بقلم :

موسيقى صاخبة وكلام سريع أكاد لا أستوعب أغلبه ، وفتيان يلبسون ثيابا ً فضفاضة ويلفون رؤوسهم بربطات وطاقيات غربية هذا هو إنطباعي السابق عن الراب العربي ، ولطالما كنت أرفضه كموسيقى لاترتقي الى ذوق الاغاني والموسيقى التي أطرب لها ، وأكثر ما كان يلفت انتباهي هو انصراف نسبة كبيرة من الطلبة وخاصة المراهقين منهم الى سماعها لا وبل الترويج لها ، دون محاولة واحدة مني لتبرير رفضي لسماعها أو لتبرير قبول الجيل الاخر لها ...

وفي رحلة قصيرة قضيتها مع صديق لي يدعى محمد أبوسيدو وهو ممن يؤدون هذه الاغاني طلب مني الإستماع لاخر أغنية له ، فوافقت – مجاملا ً – طلبه ، ولم أستسغ كالعادة لا بل ولم أحاول الإصغاء لما تفوه به من كلمات ، وعندما سألني ما رأيك ؟! وجدت نفسي بحيرة شديدة فماذا تراني أقول ؟! هل اجيبه بمشاعري الحقيقية أم أتغزل بأغنيته وأجامله ؟! وعندها قلت له هل بإمكانك إعادة كلمات الأغنية فأجاب على الرحب والسرور وبدأ يسرد لي بكلمات الأغنية ، لأراها أغنية عميقة الفحوى وطنية المضمون ، فوجئت من الوعي الكبير في كلمات الأغنية وطلبت منه الإعادة مع الموسيقى وغبت في متعة لا محدودة وتذوقت طعم الكلام ممزوجا ً باللحن ، شدني الموضوع كثيرا ً فرجعت لابحث عن أغاني الراب العربية وجعلت أستمع لمعظمها لاجد أن جلها إن لم يكن كلها لا يتحدث إلا في القضايا السياسية الوطنية أو القضايا الإجتماعية والتربوية وغيرها .... وفوجئت أيضا أن معظم المؤدين هم من الجيل الشاب المندفع فأعجبت أكثر بالوعي الموجود لديهم ...

وهنا عاتبت نفسي التي لم تكن موضوعية في الحكم على هذا اللون من الفنون ، فأنا كالكثير إستوقفني اللباس والموسيقى الصاخبة لتبعدني عن المضمون وتسائلت أمام نفسي ما هو الأهم هل هو لباس هذه الفئة وموسيقاهم أم الوعي الذي وصلوا اليه وعبروا عنه ؟!

فإذا كان الراب هو طريقة لزيادة الوعي عند النشئ وزيادة الانتماء والحب للوطن ، واذا كان طريقا ً لحل مشاكله فأتمنى أن يصبح مقررا ً دراسيا ً للجميع .

وحق لكم أيها الشباب علينا أن نقف الى جواركم وندعم قضاياكم وهمومكم .

ولكن ندائي لكم ، إياكم والتطرف الغربي ، وعليكم أيضا ً أن تكونوا أصحاب فكر تدافعون عن فكركم الصائب وتقنعون به كل من يقف في طريقكم .