حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,26 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 5324

رهام الخزاعلة تكتب : في عيد الاستقلال .. حين يصبح الانتماء درعاً لا يخترق

رهام الخزاعلة تكتب : في عيد الاستقلال .. حين يصبح الانتماء درعاً لا يخترق

 رهام الخزاعلة تكتب : في عيد الاستقلال ..  حين يصبح الانتماء درعاً لا يخترق

24-05-2025 06:33 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : رهام الخزاعلة

عيد الاستقلال ليس مجرد تاريخ يمرّ في روزنامة الأحداث، ولا مناسبة تحتفي بها الشعوب لتذكر تأسيس دولة أو نيل حرية، بل هو معبر روحاني وتاريخي يعكس علاقة الأردنيين بوطنهم، وامتدادهم لجذور ضاربة في عمق الأرض، وقصتهم مع الحياة التي اختاروا أن تبقى مستقلة رغم كل العواصف.

في كل عام، ونحن نحتفل بعيد الاستقلال، نجد أن لهذا اليوم أبعاداً تتجاوز الفرح والاحتفال التقليدي، إذ يتماهى مع لحظة مصيرية تعكس كيف يتجدد الانتماء الوطني وسط مشاهد متغيرة، ووسط موجات متصاعدة من التشكيك والاتهام التي تطاول الأردن وهويته، من داخله ومن خارجه.

هذا التشكيك لم يكن وليد اليوم، لكنه صار أكثر حدة ووضوحاً، خاصة في ظل ظروف إقليمية ودولية معقدة، وأحياناً بسبب ضغوط اقتصادية واجتماعية، تستهدف النيل من ثقة الأردنيين بوطنهم وبقيمته، ومن المؤسف أن نرى بين أبناء هذا الوطن من ينساق وراء هذه الأصوات، ناسين أو متناسين ما قدمه الأردن عبر عقود من الصمود والوفاء لقضاياه الكبرى.


عيد الاستقلال هو إذن، تذكير بأن الانتماء للوطن ليس شعارات تُقال، بل أفعال تُثبت. إنه عهد متجدد بين الأردنيين وأرضهم، تعهد يحملونه على أكتافهم، بأن يبنوا ويحافظوا على دولتهم، وأن يحرسوا هويتهم التي لم تكن يوماً سلعة تُباع أو تُشترى.

في هذا اليوم، يلتقي الأردنيون خلف رمز واحد، خلف راية لا تُشترى، يحملون في قلوبهم رسالة واضحة، مفادها: “هذا وطننا، وهذه هويتنا، ولن نسمح لأحد أن يشكك بها أو يخذلها”. إنها رسالة قوية تحمل في طياتها الإصرار على أن الأردن سيبقى منارة للكرامة والعدل والإنسانية في منطقتنا.

وكلما اشتدّت المحن، وأصبحت التحديات أكثر، تجد الأردنيين أكثر تماسكا، أكثر إصراراً على الحفاظ على وطنهم، وعلى بناء مستقبلٍ أفضل لأبنائهم. فهم يدركون أن الاستقلال لا يعني فقط التحرر من الاستعمار، بل يعني أيضاً الاستقلال عن الضعف والخذلان، واستقلال القرار الوطني السيادي، واستقلال الهوية والكرامة.

وما يجعل عيد الاستقلال محطة لا تنسى هو أن الأردنيين اليوم، أكثر من أي وقت مضى، يجددون ثقتهم بقيادتهم الهاشمية التي حملت على عاتقها عبء الحفاظ على الدولة ومكتسباتها، وضمان استمراريتها رغم كل الصعوبات، ليبقى الأردن بلد الاستقرار والسلام في منطقة مضطربة.

وفي خضم كل هذا، يظل الأردنيون حاملين رسالة الوطن، متسلحين بحب الأرض والانتماء، مؤمنين أن هذا البلد هو وطنهم الوحيد، وأن استقراره وازدهاره هو استقرارهم وازدهارهم، لأنّ الأرض ليست مجرد مكان، بل هي حياة وكرامة وهويّة.









طباعة
  • المشاهدات: 5324
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
24-05-2025 06:33 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم