16-06-2025 11:23 AM
بقلم : ماهر أبو طير
رأيت مقطعا مصورا للصواريخ الإيرانية فوق مدينة القدس، وتمر تحديدا فوق المسجد الأقصى، والمقطع تم توزيعه ونشره على قطاع واسع ليلة السبت.
اللافت للانتباه تعليقات المعلقين، إذ إن أغلبها كان ذكيا، وهي تعليقات يؤيد أصحابها قصف إسرائيل، ولا يدافعون عنها، وهم ينتمون إلى عائلات وأسماء معروفة، وأغلبهم تحدث عن نقطة محددة، أي خوفهم من توظيف إسرائيل لهذه الرشقات التي يمر بعضها فوق الأقصى تحديدا، بهدف افتعال حادثة وتدمير المسجد الأقصى بصاروخ إسرائيلي، واتهام إيران بكونها السبب وأن مصدر الصاروخ الذي سقط على المسجد الأقصى إيراني في سياق استثارة العرب والمسلمين ضد إيران، وخفض موجة التعاطف والانجذاب نحو الإيرانيين في هذه الحرب ما دام العدو هو إسرائيل، وأيضا تنفيذ المخطط الإسرائيلي بهدم الحرم القدسي، أو أحد المسجدين قبة الصخرة، أو المسجد القبلي، بذريعة العمليات العسكرية الإيرانية.
برغم أن نظرية المؤامرة تسود في حالات كثيرة، ويرفضها كثيرون أيضا في الوقت ذاته، إلا أن تعليقات المعلقين منطقية هنا، حيث أننا نعيش أجواء حرب، وهذه الصواريخ عمياء في بعض الحالات، ونشهد يوميا قصفا متبادلا، بحيث لا تستثني الصواريخ المدنيين حيث رأينا سقوط بعضها على مناطق فلسطينية مثل الخليل والجليل الأعلى وغيرها، والمقاطع التي تم بثها من هذه المناطق يراد منها تحريض العرب والمسلمين على إيران، بكونها تقتل الفلسطينيين، في محاولة مكشوفة وغبية للتحريض ولمنع أي انجذاب إلى إيران في هذه الحرب، ومحاولات منع الانجذاب تتشارك بها دول وجهات تخشى ـن ترتفع موجة التشيع السياسي في المنطقة مجددا، خصوصا مع رصد وسائل التواصل الاجتماعي حيث بدأ الرأي العام بالانقلاب من شعار "اللهم اضرب الظالمين بالظالمين" بسبب موقف المنطقة السلبي من إيران، الى شعارات ثانية تحيي إيران على قدراتها وموقفها، وتطالبها بمزيد من الانتقام من إسرائيل، بما يعني تغيرا جزئيا في الرأي العام لصالح إيران ما دام الطرف الثاني هو الاحتلال الإسرائيلي البشع الذي يمارس كل الجرائم.
في كل الأحوال جذر الأزمة أصله إسرائيل وليس شعوب المنطقة، حتى لا تتوزع التهم يمينا ويسارا، وربما على إيران أن تتجنب في عملياتها المنطقة فوق المسجد الأقصى، حتى لا تستغل إسرائيل هذه الممرات وتقوم بقصف الأقصى في توقيت رشقة ما تمر من إيران فوق الاقصى، وهذا أمر ممكن ومتاح عسكريا، لإدراكنا جميعا أن تاريخ إسرائيل حافل بكل السيناريوهات والاحتمالات، والرغبة بغدر الفلسطينيين وأهل المنطقة ومقدساتهم عالية جدا، والأدلة على ذلك كثيرة.
لا يمكن لإسرائيل إلا أن تتورط بمزيد من العمليات الدموية في المنطقة، وقد رأينا أنه بالإضافة إلى العمليات العدوانية ضد إيران، يتم قصف اليمن مجددا، وقد تكون العراق ساحة مؤجلة قليلا لكنها مستهدفة، ومازلنا في البداية وكل المؤشرات تقول إن الحرب مؤهلة للتوسع وليس للتراجع، خصوصا، مع استمرار القصف الإسرائيلي على إيران، واحتمالات شراكة الأميركيين العسكرية العلنية في الحرب.
في بعض التأويلات فإن صورة رشقات الصواريخ الإيرانية فوق الأقصى، يراد منها رفع الروح المعنوية، لكن المعلقين الذين يحذرون من التوظيف الإسرائيلي يدركون أن مناخات الحرب الحالية قد تؤدي الى توظيفات مختلفة، وهم هنا لا يريدون التوطئة لاتهام إيران بدلا عن إسرائيل، بقدر رغبتهم التنبيه الى الاحتمالات المستقبلية، بوجود عدو لديه الاستعداد لفعل أي شيء.
وجهة نظر كاتب هذه السطور تختلف عن المعلقين جزئيا، فإسرائيل بإمكانها أن تستغل أي ظرف خلال هذه الحرب، وتفجير وتدمير الأقصى بصاروخ، سواء عبرت الصواريخ فوقه أو لم تعبر، واتهام غزة، أو اليمن، أو سورية، أو العراق، أو إيران، بكونها المتسبب ما دمنا في ساحة حرب مفتوحة تأتيك بالصواريخ.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-06-2025 11:23 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |