بقلم : عبدالله علي وشاح
خسارة جديدة تضاف على خسائر سمعتنا في التعليم في الخارج، فبعد ايقاف المملكة العربية السعودية الابتعاث لبعض الجامعات الاردنية، وبعد انتشار سمعة بيع شهادات "الايلتس" و "التوفل" ، وكذلك بعد تسريب اسئلة الثانوية العامة، بالإضافة الى تصريحات وزير التربية والتعليم بخصوص تدني مستوى المعلمين، خسرنا الان في امتحان "تيمس".
لمن لا يعرف "تيمس" فهو امتحان دولي تشرف عليه المنظمة الدولية لتقييم التحصيل العلمي، ولا مجال للتشكيك في نتائجه او "برطلة" المشرفين عليه لتسريب الاسئلة، او للفزعة من مدير القاعة لأقربائه ... لذلك فهو يعكس المستوى التعليمي الفعلي والحقيقي للطلبة في المواد العلمية.
وللمطَلع على مخرجات التعليم، لا يحتاج لتعزيز قناعته بانحدار مستوى الطلبة لتقرير "تيمس"، فعندما يكون خريج الثانوية العامة غير قادر على قراءة نص قصير باللغة الانجليزية، او حتى لا يحفظ جدول الضرب، فهذا بالضرورة يعني انعدام ابسط قواعد المعرفة والثقافة لديهم.
"تيمس" ليس نهاية العالم، الا ان له تبعات ستؤثر حتماً علينا في المدى المتوسط والطويل، فسمعة تعليم الموظف الاردني وجودة عمله تجعل له الافضلية في دول الخليج للعمل، على الرغم من منافسة الجنسيات الاخرى ذات الأجور المنخفضة، ومن المعروف بأن المملكة تعتمد بجزء من موازنتها على حوالات المغتربين في الخارج، والبالغ قيمتها ما يقارب 3 مليار دينار، وكذلك الاردن مقصد للسياحة العلاجية، ايضاً يقصدها الكثيرون للتعليم في جامعاتنا، وبالتأكيد سيتأثر هذين القطاعين بشكل كبير عندما لا نكون في المقدمة.
التنمية تبدأ بالعقول، والعقول بحاجة الى منهج تعليمي جيد وصارم لتبدع، والعملية التعليمية لا تقع على عاتق الحكومة وحدها فهي تكاملية بين الحكومة والمجتمع، واساسها التخطيط العلمي والعملي لإنتاج خطة تعليمية واضحة المعالم، وتخصيص الكوادر المؤهلة والمدربة لتنفيذها، ومن هنا يبدأ الاستثمار الحقيقي، لنعود في المقدمة على مستويات عديدة.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا