حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,18 يونيو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 16643

سيف الدين الحليق يكتب: الأردن بين النيران: عقيدة وطن لا يتنازل

سيف الدين الحليق يكتب: الأردن بين النيران: عقيدة وطن لا يتنازل

سيف الدين الحليق يكتب: الأردن بين النيران: عقيدة وطن لا يتنازل

16-06-2025 09:40 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : سيف الدين مهند الحليق
تعيش المنطقة اليوم على صفيحٍ ساخن، إذ يُنذر التصعيد المتواصل بين إيران وإسرائيل باندلاع نزاع إقليمي واسع، تتشابك
ا
في خضمّ هذ
.
ب ثمن الخلافات
وتتنازع فيه القوى الإقليمية والدولية على النفوذ، بينما تدفع الشعو
فيه الجغرافيا مع المصالح،
المشهد المتقلّب، يبرز الأردن كحالة فريدة: دولة صغيرة بحجمها الجغرافي، كبيرة بثباتها السياسي، تتحر ّ ك على خيط رفيع
ادتها.ليس من السهل أن تحافظ على استقرارك في زمن الفوضى، لكن
بين النيران، لكنها لا تفقد توازنها ولا تتخلى عن سي
الأردن، بقيادته الهاشمية، نجح في ترسيخ مبدأ الدولة ذات القرار السيادي، والتي لا تسمح بأن تُستخدم ساحة لتصفية
الإيراني الإسرائيلي شأناً الحسابات أو مسرحاً لصراعات خارجية
.بين التصعيد والتوازن: عقيدة أمنية واضحةلم يعد الصراع
غير أن الرد الأردني
.
بعيداً، بل بات يطل برأسه على حدود الأردن، عبر اختراقات جوية متكررة ومخاطر عسكرية محتملة
هذه
.
لم يكن يوماً مجرد بيانات، بل أفعال حاسمة: أي تهديد يخترق الأجواء يُسقط فوراً، بغض النظر عن الجهة التي أرسلته
القوات
.
سة ردع فقط، بل تعبير عن عقيدة أمنية راسخة، ترى في حماية السيادة خطاً أحمر لا يُمكن تجاوزه
ليست سيا
الأردن، عبر
المسلحة الأردنية، بخبرتها واحترافيتها، لا تتحرك بانفعال، لكنها جاهزة دوماً للتعامل مع الأخطار بحزم ووعي.
. وبينما تتجه
ندة، بل صانعاً لقراره، مدركاً لحدود دوره، لكنه متمسك بثوابته
تاريخه، لم يكن تابعاً لمحور، ولا رهينة لأج
بعض الدول إلى الانحياز الكامل أو التصعيد الإعلامي، يختار الأردن طريق الحياد المسؤول، الذي لا يعني الصمت، بل يعني
ينبع من الخوف، بل من وعي استراتيجي
الرفض الواضح لكل عدوان، والممانعة لكل محاولة توريط.فالموقف الأردني لا
.رغم اشتعال
يتقن قراءة المشهد، ويرفض أن يكون طرفاً في صراع لا يخدم مصلحة الوطن، ولا يُعزز استقرار المنطقة
الملفات الإقليمية، لم تغب القضية الفلسطينية عن العقل السياسي الأردني. فالدفاع عن القدس، وحماية المقدسات الإسلامية
المسيحية، ومساندة الشعب الفلسطيني، ليست مجرد مواقف دبلوماسية، بل التزام تاريخي، تتولاه القيادة الهاشمية بوصفها
و
وصياً شرعياً وأخلاقياً.وفي كل المحافل الدولية، كان صوت الأردن ثابتاً: لا سلام دون عدالة، ولا استقرار دون إنهاء
نيين في دولتهم المستقلة.من يشكك في حيادية الأردن أو يتهمه بالتقصير، إنما يفتقد لفهم
الاحتلال، ولا تسوية دون حق الفلسطي
طبيعة التحديات وتعقيد الموقف. فالأردن لا يبحث عن استعراض، بل عن سلام يحفظ الكرامة. وكل من يحاول زعزعة الثقة
، أو جاهل بحقائق التاريخ والجغرافيا.الأردن، بقيادته وجيشه
بالقيادة أو بوحدة الجبهة الداخلية، إمّا أنه أسير لمؤامرات خارجية
وشعبه، صخرة صلبة في وجه الفوضى. وهو اليوم، كما كان دوماً، لا يُهادن في أمنه، ولا يساوم على قراره، ولا يفتح حدوده
ن، ومصدر ثقة في محيط
في زمن تائه، تتكاثر فيه الشعارات وتضيع فيه المبادئ، يظلّ الأردن قلعة للاتزا
لأي عدوان.
. إنه
. لا يطلب الصراع، لكنه مستعد لمواجهته إن فُرض عليه
مضطرب. إنه لا يؤيد الحرب، لكنه لا يقبل أن تُفرض عليه
الوطن الذي لا يبحث عن الأضواء، بل عن حلول تحفظ الكرامة، وتعزز السيادة، وتجنّب الشعوب ويلات الحروب. وبينما
نقسام من حوله، يبقى صوت الأردن هو صوت الحكمة، والعقل، والكرامة العربية. في وجه
ترتفع أصوات الغضب والا
العاصفة، يثبت الأردن أنه ليس فقط دولة، بل موقف. وفي زمن الضياع، يبقى بوصلتنا إلى الاستقرار. لكن السؤال الجوهري
ا؟الذي يطرح نفسه اليوم: من سيصمد معنا حين نقرر أن نصمد من أجل أنفسنا








طباعة
  • المشاهدات: 16643
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
16-06-2025 09:40 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم