حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,23 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 8190

نور الدويري تكتب: الحرب الإعلامية وصمود الأردن

نور الدويري تكتب: الحرب الإعلامية وصمود الأردن

نور الدويري تكتب: الحرب الإعلامية وصمود الأردن

21-05-2025 04:13 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : نور الدويري
توقفت منذ فترة في الكتابة في الشأن السياسي لاحباط عام من كم المغالطات والاتهامات، فلم اعد أرى جدوى في الكتابة إذ لا يتفاعل احد مع ما يكتب ايجابيا او متوازنا، فالكل يبحث عن اثارة الجدل والضجة وامتلأت الساحة بالتباينات والألوان حتى وجدت في الصمت ملاذا لإعادة التقييم، وعدت اليوم من واجب مسؤولية ذاتية لسببين لنفض غبار الكائدين عن كتفي الأردني النظيف، والثاني لأن العقل الأردني والعربي يحتاج من يكتب مقالات بنمط استقصائي لإيماني ان أدوات الإعلام في عصر الرقمنة تحتاج تجويدا لا محاله، إلى أن قرأت خبرا بتصدر التفاعل مع فيديو للمساعدات الصينية لغزة الذي أخذ صدى واسعا لدى الناس فما حقيقة هذه المساعدات؟ ولماذا؟ .

لم انشر يوما خبرا او مقالا الا بعد أن اتأكد من جمع المعلومات حوله فلست من هواة كتابة الفزعة مهما كانت نتائجها في عقل الدولة، فأنا من كتاب العقل العميق لأجل الدولة، فالدولة الأردنية بمكوناتها كلها لا تحتاج (هزيعة) لنسجل نقاطا ترحيبية في ملفنا عبثا بل إلى صوت هصور حقيقي مؤثر يحقق هدفا صائبا للوطن.

اولا : حقيقة المساعدات الصينية

ان الفيديو المتداول بين الناس هو فيديو مزيف وهو يعود لتدريب جوي بين مصر والصين أواخر الشهر الماضي وان باقي الفيديو الذي يظهر سقوط المساعدات الصينيه المزعومة للغزة هو مشاهد من سقوط المساعدات الأردنية الهاشمية لغزة، أي ان الفيديو المتداول ليس فقط مزيفا بل يخفي حقائقا مهمه وينشر اخبارا مضلله كذلك.

ثانيا : نكران الدور الأردني

ان استمرار نكران الدور الأردني هو لعبة إعلامية ممنهجة تؤثر في العقل الواعي واللاواعي للاردني اولا وللعربي ثانيا إذ أصبحت العديد من المواقع والقنوات كتابا مقدسا للكثيرين نظرا لغياب الأداة الإعلامية الأردنية الذكية لتدحض هذه الأخبار السلبية إتجاه الأردن ودوره السياسي والانساني ليسهل متابعة او تصديق فيديوهات مزيفة ويصعب تصديق الدور الأردني، الذي يكاد يعتبر الأوحد في الثبات على مواقفه اتجاه غزة والقضية الفلسطنين، ومن جهة أخرى الأكثر امدادا وتحديا في تحقيق تحدي إرسال المساعدات لغزة.

ثالثا : من ينكر دورنا؟

كإعلامية و صحفية أردنية تفضل أدوات الاستقصاء أدرك من هم اعدائنا تماما رغم ان هنالك تحديا كبيرا في مفهوم العمل الإعلامي والصحفي في الوطن العربي كله وليس فقط في الأردن مما منح خوارج الإعلام والاجندات الخارجية قدرة على استأسد المشهد وإدارته، سواء داخل البلاد او في اي دولة عربية وربما أجنبية أخرى، نظرا لتعقد الظروف الإقليمية عموما، وتجاذب المصالح مع او ضد بعضها البعض، وفي حالة الأردن تكثر التشكيكات التي نصبتها روايات سياسة قديمة تجذرت بدون ان تجد مخلصا روائيا سياسيا متوازنا يُقبل عربيا لرفع هذه الرواية عنا ليصدير الرواية الحقيقة، فمثلا تظل حماس تنكر الدور الأردني ويظل الاخوان يصدرون رواية كاذبة عنا لخلافاتهم العميقة مع الأردن وهنا يأتي دورنا الصحفي المؤثر الذي سجلت فيه ألف عتاب مسبقا كلما حاولت طرح خطة أزمات إعلامية، وإعادة تجويد ادواتنا الإعلامية بضرورة تصدير رواية للخارج قبل الداخل، ولست في هذا المحل الان لإعادة طرحه لكننا أمام منهجية نكران دورنا واستمرار تصدير الرواية الكاذبة عنا.

رابعا : اكذوبة المساعدات الصينية VS صدق المساعدات الأردنية

بالإشارة إلى سبق لا يعيش الأردن أولى تجاربه التشكيكيه في مواقفه، لكن واجبنا الواعي والمسؤول اليوم ان نخاطب الخارج قبل الداخل كل من منبره ان نكتب لاستثارة مشاعر العقل الجمعي العربي والدولي بمعلومات حقيقية اولا، ثم باستخدام ادوات رقمية وذكية متوازنة تنفض غبار اتهامات نجسه، مثل خبر كذبة اسقاط مساعدات صينية لغزة وتكثيف النشر بإتجاه صدق نشر المساعدات الأردنية إذ اننا نجيد الدفاع لأنفسنا أمام أنفسنا ولا نجيد المواجهة لدفاع أمام الغير إعلاميا وهنا مربط الفرس في كيفية تصدير رواية او سردية اردنية حقيقية.

ختاما كالعادة قد لا يلقى مقالي تفاعلا كبيرا على منصات التواصل الإجتماعي نظرا لعدم حمله لغة جدلية او سلبية تطرب الاذان التي تميل لسماع هذا الخطاب ولكن واجبنا الصحفي المسؤول ان نعود للواجهة مجددا لنعيد صياغة المشهد مجددا ونؤكد ان رغم اختلافات او تباينات العلاقات العربية كلها يبقى الأردن ملتزما بسياسة التوازن وضبط الانفعال وجمالية دعم الخطاب الإيجابي العربي في عصر ذكي انتشرت فيه أدوات سامة لتضرب دواخل العواصم العربية وتضرب العواصم ببعضها وان هذا الدور لا يعني ان نصدر رواية صادقة من قلب عمان للعالم فقط بل لنؤكد ان الرواية الحقيقة يجب أن تتصدر الواجهة مجددا ويجب أن تعود لتصبح مسموعة .

إذ ان الأردن لا يقارن دوره السياسي والانساني مع أي دور عربي أو دولي بالمطلق ليس لانه منزهه إنما لانه الاثبت والمقصود بالاثبت اننا نرتبط بالقضية الفلسطنية ليس بمحور الجيرة والنسب والتاريخ فقط بل لاننا لا نغالي بمواقفنا الراسخة التي بقيت صامدة رغم تبدلات الظروف والتي لم تنحتها مصلحة ولن يغيرها خلاف، بل لأننا وضعنا علنا موقفا، ومضينا قدما لأجل لإحقاق الحق فالحق نور مهما ظلمت الأيام .











طباعة
  • المشاهدات: 8190
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
21-05-2025 04:13 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم