06-08-2025 08:52 PM
سرايا - أي شخص تابع الدوري الإنجليزي الممتاز بين العامين 2008 و2012، سيتذكر بالتأكيد رميات التماس الطويلة التي اشتهر بها روري ديلاب مع فريق ستوك سيتي.
فعالية ما عرف بـ"تخصص ديلاب" حين كان يقذف الكرة بيديه إلى داخل منطقة الجزاء من على الخط الجانبي كانت تثير الرعب في دفاعات الخصوم.
ومع ذلك، وباستثناء تلك الفترة القصيرة التي جعل فيها ديلاب هذا الأسلوب علامة فارقة في حقبة ستوك، بقيت رميات التماس إحدى الموارد غير المستغلة في كرة القدم.
لأظهر ديلاب ما يمكن فعله بها، لكن من المؤكد أن هناك إمكانات تكتيكية أكبر لهذه الكرة الثابتة التي تقع خارج نطاق قانون التسلل وحتى قانون لمسة اليد.
ففي كل مباراة، يحصل لاعب ميداني على فرصة تنفيذ نحو 35 رمية تماس، غالبا من موقع قريب بشكل تقريبي فقط من المكان الذي خرجت منه الكرة. والأغرب من ذلك ولأسباب غير مفهومة أنه لا يوجد تسلل في هذه الحالة.
وربما يفسر هذا الطابع الغريب سبب تجاهل رميات التماس تقريبا وعدم تطويرها طوال القرن الماضي. وكأنها حالة شاذة عن اللعبة، لا ننظر إليها كجزء أساسي من كرة القدم، بل كاستراحة غريبة تسبق استئناف اللعب الحقيقي.
ومهما كان السبب، فإن اللافت أن قانون رميات التماس لم يتغير منذ القرن التاسع عشر، وأن مظهر هذا الموقف وشكله لم يتطوران على عكس كل شيء آخر في كرة القدم، سواء من الناحية التكتيكية أو الفنية.
وفيما يأتي، خمس أفكار لإعادة ابتكار رميات التماس:
إتقان أسلوب ديلاب
كانت رميات ديلاب الطويلة والدقيقة أشبه بالسهام وأحيانا مرعبة. واجهت الدفاعات صعوبة في التعامل مع سرعة تمريراته وانخفاض مسارها، لدرجة أن بواز مايهيل، حارس مرمى هال سيتي، فضل ذات مرة إخراج الكرة إلى ركلة ركنية على أن يمنح خصمه رمية تماس.
وخلال أربع سنوات، سجل ستوك 25 هدفا من رميات تماس نفذها ديلاپ. إنها سلاح يمكن أن تستفيد منه كل الفرق، ومع ذلك لم ينجح أحد في تقليد أسلوبه في التنفيذ.
لكن لماذا؟ صحيح أن ديلاپ مارس رياضة رمي الرمح في شبابه، وهو ما ساعده على تطوير أسلوبه الفريد، لكن لا بد من وجود مساحة لتدريب اللاعبين على الاقتراب من مدى وسرعة رمياته.
يمكن تجهيز أحد الظهيرين عبر برنامج تدريبي خاص في صالة الألعاب الرياضية، لتقوية عضلات الذراعين والوركين وأي عضلات أخرى ضرورية، ليصبح الفريق أمام سلاح جديد كليا.
إنهاء التحيز ضد رميات التماس الطويلة
حان الوقت لوضع حد لهذا التحيز. فبسبب دور روري ديلاب في فريق ستوك سيتي تحت قيادة المدرب توني بوليس، أصبحت رميات التماس الطويلة مرتبطة حصريا بأسلوب لعب مباشر، قبيح، ودفاعي.
لكن علينا أن نتساءل عن منطق هذا التصور. أولا، نادي آرسنال يعيد الاعتماد على الكرات الثابتة إلى الواجهة (ميكيل أرتيتا سبق وأن اعتبر المقارنات مع ستوك بوليس "مديحا")، كما أن مدربي الكرات الثابتة أصبحوا "موضة" رائجة في الوقت الحالي.
والأهم من ذلك، أن رمية التماس الطويلة لا تختلف في جوهرها عن إرسال كرة ركنية مباشرة إلى منطقة الجزاء. فلماذا تعتبر الركنيات الطويلة أمرا مقبولا بينما ترى الرميات الطويلة على أنها أسلوب بدائي؟
مرة أخرى، يعود السبب إلى غرابة رمية التماس ومكانتها كفكرة ثانوية في اللعبة. فاستغلالها إلى الحد الأقصى ينظر إليه أحيانا على أنه تحايل على القوانين أو على الأقل كسر لروح اللعبة.
لقد أحدث ديلاب ثورة قصيرة في عالم رميات التماس، لكنه لم يلمس سوى جزءا بسيطا من إمكاناتها. وهناك مساحة أكبر بكثير للتطوير.
إعادة توظيف خطط الركنيات
حول مدربو الكرات الثابتة الركلات الركنية والركلات الحرة الحديثة إلى أشكال منظمة أشبه بخطط كرة القدم الأميركية. فلماذا لا يحدث الأمر نفسه مع رميات التماس؟
هناك عدد لا يحصى من استراتيجيات الركنيات وخطط التصدي لها، ومع ذلك، لم ينعكس أي من هذا التطور على رميات التماس، التي ما تزال تبدو جامدة وارتجالية إلى حد كبير.
إن غياب الابتكار في هذا الجانب مدهش، خصوصا إذا ما قورن بحجم التطورات التي شهدتها مجالات أخرى في كرة القدم.
والابتكار ليس أمرا معقدا فقط أزل التحيز، واجعل الرميات الطويلة قاعدة أساسية (تماما كحال الركنيات الجديدة)، ثم انقل خطط الكرات الثابتة بالكامل لتطبيقها على رميات التماس.
وهناك ميزة إضافية لذلك: عندما يتأقلم الخصوم ويملؤون منطقة الجزاء، ستتحول الرميات القصيرة إلى ما يشبه الركنيات القصيرة، مما يخلق مواقف تفوق عددي (2 ضد 1) وفرصا مثالية للعرضيات.
وبمجرد كسر الحاجز النفسي، ستصبح الاحتمالات بلا حدود.
كسر مصيدة التسلل
حتى الآن، ركزنا فقط على تحسين تقنية الرميات الطويلة، لكن مع المسار الحاد على طريقة ديلاب، يمكن تحقيق ما هو أكثر بكثير من مجرد قذف الكرة نحو المرمى.
فقانون التسلل يعد حجر الأساس في كرة القدم، ومن دونه يمكن ببساطة إرسال الكرة مباشرة نحو المهاجمين المتمركزين قرب المرمى، حيث ستكون المساحات واسعة لدرجة تلغي الحاجة إلى أي خطط تكتيكية، وهذا بالضبط ما يحدث تقريبًا في كل رمية تماس.
المثير للدهشة أن قانون التسلل لا يطبق عند تنفيذ ضربات المرمى أو رميات التماس، والأكثر غرابة أن الأندية لا تستغل هذه الميزة لصالحها.
شاهدنا حارس مانشستر سيتي إيدرسون يستغل ذلك في بعض المناسبات، أشهرها حين صنع هدفا لسيرجيو أجويرو عبر تمريرة طويلة، أثناء قيامه بجولة خلف خط الدفاع.
فلماذا لا يطبق الأمر نفسه في رميات التماس؟ يمكن للاعب واحد أو أكثر التمركز في موقع تسلل، إما لإجبار خط الدفاع المنافس على التراجع إلى عمق أكبر وفتح المساحات في الأمام، أو ببساطة للانفراد بالمرمى.
على سبيل المثال، في خسارة ليفربول 1-0 أمام باريس سان جيرمان في دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، كان اللافت في إحدى اللقطات أن لويس دياز قام بجري "عادي" على الجناح، وكأن فكرة أنه لا يمكن أن يكون متسللا لم تخطر بباله.
مثل هذه المواقف تتكرر مرارا، ومع ذلك لا يفكر أحد في التمركز قرب المرمى. وربما يكون ذلك مبررا إذا لم تكن هناك رمية طويلة آتية لكن تخيل ما يمكن أن يفعله لاعب مثل ديلاب في تلك الحالة.
المخاطرة بالرميات العرضية الطويلة
الرميات التي تكسر مصيدة التسلل يمكن أن تفتح عقولنا لتصور طرق جديدة للتفكير خارج الصندوق في كرة ثابتة غالبا ما ترتبط بمواقف مقيدة.
فعندما تأتي رمية التماس في الثلث الدفاعي أو حتى على خط الوسط، غالبا ما تكون مزعجة. وإذا قرر الخصم الضغط على الفريق المستحوذ، يميل المنفذ إلى إرسال كرة عالية وطويلة على الخط الجانبي على أمل الأفضل.
ويرجع ذلك جزئيا إلى أن تنفيذ الرمية يتطلب أسلوبا فنيا غريبا ونادر التدريب، وجزئيا إلا أن اللاعبين لا يريدون المخاطرة. لكن في زمن أصبح فيه تمرير الكرة من الخلف بأسلوب مخاطرة عالية اتجاها تكتيكيا شائعا، بهدف استدراج الخصم للأمام ثم كسر الضغط، فقد حان الوقت لتغيير هذه العقلية، حيث يمكن للفرق أن تتدرب على رميات طويلة عرضية أو قطرية تخترق خطوط الضغط.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
06-08-2025 08:52 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |