حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,28 أكتوبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 3661

من جذور العصامية 3

من جذور العصامية 3

من جذور العصامية 3

22-08-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 
 

ولما كبرت قليلا، أصبح لزاما علي أن أبتعد عن اللهو واللعب في العطل المدرسية الصيفية، لأنه كان بالنسبة للوالدين والجيران كذلك يعتبر مضيعة للوقت ، وجالبا ومحفزا لمشاكل كان الاهل والجيران وضيوفهم في غنى عنها لأننا كنا أقرب الى الشياطين أو العفاريت أو القرود أو حتى الجراذين (كقوارض) منا الى الآدميين ، لا ادري حتى تاريخه فيما إذا كانت الوالدة ، أطال الله عمرها، تنقل للوالد، يرحمه الله، وغيره من افراد الاسرة ما كنا نفعله .. أعني ندمره أو يحدث معي. لا أدري إذا أعلمت أختي أنني عندما قليت لها ألبيض وكان هناك صرصار ميت في علبة السمنة وكان ذلك سببا في عدم مشاركتي لها الاكل ! أو أحد من إخوتي قد أعلم أمي أنني كنت أسرق قطعة أو قطعتي لحمة وهي تغلي وأهرب بها أو بهما على الجبل لآلتهم لوحدي ؟ كنت أحب اللحم مثل أي ... مفترس !، وكان معظم الناس في تلك الفترة يطبخوا اللحم مرة في الاسبوع في أحسن الاحوال !، وفي هذه المناسبة تجدر الإشارة إلى أنني قد أحببت السمن البلدي بشكل عجيب، فقد أحضرت لنا جدتي مرة قطرميزا كبيرا من السمن البلدي من السلط، وفرحت أمي به كثيرا، إلا أنني قضيت عليه بالكامل أثناء زيارتها لخالتي عن طريق عمل ساندويتشات عديدة مع السكر. وفور عودة أمي من زيارتها الطويلة (فقط ليوم) لم يكن في البيت أثر للسمنة البلدية! . وحيث أن الامر كذلك، فقد تم، من قبل الوالد يرحمه الله، إختيار أن أسلك طريق الرجولة وألإنضباط تماما مثل معظم أولاد جيلي، ولربما كانت رغبة أمي أن أبتعد عن الشقاوة التي تؤدي دائما إلى عقاب رهيب من رحمة الوالد، فالتحقت مرة بمطعم، ومرة بمخبز ، ومرة بمحل يصنع المفروشات الخيزرانية أو بممارسة البيـع الجوال لعدة منتجات ، أي تاجر تجزئة مضحوك عليه ( في البداية فقط بالطبع) !. المؤسف في هذه الأيام أن كثير من الناس أو أبناؤهم يترددون في ممارسة كثير من المهن التي كنا نفخر ونتباهى بممارستها في الحارات وقرب ارصفة وأزقة الشوارع والمقاهي والمحلات وورشات العمل، وذلك الامر كان سببا رئيسيا في تكوين نوع شديد من مواصفات الرجولة الحقة فينا. ينبغي الاشارة هنا الى موضوع مهم للغية ألا وهو أن اولاد اليوم محشورون في علب (شقق) وكنا نحن محشورون في كل جبال عمان وكان الاهل يتشاهدون عند رؤيتنا ويسبحون الله كثيرا !. في جميع المهن سالفة الذكر كانت لنا مواقف وذكريات وخبرات نادرة جديرة بالإسترجاع مرة أخرى كتابة. لقدأدركت بعد أن كبرت معان كثيرة لأحداث وقعت أمامي أو قربي لم تخطر ببالي رموزها أومعانيها وأنا أبدو ... فقط أبدو صغير ... لكن عقلي كان دائما ناضجا(وليس خبيثا)، ومن تلك الاحداث والمواقف حالات وعشق وقلة الادب كانت تحدث بين الناس قربنا أو من ورائنا إعتقادا من فاعليها أنني/أننا على البركة !!! إنه تحذير للكبار .. إن بعض الصغار يعلموا ويعوا ما لا تعلمون أو تدركون ! لم أكن أتمالك نفسي في كثير من المواقف التي تستدعي الرد على أي إستفزاز أو إستخفاف ... ففي المطعم مثلا ناداني أحد العمال .. يا ولد وين الخبز ... بدل يا أخي أو يا شاب لو سمحت وين الخبز... ! كنت في بداية سن المراهقة... أشعر أنني لا رجل قبلي ولا بعدي، وكان يحرجني تعليقات الكبار علينا التي كانت تتناول تغير صوتنا أو زيادة طولنا أو حركاتنا أو أي شيئ آخر ... كنا في تلك المرحلة بؤرة تركيز كل من أراد أن يتسلى أو يبدا بحديث. عموما ، وحيث أنني كنت أتابع تعليقات ألمرحوم أكرم صالح من إذاعة لندن حول مباريات محمد علي كلاي ، وبالتالي إعتبرت إهانتي من قبل العامل فرصة حقيقية ونادرة لأن أطبق ما قام به الملاكم الفذ وحقق من إنتصارات خصوصا كان الحق معي! لقد أشاد الجميع بأنني قد قضيت على قليل الادب تقريبا !المهم في الموضوع أن الحادثة كانت فرصة مهمة لمن غلبته أن يحسن سلوكه معي ومع الاخرين ... المثير أنني بعد مضي فترة طويلة من الزمن إلتقيت أنا والمغلوب على العشاء في الرياض..... لقد إستفدت خبرات عديدة أثناء عملي في المطعم، منها بالطبع كيفية إعداد الكثير من أصناف الطعام وغيرها مما مكنني من إرشاد زوجتي في بداية حياتنا حول كيفية إعداد الكثير من الأكلات ؟ ستقول زوجتي لكم أنني أكذب ، مش مشكلة !، وقبلها إعداد وجباتي بنفسي لي ولمن كان يزورني سواء في واشنطن أو الرياض، وقد أحب الأميركان المقلوبة والمسخن كثيرا وبعضهم تردد في تناول المنسف . صانع الخيزران كان يحب النساء كثيرا....مثل كل الرجال ... أنا أعتقد أنه معه حق ! وكان لا يترك أنثى تحضر للمحل أو تمر أمامه دون أن يطري عليها حتى لوكانت مهما كانت ... صغيرة ،كبيرة، جميلة، عادية الجمال !، وكان يعتقد أنني مشغول في الرش أو التقطيع أو التجميع..... وعلمت أنه قد نجم عن ذلك التخصص في مماحكة النساء وقلة أدبه معهم دخوله القفص الذهبي مرات ومرات.... كان لا يتمالك نفسه أمام النساء ، ويصبح مشدوها الى أن قطع أصبعه في إحدى المرات، ففرحت لأنني أصبحت المعلم لمدة اسبوع .... بالطبع لم أحزن عليه (في داخلي) لانه كان المعلم !. إن الخبرات التي إكتسبت في الماضي ونحن صبيان قد ساعدتنا كثيرا في حياتنا العلمية والعملية فيما بعد، إنني أتمنى من كل قلبي أن تتهيأ الفرص لكثير من الصبيان الان بدل إضاعة كم هائل من العمر في اللاشيئ تقريبا....  








طباعة
  • المشاهدات: 3661
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
22-08-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تنجح "إسرائيل" بنزع سلاح حماس كما توعد نتنياهو رغم اتفاق وقف الحرب بغزة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم