23-12-2023 10:27 AM
احمد الربيحات - امي الغاليه بعد سبعه عشر عاما اكتب الرثاء الثاني لك وانني اعلم ان الكلمات لاتغني ولاتسمن من شوقي لك ولكن يجب أن اتكلم واحدثك واسمع الناس انك ما زلتي بقلبي حاضره ما زلتي ع قيد الحياه بداخلي اريد ان اقول ان الشوق قتلني وقتل كل فرحه بداخلي لم اهنا باي فرح مر علي حتى يوم زواجي وحتى عندما رزقني الله بطفلي الأول كنتي حاضره معي ابكي ويحسبوني من الفرحه ابكي نعم هي فرحه لكنها منقوصه اي فرح بدون امي هو ناقص البهجه. لقد كسرني غيابك يا غاليه
امي الحياه بدونك كالسراب يحسبه الضمآن ماء الحياه بدونك ينقصها الميم بدل الحاء لا سبيل للعيش بدونها كما أنت لا سبيل للهناء بدونك بالحياه غيابك عني افقدني لذه الحياه وكسر بداخلي سر قوتي اتعلمين يا غاليه انك نقطه ضعفي وسر قوتي كنت وانت موجوده لا اهاب شيئا لان الله وعدك بحمايتي وكنت معتمدا على هذا الوعد ( يوم تموت الأم ينادى مناد من السماء يا بن أدم ماتت من كنا نكرمك من أجلها فأعمل عملا صالحا نكرمك من أجله) ولكن بعد موتك تغيرت حياتي كلها وتفاصيلها وتوفيقها كيف لا وباب من الجنه أغلق. الم اقل لكي كنتي مصدر قوتي.
اليوم يا أمي اشتاق لك وابكي عليك بقلبي كما لو انك غادرتني قبل قليل من بعدك يا غاليه فقدت قوتي ونفسي ومرضت بك كما يمرض الحبيب على فراق حبيبه وحاولت جاهدا ان الملم نفسي وتعبت بالبحث عنها فوجدت بعضها ولكن لم أجد بعضها الاخر ولكن بفضل الله استجمعت قواي من بعض ما وجدت وتحليت بالصبر بعد أن كان يضيع مني أيضا
واستمريت بالحياه لكن دون روح واصبحت ضعيفا من الداخل يكسرني اي موقف يجعلني ابكي كالطفل الذي قفدك يا أمي الم اقل لك كنتي مصدر قوتي.
اتعلمين يا غاليه ان الاشتياق يفعل المعجزات الواهمه ومن اشتياقي لك خصصت رقم هاتف من تاريخ ميلادك وعمرك وحفظته في هاتفي باسم ¥ الغاليه¥ وكنت ارسل لك رسائل صباحيه ومسائيه ونهاريه اسالك عن أشياء واحدثك عن أشياء حدثت معي و انتظر تقرير التسليم ولكن وكل مره يعطيني فشل الإرسال كنت اغضب أصبحت مختلفا أحدثك بكل شي على عكس ما كنت وانت معي بالحياه أصبحت عاجزا واهما انك مازلت ع قيد الحياه والدليل انني أحدثك بكل ما يحدث معي. .. الم اقل لك كنتي مصدر قوتي... ..
عند وفاتك يا أمي لم أصدق انك أصبحت تحت الارض كنت اجلس بمجلس العزاء وانا مبتسم لأنني لم أصدق فكره موتك ولم استوعبها استقبل الاصدقاء بابتسامه واودعهم بنفس الابتسامه وهم متعجبون من صدمتي وليس من جبروتي فهم يعلمون كم تعبت أثناء مرضك الم اقل لك كنتي مصدر قوتي....
من بعدك يا أمي تغيرت حياتي كلها انقلبت الموازين وأصبح كل شي كالوهم لم استطع تمالك نفسي انهرت وانهارت اعصابي وفقد كل قوتي لم استطع فعل اي شي سوى الأحلام كنت اراك كل يوم والله يا امي كل يوم بعد وفاتك تأتيني بالمنام لمده طويله حتى تعودت على الحياه من بعدك بفضل الله الذي يريني إياك بالمنام على هيئتك التي كنتي فيها قبل مرضك وكل حلم حلمته بك أصبح ثاني يوم مرتاحا لرؤيتك بالمنام والهمني الله الصبر كنت استعجل النوم لاراك واكره النهار ولا احس بطعم العيش فيه حتى ياتي الليل لاراك وارتاح وبعدها مرضت بفراقك كما يمرض الحبيب على فراق حبيبه. فقد كنتي مصدر قوتي لاتنسى ذلك
هل تعلمين يا أمي ان ملابسك ما زالت في خزانتي ارتاح بوجودهن في خزانتي استشنق عبقك فيهن واسترجع ذكرياتك حين ارتديهن نعم يا أمي كل ما أشعر بالبرد البس بلايز الصوف خاصتك ارتاح من البرد وابرد من نار غيابك فانتي حاضره في كل شي بحياتي بكل قرش يدخل ويخرج من جيبي بفضل الله.
امي رغم وجود أطفالي الذين حدثتك عنهم وحدثتهم عنك ورغم السعاده التي أجدها بينهم وبين امهم التي أيضا حدثتك عنها الا ان الفرحه منقوصه بغيابك يا غاليه اتذكرك كثيرا بكل موقف يحدث بيني وبين أطفالي واضحك تاره واقطع الضحك بالبكاء فورا أطفالي يا أمي يشتاقون لك كما لو انهم يعرفونك وعاشوا معك ويدعون لك بالرحمه والمغفره ويعرفون اسمك ويعرفون سبب وفاتك لكنهم لا يستوعبون كيف ان امي متوفيه وانا لا أبكي كل حين فانا اعذرهم يا أمي ليسوا لأنهم اطفال صغار بل لأنهم ابنائي قد ورثوا حبك مني لهذا يتعجبون وانا عاجز ان اشرح لهم مدى حبي لك بدون دموع فابكي وهم يدعون لك بالرحمه الم اقل لك كنتي مصدر قوتي...
شاء الله ان تكوني مصدر قوتي بغيابك عندما رزقني باطفالي له المنه والفضل على ما رزقني احن عليهم يا أمي بقدر ما فقدتك واحاول ان البي كل ما يشتهون كما كنتي تفعلين معي ومع اخواني اتذكر حنيتك اعطيهم كل ما أملك وانت تعليم مقدار السعاده في فعل ذلك... الم اقل لك كنتي مصدر قوتي ومازلت كذلك...
اليوم يا أمي بعد سبعه عشر عاما اقول لك انك مازلت على قيد الحياه فينا أفعالك واقوالك كلها حاضره في بيتي وزوجتي يا أمي كذلك تفعل كما تفعلين فهي حنونه علينا جميعا تذكرني بك بافعالها واقوالها وحنيتها على أطفالها وعلي أيضا كنت أحدثها زوجتي بالمواقف لو انك موجوده هل سترضي عما أفعله الان فتقول هي امك وعمتي الله يرحمها وادرى بابنها واكيد هي تعودت عليك كما تعودت انا ايضا لو انها موجوده عمتي الله يرحمها لما كان وضعك هكذا... اقول لها يا أمي صدقت لو انها موجوده انا على غير حالي الان فانا اعذرها هي عاصرت الجزء الاخير من انهيار اعصابي ومرضي بك لأنها اتت بعدك بسبع سنوات تغيرت حياتي حين. خطبتها عملت ميزان بيني وبينك وبينها كانت معي بكل لحظه اتذكرك فيها حاولت جاهده ان تكون مكانك بالحنيه ولكن انت تعلمين يا غاليه لا أحد يحل مكانك قطعا ولكنها مشكوره ومحموده على ما فعلت وهذا شيم بنت الأصول لكنها تعلمت انك كنتي مصدر قوتي...
وللحديث بقيه يا نقطه ضعفي
اسأل الله جل في علاه أن يتغمد برحمته ومغفرته ورضوانه وان يجمعني بك بالفردوس الأعلى وان تكوني سبب الشفاعه لنا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " (الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: الْمَطْعُونُ، وَالْمَبْطُونُ، وَالْغَرِيقُ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)
وانت كان دائك في جوفك وسبب وفاتك رحمك الله يا أمي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-12-2023 10:27 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |