُ توجيهَ طاقاتهم الحركيّةِ والفكريّةِ نحوَ ما هو مُفيدٌ ومُمتعٌ، ويُبعدُهم عن الفراغِ والتأثيراتِ السلبيّةِ المُحيطةِ، ويزرعُ فيهم عاداتٍ إيجابيّةً تبقى بعدَ انتهاءِ البرنامجِ، وتَنمو معهم عامًا بعد عامٍ.

من فسحةِ الصيفِ إلى فسحةِ الأملِ

ها هي وزارةُ التربيةِ والتعليمِ تُعيدُ تعريفَ العطلةِ الصيفيّةِ، وتحوِّلُها من وقتٍ هاربٍ إلى مساحةٍ ناضجةٍ من البناءِ والتكوينِ، لتمنحَ أبناءَها الطلبةَ ما يستحقّونَهُ من عنايةٍ تربويّةٍ شاملةٍ، وتُعيدَ للمدرسةِ بريقَها كمنارةٍ لا تنطفئُ بانتهاءِ الدوامِ الرسميِّ.

فالمدرسةُ الصيفيّةُ ليستْ حدثًا عابرًا في روزنامةِ الوزارةِ، بل هي موسمُ غِرسٍ عميقٍ في التُّربةِ الوطنيّةِ، واستثمارٌ في جيلٍ جديدٍ، نَحلمُ بأن يحملَ الرّايةَ عِلمًا، ويُسقيَ الغِرسَ التربويَّ بالعَزمِ، والانتماءِ إلى المدرسة ثم الوطن.







وسوم: #الثاني




طباعة
  • المشاهدات: 4648
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
23-06-2025 08:34 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم