حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,15 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 13620

الولاء والانتماء

الولاء والانتماء

الولاء والانتماء

03-12-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 لعل أكثر ما اتسمت به ورشة الدراسات العربية لمفهومي الولاء والانتماء ضمن المشهد الحداثوي ، الذي روّج له كثير من الكتاب والنقاد والمفكرين العرب ، أنها ظلت تراوح بين خلط المبدأ بالمفهوم ، والحقيقة بالنظرية، على الرغم من أن ثمة فرقا بينهما مع وجود علاقة خلابة تجمعهما وخيط رؤيوي يصل بينهما ، ولكن بشروط لا داعي لتجليتها ، إذ حسبنا من القلادة ما يحيط بالعنق ، فهناك مفهوم الانتماء والولاء ، ومبدأ الولاء والانتماء ، والأول من بواعث الدراسات الأكاديمية ومصطلحاتها ، بينما الثاني وهو ( المبدأ ) ينبجس من معين العقائد الفطرية . فأما الأول وهو المفهوم فيمتح من نبع الرجاء ، وهلمّ ممّا يجري هذا المجرى ، وأيا كان الرأي فيه فإن العزف يكون – على الأغلب – على أوتار المنفعة وهو ما أطلقت عليه مصطلح الرجاء ، ومحجته لا تقوم إلا على مسوغات المصلحة الفردية وكينونة الرجاء ، وتحصيل المنفعة ، ولا جرم أن الأشخاص متشاكلون ، ولا غرو - أيضا – أنهم مختلفون ، ولكن المهم هو توحيد الكيان النفسي ، على الرغم من ازدواج الشخصية ، وما ينشأ عن هذا الازدواج من تشعب وتعدد واتساع ، على أية حال ، علينا أن نعي وندرك حقيقة سامقة : إن من تاه عن المعنى ، ضاعت منه الهُوية ، ومن افتقد الدلالة لم يستقم عنده تصوُُّر . ولذا نجد من يصدح بذلك أو قل من يتخرص بهذا و من يستظل بلوائهم ، يعقد عزمه على حجج تتجلى بمجموعة أسئلة تصدح بها الأبواق على نحو صائت ، فمنهم من يقول : كيف يكون انتماء وولاء ، والأمر أصبح في سياق عدم القدرة والتحمل أو عدم الاستطاعة ، ومن قائل يقول : كيف يكون انتماء وولاء والمشهد يكرس الثراء الفاحش والفقر المدقع ، وآخر يقول : كيف يكون ولاء وانتماء ، وها نحن نرزح تحت وطأة إفك الشللية ، بينما نسمع صوتا يقول : ولاء وانتماء تحت المحسوبية والواسطة لا يمكن أن يكون ، وهذا يقول : إن غياب تفعيل نظام تكافؤ الفرص في كل المجالات وانتشار البطالة هو السبب وراء وأد مفهوم الانتماء والولاء ، إلى غير ذلك مما نسمع كل يوم ، وهي كلها بلا شك تدور في فلك مفهوم الولاء والانتماء وتدندن حول قطب الرجاء والمنفعة والمصلحة ، فيا عجبي وما لي لا أعجب ويا أسفي وما لي لا أأسف ؟؟؟ """ على من لا يفرق بين ولاء وانتماء التجار وولاء وانتماء الأحرار ، مع أني أظن جازما – حسب اطلاعي للتاريخ – إن التاجر قد خلع ثوب الولاء والانتماء ، فلا ولاء ولا انتماء إلا للدينار ، مع كل الاحترام للتجار الذين هم على غير هذه الشاكلة، ومن هنا سمعنا الأثر يقول منبها لهذا المرض : تعس عبد الدرهم والدينار، تعس عبد الدرهم والدينار ، كما قيل عند الفلاسفة : إن آخر من يفكر في الدفاع عن الأوطان هم التجار والمترفون ، فهناك فرق بين من يعمل في الوطن على الرجاء ومن يعمل فيه على الوفاء ، فلا مندوحة للباحث الصادق ، من التفكر في بواعث كل منهما ، ولا نشك قيد أنملة من أن الأول : همه هو ما يجني من ثمار الولاء والانتماء ، ولذا يكون الولاء جلبابا يتجلبب به كغطاء يختبيء وراءه حتى يقضي الأرب ويبلغ الغاية ، فهل - يا يرعاك الله – هذا ولاء وانتماء ؟ والإجابة واضحة لكل ذي عقل ، أما الثاني : وهو الذي يعمل في الوطن على الوفاء ، فهو ذلك المرء الذي امتزج المبدأ بدمه فعانق روحه فتماها حتى أصبحا شيئا واحدا ، لا بل أعظم من ذلك بكثير ، إذ يولد المبدأ معه فينمو من غذاء أمه ويزداد من نظرات أبيه ، وأنا أشبهه بالنور ، فالنور لا ينسخ النور ولكن يؤيده ويغذيه ويرفده ، فكيف بهذا المرء الذي ولد على فطرة الولاء والانتماء ثم ازداد عنده من نور أمه ثم نما من نور والده ثم أينع قطافا من نور مجتمعه ، بالله عليك كيف يكون حال هذا المرء ؟ اللهم نعم فإن أؤلئك الذين نشؤوا في كنف حب الوطن وتماهوا في ترابه وطافت أرواحهم على شموخ قمم جباله وتكحلت عيونهم من سهول أرضه وتنفست معاطسهم نسيم هوائه ، وسمعت آذانهم أنغام أوتار أشجاره ، وووو الخ ،هم أهل الولاء والانتماء لا بل هم أهل الوفاء ، ولذا تجدهم يتشبثون بتراب أوطانهم مهما حلت بهم النوائب ومهما تجشموا زؤام الكوارث ، فالوطن وطن في حال الرخاء وفي حال الضنك ، ولقد أحسن الشاعر حين قال : بلادي وإن جارت علي عزيزة ........... وأهلي وإن ضنوا علي كرام ، وإذا كان الأمر كما تدعي الفئة الأولى بأن الولاء لا يكون إلا على صفقات المنفعة فماذا نقول لأولئك العرب : الذين صاحت بهم نخوة والولاء والانتماء فثاروا من بلادهم المحرقة ، عراة الأبدان ، حفاة الأرجل شعثا غبرا ، لا يبالون الهجير ولا الزمهرير ؟ ماذا نقول لهؤلاء الذين لبوا صيحة المغفور له الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه ، عندما نهض بالأمة منقذا لها من زؤام الكوارث ؟ ماذا نقول لهؤلاء الذين كان شعارهم ملبين النداء : حيّ الشريف وحيّ الحرما ................... وانهض فمثلك يرعى العهد والذمما لقد كانت نفوسهم مفعمة بالولاء والانتماء وبالإيمان وكانت قلوبهم طافحة باليقين ، على الرغم مما تجشموه من العناء الذي يعجز اليراع عن وصفه ، فهل تعتقد أنهم هبوا لمنفعة شخصية ؟ أو لتجارة عابرة أم هبوا لمستقبل أمة ؟ نعم أيها السادة لقد هبوا ليحيوا أمة ، متناسين ما سيصيبهم ولقد أصابهم ما يكل اللسان عن وصفه . لقد قدموا أرواحهم رخيصة لنحيا وتحملوا بعد الشقة لنسعد ،وأيم الله ما زادهم بعد الشقة إلا قوة وما وليهم كرّ العصور إلا جدة ، لأن ولاءهم وانتماءهم منبعث من ينابيع وفائهم . ويها بني قومي...... ويها بني أهلي....... ويها نشامى الوطن حماة الديار........ ويها أسرة الأردن الواحدة ، إن الولاء والانتماء والوفاء مبدأ وعقيدة ، فعضوا عليها بالنواجذ وقوموا لها على أمشاط أرجلكم قيام رجل واحد ، فبها تسنم غارب عزكم السؤدد ، وتوقد معارج النجاح والفلاح ، وإنكم لبالغون الغاية بإذن الله بما يبعث عليه جميل الظن فيكم ، وحسن التقدير لكم ، والله يتولى رعايتكم ويجعلكم بحيث يكبت العدو ويسر الصديق ، ولا يجرمنكم شنآن قوم أن تجزلوا العطاء ولو كان العطاء المهج في سبيل الوطن ، كونوا من أهل الوفاء فذلك الولاء والانتماء . وجددوا البيعة لأولى الناس بالناس ، أل هاشم ، عراقة الشرف الأعلى والأرومة الطاهرة والمجد المؤثل ، وفخر العرب ، فإن من اعتصم بعراهم نجا ومن تشبث بأهدابهم سما ، فإلى غرة جبين الزمان وتاج العز والكرامة وعميد آل هاشم كل الولاء ، وإلى أردن النشامى أردن الهاشميين كل الانتماء . بقلم : الدكتور محمود سليم محمد هياجنه Hayaj64@gmail.com








طباعة
  • المشاهدات: 13620
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
03-12-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
مع اقتراب انتهاء الدورة العادية الأولى لمجلس النواب العشرين.. ما هو رأيكم في أداء المجلس حتى الآن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم