حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,30 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 26540

معسكر السلام الذي افل نجمه

معسكر السلام الذي افل نجمه

معسكر السلام الذي افل نجمه

26-11-2017 03:12 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد الشواهين
في بداية التسعينات وبعد مؤتمر مدريد للسلام ، راح ما يسمى بمعسكر السلام الاسرائيلي ، يتنامى شيئا فشيئا ، واصبح له احزاب سياسية ، ومنظمات مجتمع مدني ، ونواب في ( الكنيست الاسرائيلي ) ، وبدأ يقوم بنشاطات على المستويين الرسمي والشعبي ، وحاولت جماعاته المتنوعة جاهدة ، اقامة علاقات تعاون وصداقة، مع مؤسسات وجمعيات عربية في الداخل الفلسطيني ، وفي الضفة الغربية وغزة ، ثم امتد هذا النشاط ليصل بعض الاجزاء والاماكن، في مصر والأردن .
من هذه المنظمات ، ميرتس ، مركز بيرس للسلام ، بيت سيلم ، وردة الجليل للسلام ، نفي شالوم ، جينوسار ، مركز ايغال الون للسلام ، لكن اكثرها نشاطا وفاعلية ، حركة السلام الآن الاسرائيلية ، التي بذلت جهودا كبيرة ، في محاربة الاستيطان ، وكشف المخططات الاستيطانية على الملأ ، ثم اخذت تقوي علاقاتها مع منظمات وجمعيات فلسطينية في الضفة والقطاع ، وتعاونت معها في مجال حقوق الانسان ، وخصصت محامين للدفاع عن الاسرى الفلسطينيين ، كما شاركت في المظاهرات والمسيرات التي كان يقوم بها الفلسطينيون ، المطالبين بحقوقهم الوطنية في الحرية والاستقلال ، ومنع الاستيطان ومصادرة الأراضي ، بل كانت تقوم بإحصاء اعداد المنازل التي يتم هدمها ، بحجة عدم الترخيص ، ونشرها في وسائل الاعلام ، لإطلاع الرأي العام المحلي والدولي ، وخاصة بيوت رجال المقاومة ، الذين ينفذون عمليات موجعة ضد جنود العدو ومستوطنيه ، ويتم هدمها او تفجيرها .
قيام انتفاضة الاقصى في العام 2000، وعندما تعسكرت ، كانت هي الشعرة التي قصمت ظهر البعير ، ما اعطى رئيس وزراء اسرائيل الأسبق ، أرائيل شارون ، الذريعة باجتياح الضفة الغربية من شمالها لجنوبها ، بالدبابات والمنجزرات والمدفعية ، ضاربا عرض الحائط ، بكافة الاتفاقيات والتفاهمات ، التي تم التوصل اليها بين السلطة الفلسطينية ، والحكومات الاسرائيلية ، حتى المقاطعة ، مقر الرئيس الراحل ياسرعرفات لم تسلم من بطشهم ، فقاموا بهدمها حجرا حجرا ، باستثناء غرفة نوم عرفات ومكتبه !
من هنا بدأ معسكر السلام الاسرائيلي بالتراجع ، خطوات للخلف ، في نفس الوقت ، راح المجتمع الاسرائيلي يجنح نحو اليمينية والتطرف ، وصبوا جام غضبهم على الأحزاب والمنظمات والجمعيات التي تتعاطف مع الفلسطينيين ، وتعرض اعضاؤها للضرب والسحل ، شأنهم شأن الفلسطينيين ، بمجرد ان يتم القبض عليهم مشاركين في اية مسيرة او مظاهرة يقوم بها الفلسطينيون .
كلنا يذكر الناشطة ( راشيل ) وهي يهودية امريكية ، التي وقفت امام الجرافة الاسرائيلية ، كي تمنع هدم منزل فلسطيني ، فسحقتها الجرافة بدم بارد .
حدثنا اليهودي العراقي لطيف دوري ، وهو من ابرز ناشطي معسكر السلام الاسرائيلي ، الذي كان يرتبط بعلاقات حسنة جدا مع الرئيس عرفات ، ومع كثير من قادة النضال الفلسطيني ، فذكر انه بلغ الرابعة عشرة من عمره ،حيث كان في حضن اسرته المقيمة في بغداد كمواطنين عراقيين ، وقال كانوا يتمتعون بعيشة رغيدة ، ويمارسون حقوقهم كاملة ، الى ان استطاع الموساد الاسرائيلي ، تفجير كنيس لليهود في بغداد ، فاضطر عدد غير قليل من يهود العراق بالهجرة الى اسرائيل ، فاسكنوهم الخيام ، وأضاف ؛ من ضمن المهاجرين يهود جاءوا من اقطار اوروبية ، ما كانوا يمكثون في الخيام اكثر من اسبوع او عشرة ايام على اكبر تقدير ، ثم يأخذونهم الى مساكن تليق بهم ، بينما اليهود الشرقيون يمكثون في الخيام اشهر ، على هذا الحال من السوء والتهميش ، بعكس اليهود الغربيين (الاشكناز) الذين كانوا يحظون بمعاملة تفضيلية عن يهود ( السفرديم ) اي الشرقيين .
ختاما اود ان اشير بجملة مختصرة ، الى المراهنين على معسكر السلام الاسرائيلي ، في هذه الظروف ، ان رهانهم خاسر بلا محالة .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 26540
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم