حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,31 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 7665

الوريدات يكتب: بِدَعٌ في الفرح والتّرح!

الوريدات يكتب: بِدَعٌ في الفرح والتّرح!

الوريدات يكتب: بِدَعٌ في الفرح والتّرح!

28-05-2025 11:04 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أيمن عبد الحميد الوريدات
إنّ الإنسان اجتماعيّ بطبعه؛ يُشارك الناس أفراحهم وأتراحهم ومناساباتهم ويرغب أن يُشاركوه، ولا يستطيع الإنسان الطبيعي أن يعيش بمعزلٍ عن الآخرين، ولهذا فإنّنا نُعلنُ عن حالات الفرح والترح بشتّى الوسائل، كُنا نوزّع بطاقات الدعوة للأفراد فردًا فردًا ونتأكّد بأنّها وصلت، وكذلك كُنّا نعلن عن الأحزان بشـتّى الوسائل، وصرنا نُعلن عن هذه وتلك عبر وسائل الاتصال المُختلفة المتنوّعة في عصرنا هذا، ومُتصفّح صفحات الوسائل الاجتماعيّة يراها تعجّ بهذه الدعوات وهذه الإعلانات، فهذا يُعلن عن موعد الفرح أكانَ عرسا أو تخرّجا أو افتتاح مشروع، وذاك ينعى عزيزا أو صديقا أو يطلب الدعاء لمريض أنهكَه المرض، أو يُعلن عن مُصيبة أصابت فلان أو علّان، وكلّ هذا طبيعيّ لا عيب فيه، إلّا أنّ المبالغة والتكلّف والغلو في مصاريف وتكاليف هذه الأفراح هي المرفوضة؛ مرفوضة لأنّها مُكلفة ومُنهكة لميزانية الأفراد والأسر، فكيف هذا؟!
في السنوات الأخيرة صرنا نرى مبالغة في حفلات الأعراس ابتداءً من الجاهة؛ فنبدأ بتحديد مَن الطالب المُتحدّث وما صفته واعتباره ومن الذي سيردّ عليه، ونزيد في أعداد المدعوّين مباهاة ومفاخرة، وفي عدد السيارات التي ستنطلق مع الجاهة، والتي ستعطّل حركة السير بالتأكيد، ونبالغ في التصوير والحلويات والمشروبات التي ستوزّع، ثمّ حين نصل إلى البدء بتجهيزات العرس نرى مبالغات أخرى، وفي حفلة الحناء ظهرت الكثير من البِدع الاجتماعية المُرهقة، ثمّ الحمّام التركي وحفلات الشباب وسهرات الشابات، كلّ هذا والكلّ يستنكر ما يحدث أسواء من أهل العريس أو العروس أو المعارف ولكن دون تراجع أو تنازل، الكلّ يعترف بالخطأ ولكن لا أحدَ يُوقفه!
وفي حفلّات التخرّج تظهر فنونٌ تبذيريّة أخرى، فقد ظهرت حفلات ما بعدَ مُناقشة مشروع التخرّج، فترى المُتخرج أو المُتخرّجة يحشد الأصدقاء أمام الجامعة فتبدأ الاحتفالات والخريج أو الخريجة ما زالا على مقاعد الدراسة أمامَ كلّ منهما فصلٌ على التخرّج، ناهيكَ عن جلسات التصوير للخريج والخريجة. أحد معارفي أخبرني بأنّ ابن عمّه أقام حفلا بمناسبة مناقشة مشروع التخرّج كلّفه مبلغا وقدره، مع العلم بأنّ أباه غير قادر على إتمام رسوم الجامعة لابنه! وفي هذا السياق دخلت على الخطّ حفلات خريجي طلاب الروضة والصف الأوّل وما بعدهما، كلّ هذا والمواطن يشكو من ضيق اليد، فالمطلوب إقامة حفلة والمطلوب منك كقريب أو جار أو صديق تقديم هدية.
أمّا في الأتراح – حفظنا الله وإيّاكم- فحدّث ولا حرج، فقد طرأتْ أمور كثيرة في تكاليفها، ونحنُ المواطنين لا نجدُ عذرًا لأحد بل نزيدُ في اللّوم وفي العتاب على مَن نشعر بأنّه قصّر في بيت عزاء، فصار المطلوب بالإضافة إلى مكان العزاء وما كُنّا نعهده من قهوة سادة فقط، صار الماء والتمر وأحيانا الكنافة حاضرة بقوّة، وفي أيام العزاء صار العشاء عادةً لا يُستغنى عنها، ويا ليتَهم يُطبّقون حديث :" اصنعوا لآل جعفر طعامًا فإنه جاء ما يشغلهم" بل إنّ أهل الميت صاروا هُم من يصنعون الطعام ليحفظوا أنفسهم من كلام الناس!
والشيء بالشيء يُذكر فقد قرأت قبل فترة على إحدى صفحات المُدن امرأة كتبت: "ساعدوني بكراتين ماء وتمر، أخي مات ولا نملك شيئًا نقدّمه للناس"
أليست هذه الحالات وسواها مبالغة وغُلوا وتكلّفا في أفراحنا وأتراحنا؟ ألسنا ننتقدها ونرجو التخفيف فيها؟ فمَن يُعلّق الجرس؟
ربّما يقول قائل هناك مبادرات اجتماعيّة كثيرة انطلقت في وطننا الحبيب وكان هدفها وضع حدّ لهذه المبالغات، نعم صحيح، ولكنّ هذه المبادرات تنطلق ويبدأ العمل بها وبعد أشهر قلائل تُنسى وتُصبح حبرًا على ورق.
الحال الماديّة لأغلب المواطنين ليست بخير، والبقاء على هذه التصرّفات بل واختراع الجديد يُنهك ميزانية المواطن وجيبه، فَمِن أينَ نبدأ؟ وكيفَ نتخلّصُ قبل ظهور المزيد؟!











طباعة
  • المشاهدات: 7665
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
28-05-2025 11:04 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم