بقلم :

هناك تشابه قوي بين سلوك النظام العربي وسلوك الشيعة البكائين ... فالشيعة يولولون ويلومون أنفسهم في كل ساعة ندما على خذلانهم للحسين رضي الله عنه ويتوعدون بالثأر لدمه من أحفاد أحفاد ... قاتليه وهو الذي أفضى إلى ربه قبل الف واربعمائة عام ... !!!
وبكاء وحسرة وندم الشيعة يشبه سلوك الأنطمة العربية التي تندفع دائما” لمواقف تتسبب في دمار الامة وإضعافها ... وبعدها بقليل تدخل هذه الأنظمة في نوبة متواصلة من الولولة والحسرة والندم ... !!!

الوطن العربي اليوم في أمس الحاجة لرجال لهم مواقفهم الثابتة ويتمتعون بعقيدة راسخة ورؤية ثاقبة ونوايا صادقة ... ولكن واقع الحال العريي مختلف تماما” ؛ فالنظام العربي الرسمي أهمل ولفترة طويلة ؛ اكبر الدول العربية مساحة” وأكثرها ثروات ؛ وهو السودان ؛ علما” بأنه سلة الوطن العربي المائية والغذائية ، ولكن النظام العربي الرسمي ودوله الغنية بشكل خاص ؛ لم تقدم شيئا” يذكر للسودان أثناء صراعه مع التخلف والفقر ، وخلال حروبه الطويلة والمريرة مع الانفصالين الجنوبيين المدعومين من الغرب والامريكان واليهود ... وبعد اكتمال مشروع تقسيم السودان لامت الأنطمة العربية نفسها وعضت أصابعها حسرة” وندما” على السودان الجديد المقسم والمجزأ ... !!!

والنظام العربي الرسمي وقف وبقوة الى جانب الغرب والامريكان خلال غزوهم الهمجي للعراق العربي في عام 2003 م ، وبعد احتلال الامريكان للعراق العربي وبعد تسليمه لاذناب الصهاينة ولخدم ايران الصفوية الراسمة لعودة سريعة لامبراطوريتها الفارسية الممتدة إلى ساحل المتوسط ووصولا لخليج عدن ... وبعد سقوط العراق العريي لامت الانظمة العربية نفسها بشدة وعضت الاصابع ندما” وحسرة ... !!!

وشاهدنا النظام العربي كيف تردد وظل مرتبكا” وهو يراقب مجموعات الحوثيين الانفصالية وهي تجهز على اليمن ... وانطلقت حرب بقيادة من السعودية على العصابات الحوثية الانفصالية ، ولكن هذه الحرب طال أمدها ومر عليها سنتين كاملتين ولم يتمكن العرب من تحقيق نصر سريع ساحق على العصابات الحوثية ، علما” بأن العرب هم الاكثر عددا وعتادا وعدة ... !!! ، ونحن نعلم بأن الوقت سيكون في صالح الحوثيين وداعميهم الظاهرين والمتخفين ، والدول الإستعمارية الكبرى متشوقة لتجزأة الوطن العربي ولإضعافه ؛ وستقسم اليمن إلى يمنين على الأقل ؛ والدول الاستعمارية تعترف بواقع القوة المفروض على الأرض ؛ إن تماشى هذا الواقع الجديد مع مصالحها ؛ والشيعة أثبتوا ومن خلال التجربة بأنهم الخدام الأوفياء للغرب وللامريكان ، وهذا الذي جرى وشاهده الجميع خلال غزو الناتو الغربي لافغانستان ، وخلال غزو الامريكان والبريطانيبن للعراق ... ؛ وبعد أن يجري تقسيم اليمن سيلوم النظام العربي نفسه ، وسيعض على يديه ندما وحسرة ... !!!

والنظام العربي الرسمي كان سلبيا ومرتبكا وخائفا” امام واقع الثورة السورية ، وترك الساحة شبه خالية للروس وللغرب وللايرانيين ... ووقف منتظرا الاملاءآت الامريكية والغربية والتي ابعدت النظام العربي عن أحداث بلاد الشام ودفعتهم لمشاركتها قصف السنة العرب العراقيين وبما يخدم ايران الصفوية ومليشياتها البربرية وبما يخدم أطماع العصابات الكردية الصهيونية بالانفصال ... وبعد التهجير القسري والتطهير العرقي للعرب السنة ، وبعد الابادات الجماعية المتواصلة للعرب السنة ؛ سيتم تجزأة الدول العربية المحورية وسيتقاسمها الأوغاد فيما بينهم ، وعندها ستأكل قيادات النظام العربي أصابعها من الحسرة والندم ... !!!
عجبا للنظام العربي الرسمي وهو يسمع تصريحات المسئولين الإيرانيين الواضحة بالاستيلاء التام على أربعة عواصم عربية ، ولكنه ظل ملتزما بصمته المريب ، عجبا” للنظام العربي كيف لا يتحرك وبسرعة لنجدة العرب السن من بطش عصابات الحرس الثوري الايراني ومن اجرام وقتل المليشيات الصفوية والكردية والتترية في سوريا والعراق ... !!!

ولكنه السيناريو العربي الرسمي الذي خبرناه وشاهدناه ؛ إنه سناريو معنون بالتردد والخوف والارتباك ؛ إنه سيناريو عمل عربي استسلم لكل لإملاءآت الخارجية في كل قضايانا المصيرية ... هذا هو سيناريو العمل العربي القائم على تكرار الأخطاء الفادحة نفسها في كل مرة ، وبعدها يخلد النظام العربي المرتبك لنوبات متواصلة من الولولة والبكاء على الأطلال ... !!!

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا