18-06-2025 02:15 PM
بقلم : الدكتور فارس العمارات
نحن في زمن الغطرسة من كل جانب ،لم يبقى سوى الاردن ،بالرغم انه بحجم بعض الورد الا انه شوكة ،فالكل تكالب على الإنسانية، فيما بقي صوت الاردن هادرا مدويا من أجلها ومن اجل حياة البشر، بغض النظر عن العرق او اللغة .انه زمن اللاخحل الذي اصبح يسود كل شي ،فمن ماتت مرؤته،كيف نُسقيه ماء الحياة بدون ذلة.
الأردن في وسط إقليم مُلتهب ، وكان ريح الغطرسة تأخذ في طريقها كل شي ، لا معاول في زمن الصمت عن الحق تتمكن من دحر تلك الغطرسة التي بدأت قبل اكثر من مائة عام ، حينما جثم بلفور وغيره من معتصبي الحقوق على ارضي ليست من حق المحتل ان ينتفع بها او يستحوذ عليها ، وكل ما كان يجري من انتهاكات لحق الانسان في وطنه كانت تجري تحت شمس المنادة بحق الانسان في عالم تلاشى الخجل فيه وبشكل لا رجعة فيه ، امام وأعُين ما يُسمى بحقوق الانسان ، فلم يكن العام 1948 وما قبله وما بعده سوى ويلات جرها ذلك الحق الضائع بين أدوات الحروب والفتك فيها ضد حق الانسان في وطنه ، ولم يكن القانون الدولي الإنساني سوى شماعة يُعلق عليها الضُعفاء امنياتهم ، ويلتحفون موادها وفقراتها علها تواري ما تبقى من الإنسانية التي لم تعد موجودة في هذا العالم الذي نُزعت منه الانسانية ودُس في جسدها الغطرسة والنيل من كل نفس بشرية تُنادي بالحرية .
نعم انه عالم بلا خجل صدع رؤوسنا بكل ما فيه من هراء وكذب لا يمت لأول حرف في الحقيقة بصلة وفي الوقت نفسة لم يصمت الأردن وبكل ما فيه من أدوات ، من ان يصدح مُناديا بحق كل ذي حقه بحقه وان تكون الإنسانية التي وجدت هي شعار لكل من في الكون من مكونات ، لا ان تذبح على ناصية القوانين التي لم توجد الا ان تكون ذريعة للنيل من الانسان ومن كرامة وحقه في العيش بسلام ، فكم من مؤتمرات سيرت ركابها هنا وهناك بدون أي نتائج ، وبنيت أركانها على غير مسوغ نابع من حق الانسان في الحياة والعيش بكرامة ، ولم تجدي نفعا ولا تقي الانسان من شر الدمار والحروب والقتل بدون حق او مسوغ الهي .
الأردن هذا الوطن لم يكن يوما من الأيام سوى مؤئلا للاحرار وارض لمن فقد العدالة والامن والحرية ، ولم يكن سوى ناصر للحق والضعفاء ، ومد يديه لكل حر وشريف في هذا الكون من اجل ان تكون العدالة هي السوط والسيف على رقاب البشر ، وان تكون الحقوق منحة وليست محنة ، وان تكون الحرية سبيل للوصول الى مستقبل يتطلع اليه كل انسان ليكون شريكا فيه من اجل ان يعيش الجميع تحت سماء واحدة وعلى ارض واحدة ، لا ينازعهم شي سوى المنافسة في عمارة الأرض ، وان يكونوا خلفاء فيها ، لا ختلفين ، ول سافكين لدماء او معتصبين لحق من حقوق شرعها الله لكل عبد خلقه على هذه الأرض .
سيبقى الأردن مناديا للحرية والحياة المُثلى ، لكل انسان بعيدا عن العرق والدين واللغة واللون ، شريعة في ذلك ان الإنسانية جمعا هي هدف سام ، لن تحيد عنه ، رافعة شعلة المناصرة لكل حق وصاحب حق ، لن يثنيها عن ذلك أي متغطرس او عديم إنسانية ، او فاقد للخجل ، حاديها في ذلك الشريعة الغراء ، النابع منها العدالة والتسامح والوسطية ، من مبدأ انا جعلناكم امة وسطا .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
18-06-2025 02:15 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |