06-05-2025 08:45 AM
بقلم : د.محمود هارون النعيمات
ما بين عمر الخامسة والعشرين والخامسة والثلاثين، يعيش الإنسان تحوّلات عميقة قد لا تُرى من الخارج، لكنها تزلزل كيانه من الداخل. هي مرحلة تتكشّف فيها حقائق الحياة، ويبدأ فيها الشعور الحقيقي بثقل المسؤولية، ويخبو بريق الأحلام الطفولية التي لم تعد واقعية كما كانت.
في هذه المرحلة، يدرك المرء أن النجاح لا يأتي بالسهولة التي تخيّلها، وأن العلاقات تتطلب مجهودًا للحفاظ عليها، وأنّ الحياة لا تُكافئ الحالمين بقدر ما تُكافئ المثابرين الصابرين.
يبدأ البعض في بناء أسرهم، ويخوضون تجربة الزواج وتربية الأبناء، بينما يعيش آخرون صراعًا داخليًا بين الطموح والواقع، وبين ما أرادوا أن يكونوا عليه وما أصبحوا عليه فعلًا. وتلك الفجوة النفسية قد تولّد مشاعر قاسية من الإحباط أو الفقد أو التشتّت.
لكن رغم كل هذا، فإن هذه المرحلة هي فرصة ذهبية لإعادة التشكيل، لإعادة تعريف الذات، وتصحيح المسار. إنها لحظة مناسبة، لتقوية الإرادة، والابتعاد عن المشتتات التي تسرق العمر دون فائدة.
هي سنوات قد تكون الأثقل، لكنها الأكثر تأثيرًا في بناء ما تبقّى من الحياة. فليحسن المرء اختيار طريقه، وليُحطّ نفسه بأصحاب الخير، وليجعل برّ والديه زادًا في طريقٍ قد يطول، لكنه إن استقام فيه، استقرت نفسه وسعد قلبه.
د.محمود هارون النعيمات
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
06-05-2025 08:45 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |