31-10-2023 09:03 PM
بقلم :
العميد المتقاعد باسم الحموري
إن الأحداث الدائرة حولنا وبخاصة.. الحرب الهمجية التي يشُنُّها العدو الصهيوني على غزة، وأثر وتبعات هذه الحرب على المنطقة بشكلٍ عام.. والأردن بشكلٍ خاص، كل ذلك يستدعي التركيز على تحصين الجبهة الداخلية الأردنية بكل الوسائل والطرق، للتمكن من مواجهة أية أحداث أو متغيرات قد تعصف – لا قدّر الله – بالمنطقة.
إن من أهم ما يمكن فعله بهذا الصدد هو التأكيد على الثوابت الوطنية للدولة، والمتمثلة بالنظام الملكي الهاشمي والدستور الأردني ووحدة المجتمع الأردني، وزيادة ودعم وعي الأردنيين بدورهم الهام ومسؤولياتهم تجاه وطنهم، وإلى جانب ذلك.. الاستمرار بالإصلاح السياسي من خلال تأسيس أحزاب سياسية، تعمل على تجذير ثقافة التعددية والحوار وقبول الآخر.
وللاهتمام بالشباب وتفعيل دورهم أهمية قصوى في تحصين الجبهة الداخلية للوطن كونهم عماد مستقبله، والأساس في تطويره، وهذا الدور لا يقل أهمية عن أهمية دور الإعلام (السلطة الرابعة) والذي لا بد من استمراره بتفعيل قنواته كإعلامٍ وطني لا إعلام مأجور، كإعلام ذي ضوابط، إعلامٍ فاعل بشفافية تدعم نشر الحقائق، وتتجنب التهويل والمبالغة في نقل الخبر.
أما المؤسسات، كالمؤسسات التربوية والدينية ومؤسسات المجتع المدني على اختلاف تخصصاتها، فلا بد وأن تتحمل مسؤولياتها والتي وجدت من أجلها في مجال توعية أفراد المجتمع ورفع مستوى إدراكهم للمخاطر الداخلية والخارجية التي تحيط بوطنهم.
إن الأردن لن يكون آمناً مطمئناً - حتى لوكان ضرب النار خارج حدوده - إلا بجاهزية قواته المسلحة وأجهزته الأمنية والوقوف خلف قائدها، فالمرحلة الحالية التي يمر بها هذا الوطن الغالي هي مرحلة حرجة وعصيبة، تتطلب من الجميع - ودون استثناء - حشد كافة الطاقات والجهود، والوقوفِ وقفة رجلٍ واحد من أجل درءِ الخطر عنه، والحفاظ على أمنه واستقراره.