بقلم : الدكتور خليل المناصير
التصوير الراداري وانظمة التنبؤ التحذيرية كفيلة بالكشف المبكر عن الخلل قبل حدوث الانهيارات: من جبل الجوفة الى طريق عمان/اربد لما الانتظار لحين حدوث الكارثة.

تعتير الانهيارات الارضية ضاهرة غير جديدة في جميع انحاء العالم ولكن تختلف الدول في كيفية التعامل معها والتنبؤ بها لتفادي حدوث كوراث لا تحمد عقباها. وتفتقر دول العالم الثالث الى كيفية التنبؤ المبكر للانهيارات مما ينتج عنه اضرار مادية ومعنوية.

ومن ناحية اخرى يعتبر انهيار المباني في دول العالم الثالث من الكوارث المتكرره وذلك لاسباب معلومة لدى الجميع.

وبغض النظر عن اسباب الانهيارات سواء كانت الارضية او انهيارات المباني فان التنبؤ المبكر لامكانية حدوث الانهيارات ضرورة قصوى ومطلب اساسي لما يخلفه الانهيار من خسائر بالارواح وخسائر مادية .

من الممكن عمل انظمة تنبؤ تحذيرية للكشف المبكر عن الابنية الغير سليمة انشائيا والآيلة للسقوط والكشف عن الاماكن التي يحدث فيها انزلاقات ارضية. ويعتمد نوع النظام المستخدم على عدد المنشأت والمساحة المراد تغطيتها. فالمراقبة منشأة واحدة نحتاج الى نظام يختلف عن النظام الذي نحتاجة لمراقبة عدد كبير من الابنية والاراضي.

وبما ان المملكة تحتوي على اماكن انزلاقات ارضية وعلى سبيل المثال الانزلاق الارضي على طريق اربد/عمان بالاضافة الى ان العاصمة عمان تتواجد فيها ابنية قديمة موزعة على مناطق مختلفة مثل جبل الجوفة فإن افضل طريقة للكشف المبكر عن المباني القابلة للانهيار والانزلاقات الارضية والتنبؤ بمشاكلها قبل حدوث الكارثة هو استخدام صور الاقمار الصناعية وخاصة الصور الرادارية.

وبما ان العناصر الانشائية لاي مبنى (الاعمدة، الجدران، الاسقف، الجسور وغيرها) تعتبر وحدة واحدة ثابته فإن اي تغير في علاقة هذه العناصر الانشائية مع بعضها البعض يمكن كشفه عن طريق استخدام الصور الرادارية وبالتالي امكانية التنبؤ بالعيوب الإنشائية في المباني ان وجدت. وهذا ينطبق على الانزلاقات الارضية حيث يمكن مراقبة حركة وسرعة تحرك منطقة الانزلاق والتنبؤ بحدوث الانزلاق.

وتكمن الفائدة من هذه الصور بقدرتها على تحديد اي تحرك في سطح الارض او اي ازاحة في عناصر البناء المختلفة حتى لو كانت صغيرة جدا (مليمترات) والتي لا يمكن اكتشافها بالكشف الميداني وعليه يمكن تحديد اماكن جميع الانزلاقات الارضية والمباني ذات المشاكل وتمريرها الى الجهات المعنية لاتخاذ الاجراءات اللازمة.

خلال عملي في جامعة نوتنغهام البريطانية قمنا بعمل انظمة للكشف عن العيوب الانشائية للتنبؤ بالمخاطر قبل حدوثها. وكان لهذه الانظمة القدرة على تحديد المنشأت ذات المشاكل ليتم بعد ذلك دراستها من قبل المختصين لايجاد الحلول الهندسية لمعالجتها لتفادي انهيارها. ومن جانب اخر تم عمل انظمة للتنبؤ بالانزلاقات الارضية الناتجة عن الزلازل او اسباب جولوجية اخرى.

وبما ان الاردن تشهد تطورا عمرانيا ملحوظا واصبحنا اليوم نشاهد الابراج المرتفعة والجسور المعلقة والطرق السريعة المار في مناطق انزلاقية فقد اصبح استخدام انظمة التنبؤ التحذيري اللحظية للكشف المبكر عن اي خلل كان سواء انهيار المباني او انزلاقات ارضية او سقوط جسر معلق او انهيار سد مياه وغيرها مطلب ملح للسلامة العامة. وهذا يتطلب من الجهات المختصة إستخدام التقنيات الحديثة من اجل مراقبة هذه المنشأت من اجل التحقق من سلامتها الانشائية وانشاء تقارير السلامة الانشائية.

وعليه فان استخدام مثل هذه الانظمة كفيل بالتنبؤ المبكر لحوادث مشابهه لما حصل في جبل الجوفة وما حصل في من انزلاق ارضي على طريق عمان/اربد وبالتالي اخذ الاحتياطات اللازمة من اجل تقليل الاضرار التي قد تسببها مثل هذه الكوارث.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا