بقلم : أحمد محمود سعيد
الوطن ليس قطعة ارض نعيش عليها ونبني بيوتا تأوينا وعائلاتنا وهي ليست تربة نزرعها ونقتات منها كما انها ليست عيون ماء نشرب منها وتجعل حياتنا ممكنة وهو ليس اسم نهر او جبل او إنسان .
ليس الوطن احدى تلك او كلها مجتمعة فقط وانما هو آلام وآمال نعيشها ونعيش من اجلها وهو أجيال مضت وأجيال ستأتي اي هو ماض وحاضر ومستقبل هو جدّي وأبي وأنا وأبنائي وأحفادي هو الحياة المستدامة بكل ما فيها من دموع ودم وابتسامات وذكريات .
الوطن هو دم يجري في العروق وهو ابتسامة طفل لا يميّز اللون والعرق والدين وهو زغرودة امرأة تفرح من قلبها وهو دمعة عجوز في وداع ابن له وهو عزيمة واصرار شاب على النجاح في تحصيله الدراسي وفي اختيار شريكة حياته وفي استقبال اول مولود وفي تكوين اسرة وفي كلمة رضى من والديه .
الوطن هو هويّة نحملها ونفاخر بها اينما كان وهو جنسيّة نعرِّف بها على انفسنا امام الملأ وهو سنبلة قمح لها شعيرات حماية وثمرات تسد الرمق وهو سنديانة مزروعة منذ مئات السنين وهو زيتونة ذُكرت بالقرآن الكريم ومختلف الكتب السماويّة .
الوطن هو الأكسجين والنيتروجين توأمان يشكلان الهواء الذي لولاه لما كانت تدب بنا الحياة وهو أسمائنا التي سينادى بها علينا يوم الحساب العظيم وهو جزء من الجنّة والنار التي عرضها السماوات والأرض .
الوطن هو رمز يعني انا وانت وهو وهي وهم الأحياء منّا والمغادرين والأجنّة في الأرحام هو قصص الوافع والأحلام هو الخيال والحقيقة في الروايات والأفلام هو الشعر والنثر وهو المعاني والأرقام وورود الحب والغرام .
الوطن هو شمس وغيوم وامطار هو عمل ونوم وصوم وإفطار واحاديث في النهار والليل والأسحار .
الوطن هو الفقير والغفير والمبدع والغنيُّ والعامل والجندي والمسؤول والأمير ورأس الهرم كبير القوم حامل الراية حامي الديار .
الوطن هو إحاسيس ومشاعر القناعة ومختلف الأفكار هو الصامت والناشط وهو الشهيد والأسير والمريض والمُقمّط بالسرير.
إذا كان الوطن كلُّ ذلك فهل نستكثر عليه ان نفكِّر به ليل نهار وان نخبأه برمش العين خوفا عليه من نظرة حاسد اوسهام حاقد او طمع فاسد بل يجب ان نقف موحدين درع وقاية له وبوليصة تأمين ضد المخاطر التي تحيق به بالرغم من كل الآهات التي بداخلنا والأنّات التي تعتصرنا والكبت الذي يكاد ان يمزِّقنا لكننا يجب ان نعلوا فوق ذلك فداء للوطن الذي يسموا فوق الجراح وفوق الأنانيّة والفرديّة الوطن الذي نفتديه بالمهج والأرواح والذي يشكّل الإستمراريّة لحياتنا وحياة اجيالنا في المستقبل .
ونظرا لأن كل شيئ في الكون له اسم فإنّ الأردن هو الإسم الذي نعشق وهو الدلالة على الوطن الأجمل والأعزْ لذلك يجب ان نهتف معا وبصوت عال مرفوعي الرأس فداك يا أردن .
حمى الله الأردن عالي البأس مرفوع الرأس .

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا