حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 28254

من قتل حمامة السلام ؟

من قتل حمامة السلام ؟

من قتل حمامة السلام ؟

23-04-2016 11:59 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
علمونا في الإعلام العربي والعالمي أن الحمامة وغصن الزيتون يرمزان إلى السلام ، وأن البشرية بأمس الحاجة إلى معنى التعايش فيما بينها لتحقيق مصالحها وسعادة شعوبها ، وهي لا يمكن لها أن تحقق ذلك إلا في ظل السلام الذي هو حق طبيعي من حقوقها التي كفلته لها الشرائع السماوية ، وكفلته المواثيق والأعراف الدولية على الأقل من الناحية النظرية كحق من حقوق الإنسان ، لكن البشر المعاصرين من الطغاة ودعاة الاستبداد بأطماعهم ورغبتهم بالسيطرة قتلوا حمامة السلام ، وقتلوا معها أحلام المستضعفين في الأرض أن يعيشوا بأمن وسلام .
وقد قتلت حمامة السلام من قبل العرب أنفسهم يوم أن تخلوا عن مشاريعهم في النهضة والاستقلال الحقيقي عن التبعية للآخر ، ويوم أن صدقوا أكذوبة الآخرين في رغبتهم بالعيش بسلام ، وزاد الطين بلة هذه الأيام العصيبة التي تمر بها الأمة العربية لمرورها بتحولات كثيرة فرضتها جملة من المتغيرات السياسية الإقليمية والدولية زادت من عجزهم وضعفهم ، فالحق يحتاج إلى قوة تحميه وتدافع عنه ، ولا يكفي إعلان الرغبة بالسلام والجنوح إلى السلم ، وفي الحالة العربية لم يعد الأخر راغباُ بالسلام ، ولا تعنيه حمامة السلام وغصن الزيتون في شيء ما دام الطرف المقابل ضعيفاً وعاجزاً عن وقف مخططاته ومشاريعه ، فهو مطمئن إلى ما آلت إليه الأمور في العالم العربي .
ومن المنطقي إزاء ما نشاهده من عجز العرب وتشرذمهم من جهة ، ومن جهة أخرى عجز الدول العالمية في الرغبة في تحقيق سلام حقيقي في المنطقة العربية أن نقول : إن السلام الذي يتحدثون عنهم منذ ما يزيد عن ستين سنة وهم لا مكان له في قاموسهم ، وما نسمعه هو من باب الاستهلاك الإعلامي لا أكثر ولا أقل ، لأن الذي يسعى للسلام يمد يده له ، لكن الذي لا يريد السلام يزداد تسلحاً وصلفاً وغروراً في تحدي الآخر ، وقد قيل أن فرعون سئل : كيف تفرعنت ؟ فقال : وجدت ظهوراً منحنية فركبت ، وهذا حال العرب مع غيرهم ممن يعاديهم ، فنرى منه فجاجة المنطق وطغيانه ، بما يعني أن حمامة السلام قد قتلت عنده من اللحظة الأولى لوجوده على الأرض التي جاء إليها لا ليخرج منها طائعاً ، ويزيده طغياناً وفجاجة وفضاضة واقع عربي يؤمن بخداع المعتدي ، ويركض وراء وهم سراب السلام الذي تسوقه اليد العالمية الخفية والمعلنة كسباً للوقت ، فما قيمة السلام مع من لا يريد لك السلام ؟ وما قيمة السلام مع من يطلب منك أن تبق راكعاً له ؟ وما قيمة السلام مع لا يعرف إلا منطق القوة التي يراها تحقق له ما يريد ؟ .
إن منطق السلام يفرض على العرب أن يفرضوا سلامهم بعلاقاتهم مع بعضهم على أساس الاحترام والانحياز لقضاياهم ،فمن لا يعرف السلام مع نفسه وأخيه كيف له أن يسالم غيره ، ومن يملك أسباب الحرب يملك أسباب السلام ، فكيف يفرض شروطه من لا يملك أسبابها ، ثم بعد ذلك يمكن له أن يكون أليفا مع كل الناس ، ودوداً معهم جميعاً ، يسالم من سالمه ، يعامل غيره معاملة الند للند ، وإن الأصل في الحياة الإنسانية السلام ، وإن الشقاق والصدام هو الاستثناء ، فمتى يعقل بني قومي هذا المعنى ؟ .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 28254
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم